قال الفلاح الفصيح «محمد برغش» إن أوضاع الفلاحين ازدادت سوءاً بعد عامين من الثورة، مقارنة بأوضاعهم فى ظل حكم النظام السابق، حيث ارتفعت أسعار السولار وعجزت الحكومة عن تسويق المنتجات الزراعية، وأضاف أن دعوة الإخوان لعيد الفلاح كانت موجهة لأبناء الجماعة بينما منع عدد من الفلاحين من الحديث أمام الرئيس.
فيما أكد أنهم قادرون على إسقاط الإخوان فى الانتخابات البرلمانية القادمة
■ هل اختلف حال الفلاح المصرى بعد عامين من الثورة؟
- الوضع بعد عامين أسوأ ويتجه للأكثر سوءاً، ففى عهد مرسى قل السولار وارتفعت أسعاره إلى 55 جنيها للصفيحة، وفشلت الحكومة فى تسويق منتجات الفلاح، وتفاقمت أزمة الأسمدة وانتعشت السوق السوداء وتم تهميش الفلاح وإلغاء وجوده فى الدستور الجديد، وتم إقصاؤه من مقاعد مجلس الشورى.
■ ما رأيك فى عدم اختيار ممثلين للفلاحين ضمن الأعضاء المعينين بمجلس الشورى؟
- لم أفاجأ بذلك، لأننى أعلم تماماً توجهات الإخوان، وأنا أعتقد أنهم يصرون على التعالى على المواطنين، فقد أغرتهم شهوة السلطة وتعاليهم على الفلاحين أصبح ملحوظا، ودعوة الرئيس للفلاحين للاحتفال بعيدهم كانت دعوة للإخوان.
■ هل سيتم توحيد أصوات الفلاحين فى انتخابات مجلس النواب القادم؟
- الفلاحون أكثر الناس صبراً، وأقولها لمن يحكمون مصر الآن «اتقوا شر الحليم إذا غضب»، والفلاحون قادرون على إسقاط الإخوان فى الانتخابات القادمة، والرئيس مرسى عندما عين 90 عضواً للشورى تجاهل العمال والفلاحين، ولم يعين واحداً منهم بالرغم من حقهم فى الحصول على 45 مقعدا، وللأسف النظام يجامل من ساندوه فى «التأسيسية»، فيما أهمل ما يزيد على نصف المجتمع.
■ هل توافق الرأى المطالب بإقالة حكومة الدكتور هشام قنديل؟
- حكومة قنديل لم تحقق طموحات المواطن المصرى وأحبطته وزادت من أوجاعه.
■ ما رأيك فيما يتم من اعتداءات على المصريين فى ظل حكم مرسى؟
- من العار أن يهان المصرى بهذا الشكل، وبالرغم مما قيل ورصد عن مخالفات فى عهد مبارك إلا أن التاريخ لن ينسى أن دماء المصريين فى عهد الإخوان أصبحت رخيصة، وأن أعراضنا انتهكت، ويجب تحريك الدعاوى الجنائية لمن قتلوا المصريين.
■ لماذا لم تجد دعوات الحوار الذى أعلنه الرئيس مرسى قبولا لدى القوى السياسية الفاعلة؟
- دعوات الحوار المتتالية التى يطلقها الرئيس مرسى تبرهن على أنه غير قادر على لم الشمل أو الوفاء بعهوده، وقرارات الرئيس تكرس لوضع قائم، والجماعة لن تسمح له بأن يخرج من عباءتها مهما نفى ذلك.
■ بم تقيم تجربة الرئيس مرسى حتى الآن؟
- التجربة ليست على مستوى طموحاتنا كمواطنين، وزادت من عمق جراحنا وفجرت الخلاف السياسى والشقاق بين أطياف الشعب الواحد، بل إنه فى عهد مرسى رأينا مدناً تخرج على إدارة الحكم فى العاصمة وترفض هيمنة الدولة، ورأينا المصرى يقتل أخاه وهذا لم يحدث حتى فى ظل نظام مبارك.
■ كيف ترى مستقبل الحكم فى مصر بعد رفض قيادات المعارضة للحوار مع الرئيس؟
- المستقبل غير واضح المعالم والرؤية ضبابية، لكننا لن نفقد الأمل فى إصلاح الحال وأطالب الرئيس مرسى بتحقيق أهم الأشياء التى اختارته الجماهير بناء عليها، فقد زرع آمالاً وقدم لنا بحوراً من العسل، فأين الـ200 مليار دولار التى وعد بها مرسى المصريين، ولما ترك السلبيات تتراكم وتنكر لشعبه، هتف الشغب بخلعه، بعد أن أسرف فى الوعود البراقة ولم ينفذ منها شيئاً.
■ لماذا يلام الإخوان دائما ويهاجمون من المعارضة من وجهة نظرك؟
- الرئيس وجماعته استأثروا بالحكم وظنوا أن الشعب سينخدع بشعارات النهضة التى لم نرها على أرض الواقع ولم تجد لها أثراً إلا فى خيال جماعة الإخوان الذين اعتقدوا أن المصريين سيقبلون بذلك، والجماعة لا تسمع إلا رأيها ولا تثق إلا فى أبنائها وتستبعد الكفاءات وتقرب أهل الثقة وبالتالى تجر البلاد لخطر شديد.
■ ما الحل من وجهة نظرك للأزمة السياسية والاقتصادية الحالية؟
- إقالة حكومة قنديل وتشكيل حكومة وحدة وطنية، تصبح قادرة على النهوض بالبلاد وتجاوز أزمتها الاقتصادية وتستطيع كسب ثقة الاستثمارات الأجنبية، لتعيد تدفق الأموال على مصر، وتضبط من جديد مؤشرات السياحة، وهو ما يتطلب منظومة قوية ترتبط بعودة الأمن وبسط هيبة الدولة وفرض سلطة القانون ولابد للرئيس من أن يترك الجماعة ويتجه للشعب المصرى ليصبح رئيساً لكل المصريين إن أراد النجاح، وإن كنت أشك فى قدرة الرئيس على التخلص من ارتباطه بالجماعة.