استنكر الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، ما وصفه بـ«محاولات هدم الدولة»، التي يقوم البعض بها من خلال «حرق مؤسسات الدولة بالمولوتوف، وقطع الطرق، ورشق الشَّعب بالرصاص الحي والخرطوش، واستخدام موبقات كالخمور والمخدرات والتحرُّش والاغتصاب»، مؤكدا أن ما يحدث «مخطط من أياد خفية».
وأشار، في رسالته الأسبوعية بعنوان «الإخوان في مواجهة العنف»، الخميس، إلى أنه رغم ما لاقته دعوتهم من «مكر، وحروب وظلم، وصلت حد القتل والتعذيب والسجن والاضطهاد لعشرات السنين، لم تسع الجماعة للانتقام حتى من القتلة والظالمين، واحتسبت شهداءها عند الله، على أمل أن يتوب العصاة، مع اليقين بأن الله عوَّض الصابرين، بحسب قوله، معلقا «بل لقد رأينا في حياتنا انتقام الله من بعض من تولَّى كِبْر التَّعذيب والقتل في السجون المصرية شرَّ انتقام».
وأشاد، في الرسالة التي نشرها موقع الجماعة على «فيس بوك»، بـ«نجاح منهج التغيير السلمي، بالثورة السلمية التي أزاحت أعتى النظم الديكتاتورية، بأقل قدر من الخسائر»، مستنكرا ما بالوضع الحالي من «صور بغيضة غريبة، من استخدام للعنف والإيذاء والاعتداء من البعض ضد جموع الأمة لمجرد خلاف في الرأي، دون تقدير لحجم المشاكل التي يواجهها بلد كبير، تمت سرقته وتجريفه، وتبديدٌ لكل مقدّراته وثرواته على مدى عشرات السنين على أيدى الفاسدين».
واتهم «بديع» في ذلك العنف «أياد خفيَّة تحاول إجهاض الثورة، وإتلاف ثمارها وتشويه صورتها، ودفع الناس إلى الكفر بالثورة والندم عليها»، مشددا على وجود «من يكره لمصر (ولكل دول الربيع العربي) الخير والنهضة».
وأشار إلى وجود «أموال تُدفع، ومؤامرات تُدبَّر، وخطط خبيثة لإجهاض كل خطوات الثورة في التحرر، وإعادة البناء ومقاومة الفساد ومطاردة الفاسدين، بجانب وجود من يُراهن على عودة الأمور مرة أخرى إلى عصر الظلم والفساد، من أعداء بالداخل كانوا سدنة للنظام البائد ومنتفعين منه وآكلين على موائده الحرام، ومن أعداء في الخارج يكرهون عزَّتنا وقوتنا، ويعتبرون الثورة أكبر تهديد لهم بعدما فقدوا ما وصفوه بأنه (كَنْزٌ استراتيجي لهم)».
وأردف: «بل وجدنا حملة منظمة للإساءة المتعمَّدة لجيش مصر العظيم، ودرع وسيف ليس لمصر وحدها بل للأمة كلها على مدار تاريخه»، متسائلا: «من يا تُرى صاحب المصلحة في هذا؟ من صنع هؤلاء البلطجية؟ ومن جنَّدهم؟ ومن يدفع لهم ليُوهِمَهم أو يوهم المخدوعين بهم أنهم (ثوار) أو متظاهرون أو معتصمون؟».
وأكد «بديع» أن متظاهري ثورة 25 يناير كانوا «سلميين، لم يعتدوا أو يُتْلِفوا، ولم تحدث حادثة واحدة للاعتداء أو الإيذاء، أو التحرش»، متسائلا «أين هذا، الآن، من محاولة هدم مؤسسات الدولة وحرقها بالمولوتوف، وقطع الطرق وتعطيل مصالح الناس، ورشق الشَّعب بالرصاص الحي والخرطوش، مع استخدام كل الموبقات من خمور ومخدرات وتحرُّش واغتصاب؟».
واختتم مطالبا بـ«التمييز بين الشباب الطَّاهر الثائر البريء الذي يتمنى الإصلاح وربما يستعجل آثاره ونتائجه، وبين دخلاء يتم استخدامهم لإفشال النظام الشرعي المنتخب، وإدراك أن الحوار والمشاركة، والصدق والإخلاص، وتجريد النفوس من كل هوى أو مصلحة شخصية عاجلة، والنظر إلى حاضر الأمة ومستقبلها، وتوحيد الجهود، هو السبيل للبناء والنهضة».