أعلنت، مساء السبت، جوائز مهرجان برلين السينمائى الدولى الـ63. فاز الفيلم الرومانى «تصوير طفل» إخراج كالين بيتر نيتزر بالدب الذهبى، كما فاز بجائزة «فيبريسى» لأحسن فيلم فى المسابقة.
كان الفيلم من أحسن أفلام المسابقة، وكما ذكرنا فى رسالة السبت جاء فى الموقع الثانى فى استفتاء نقاد نشرة مجلة «سكرين إنترناشيونال»، التى صدرت أثناء المهرجان، وفى الموقع الثالث من حيث الحصول على تقييم ممتاز، ولكنه كان يستحق جائزة ألفريد باور التذكارية، وهو مؤسس المهرجان الراحل، والتى فاز بها الفيلم الكندى «فيك وفلو شاهدا دباً»، إخراج دنيس كوت، وكان أحد فيلمين وصف بالرداءة فى نفس الاستفتاء من بين أفلام المسابقة الـ19، ولاشك أنه من أضعف أفلام تلك المسابقة، وليس جديراً بالفوز بأى جائزة.
ولكن الفيلم المتوج بأكبر جوائز المهرجان من لجنة التحكيم التى رأسها المخرج الصينى وونج كار واى لا يثبت لمجرد المقارنة مع الفيلم الفرنسى «كاميل كلوديل - 1915» إخراج برونو دومونت، الذى تم تجاهله وتجاهل الأفلام الفرنسية الثلاثة التى عرضت فى المسابقة، رغم استحقاقه الفوز بالدب الذهبى بأى مقياس من مقاييس تقييم الأفلام.
وقد كانت جولييت بينوش جديرة بالفوز بجائزة أحسن ممثلة عن دورها فى نفس الفيلم الفرنسى الذى كان الوحيد من الأفلام الـ19 الذى فاز بتقييم ممتاز من مجلس تحرير مجلة «سكرين إنترناشيونال»، ولكن فوز بولينا جارسيا عن دورها فى الفيلم الشيلى «جلوريا» إخراج سباستيان ليلو كان عن جدارة، واستقبل بأطول وأقوى تصفيق من جمهور حفل توزيع الجوائز. وقد ذكرنا فى رسالة السبت أنها المنافسة الأولى لبينوش.
الجائزة الفضيحة
وإذا كان من المقبول عدم فوز بينوش لأن من فازت تستحق، فقد كان أقل تقدير لفيلم برونو دومونت أن يفوز بجائزة أحسن إخراج، ولكن فاز بها دافيد جوردون جرين عن فيلمه الأمريكى «بيرينس أفالانشى»، وهو عنوان سخيف ومفتعل لفيلم لا يقل سخافة وافتعالاً، وفوزه بجائزة أحسن إخراج فضيحة بكل معنى الكلمة.
لقد ذكرت فى رسالة عدد الأربعاء 6 فبراير أن «لجنة التحكيم تتكون من 4 مخرجات و3 مخرجين، أى من دون نقاد ولا أى من المهن السينمائية»، ووضعت علامة تعجب بدلاً من التشاؤم مقدماً من تكوين اللجنة، لأننى أعتقد أن المخرجين لا يصلحون لتقييم أفلام زملائهم، وأن الأصل فى التحكيم النقاد لأن مهمتهم هى التقييم، ولكننى لم أتصور أن يصل الأمر إلى حد فوز دافيد جوردون جرين بجائزة أحسن مخرج.
جائزتان فقط
جائزتان فقط من جوائز المهرجان الثمانى كانتا عن جدارة واستحقاق، وهما جائزة أحسن ممثلة، وجائزة لجنة التحكيم الكبرى التى فاز بها الفيلم البوسنى «فصل فى حياة عامل خردة» إخراج دانيس تانوفيك. وقد ذكرت فى رسالة السبت «أنه من الأفلام الجديرة بالفوز». بل كان الفيلم الوحيد الذى فاز بجائزتين من الجوائز الثمانى، فقد فاز أيضاً بجائزة أحسن ممثل التى حصل عليها نظيف موجيك عن دوره فى الفيلم، وقد عبر بقوة عن شخصية العامل، ولكنه ليس ممثلاً محترفاً، ويحمل نفس اسم الشخصية التى يمثلها!.
جائزة سياسية
وذكرت أيضاً فى رسالة يوم الختام «وربما يفوز بجائزة ما الفيلم الإيرانى «ستار مغلق» إخراج جعفر بناهى وكامبوزيا بارتوفى، وهذا ما حدث وفاز بجائزة السيناريو الذى كتبه بناهى، وتسلمها نيابة عنه بارتوفى. وهذه الجائزة «سياسية» خالصة نظراً للحكم الصادر ضد «بناهى» بالسجن لمدة ست سنوات والمنع من العمل ومن السفر لمدة عشرين سنة لمعارضته النظام السياسى فى إيران.
والمؤكد أن بناهى مسجون فى منزله، وليس فى السجن، وأنه ممنوع من السفر، ولا أحد يدرى كيف يكون ممنوعاً من العمل ويخرج فيلماً كل سنة، فقد عرض له مهرجان كان فى العام الماضى «هذا ليس فيلماً»، ولكن إدارة مهرجان «كان» اتخذت القرار الصحيح بعرضه خارج المسابقة، وليس فى المسابقة، كما فعلت إدارة مهرجان برلين مع فيلمه الجديد.
وكان من اللافت أن تقوم شيرين نشأت، وهى المخرجة الإيرانية، عضو لجنة التحكيم، المقيمة فى المنفى الاختيارى فى نيويورك، بتسليم جائزة فيلم بناهى على مسرح حفل الختام، وذلك فى إشارة إلى دورها فى منح هذه الجائزة.
جائزة تشجيعية
وكنوع من التشجيع لسينما صغيرة فى آسيا، وهى سينما كازاخستان، التى اشتركت فى مسابقة برلين للمرة الأولى، فاز مدير التصوير عزيز زامباكين بجائزة أحسن إسهام فنى عن تصوير فيلم «دروس التناغم» إخراج أمير بايجازين، فالفيلم جيد، ولكن تصويره لا يفوق تصوير العديد من الأفلام الأخرى.
شهادتا تقدير
وقبل إعلان الفائز بالدب الذهبى أعلن رئيس لجنة التحكيم منح شهادتى تقدير للفيلم الأمريكى «أرض الميعاد» إخراج جوس فان سانت، والفيلم الألمانى «ليلى فيورى» إخراج بيا ماريس، وكان ذلك إمعاناً فى عدم تقدير فيلم برونو دومونت، وكأنه لا يستحق مجرد شهادة تقدير.
فيلمان عربيان
ومن بين الأفلام العربية التى عرضت فى المهرجان خارج المسابقة، فاز فيلمان بجائزتين من جوائز المؤسسات، وهما الفيلم الفلسطينى «لما شفتك» إخراج آن مارى جاسر، الذى فاز بجائزة «نيتباك» لأحسن فيلم آسيوى، والفيلم اللبنانى «عالم ليس لنا» إخراج مهدى فليفل، الذى فاز بجائزة السلام، وكلا الفيلمين عُرض فى «البانوراما»، وشهد مهرجان أبوظبى العرض الأول لهما فى العالم العربى فى أكتوبر الماضى.