تتواصل الحملة الأمنية في مدينة رفح لإغلاق وتدمير أنفاق التهريب الحدودية بين سيناء وقطاع غزة، بعد قرار مصر التخلص منها نهائيا. وكانت «المصري اليوم» قد أجرت حوارا مطولا مع «أبو أحمد»، المتحدث باسم «سرايا القدس»، أكد فيه أن 99.9% من الأنفاق تستخدم لنقل المواد الغذائية.
نبدأ من الحرب الأخيرة على غزة.. كيف كانت جاهزية «سرايا القدس» لها؟
شكل اغتيال القائد القسامي أحمد الجعبري تغيرا نوعيا في المواجهة، أراد العدو من ورائه تفجير مرحلة كبيرة من الصراع مع فصائل المقاومة، في محاولة يائسة لتدمير قوتنا الصاروخية. وهذا لم ينجح بالتأكيد. فنحن قمنا بالرد بشكل نوعي لم يكن تتوقعه إسرائيل كما وكيفا. راهن على حرب يومين أو 3 تنفذ خلالها ذخيرتنا. لكن ما حدث هو أننا ظللنا طوال 8 أيام في أوج قوتنا، رغم إطلاق ما يزيد على الـ 2000 صاروخ. أدى ذلك لإفشال خطة العدو، واعتزال إيهود باراك الحياة السياسية نهائيا واستقالة وزير الخارجية الإسرائيلي السابق أفيجدور ليبرمان، ظاهريا بسبب قضايا فساد ومن وراء الكواليس بسبب فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها من الحرب.
بالنسبة لكم في سرايا القدس، ما الفرق الذي وجدتموه بين هذه الحرب ومعارك 2009؟
إمكانياتها اختلفت بشكل واضح أكاد أقول 100%. في 2009 كان الرد بسيطًا ومحدودًا كمًا ونوعًا. لكن في المواجهة الأخيرة استمرينا طوال 8 أيام نضرب بزخم كبير، مع خسائر عسكرية قليلة. عدد شهداء المقاومة انخفض بنسبة 70 – 80 %. كل ذلك يعكس وجود تغير تكتيكي وعملياتي وتسليحي بعد ظهور متغيرات جديدة.
تتحدث عن متغيرات سياسية على الساحة المصرية.. ما الدور الذي لعبته الأنفاق في إدخال الأسلحة المستوردة من الخارج؟
المقاومة لديها أساليبها، يمكنها أن تستخدم أكثر من مدخل لإدخال هذه الأسلحة. لكن أؤكد لك أن 99.9% من هذه الأنفاق تستخدم للمواد الغذائية ومواد البناء. المقاومة تبتعد عن كل ما يمكن أن يؤثر على الشعب الفلسطيني، حتى لو توقف إدخال السلاح. المقاومة لا تريد الإضرار بهذا المعبر الاستثنائي، لكن للمقاومة دائما طرقها وأساليبها التي تتحفظ عليها، فهي قادرة على تدبر أمرها رغم الصعوبات.
لكن الأسلحة التي استخدمتها «الجهاد» وسائر الفصائل كانت نوعية، فما هي التي سجلت هذا الفارق في الحرب الأخيرة؟
الصواريخ متوسطة المدى كـ «فجر 5 و3»، فقد استهدفت مناطق تبعد أكثر من 70 كلم في تل أبيب. أيضا صاروخ «كورنيت» المستخدم في حرب لبنان 2006. استخدام سلاح بعينه هو رسالة للعدو، وأعتقد أن رسائلنا وصلت بشكل كبير. أدركوا أن أي دخول بري للقطاع لن يكون نزهة وسيواجه بهكذا صواريخ، كان تحركنا تكتيكيا بامتياز.
ما مدى رضاكم عن الهدنة الحالية؟
أحيانا نضطر لقبول هدنة لا ترضينا، لكن التهدئة الأخيرة حققت لنا مكاسب كبيرة، فالمنطقة العازلة أُلغيت، والميلات البحرية المسموح دخولها للصيد زادت، وهناك تسهيلات لمرور البضائع. هذا الإنجاز جاء تحت ضغط ضربات المقاومة، وليس الضغط السياسي. وهو ما أدى بالعدو لتقديم تنازلات لأول مرة. لذلك نحن راضون عنها. وللعلم، فإن، هناك خروقات كبيرة، والوسيط المصري على اطّلاع مباشر بها، واذا استمرّت أعتقد أن التهدئة لن تدوم.
وما رأيكم بالمواقف العربية والإسلامية أثناء الحرب ؟
هناك تغير في مواقف دول الربيع. الموقف المصري محترم، لكن نأمل أن يكون دور الجامعة العربية أكبر. لا نريد شجب واستنكار ووعود بدفع أموال. نريد حينما يتحدث العرب أن يتوقف العدوان مباشرة. هذا ما لاحظناه في الحرب الأخيرة تحديدا من الرئيس محمد مرسي، فمصر لها دور جديد تلعبه بعد سقوط النظام السابق، والذي نأمل أن يستمر ويزداد. الدور مرض لنا، لكننا نتمنى دورا أكبر.
هل لديكم خطط من قبيل خطف جنود إسرائيليين؟
نحن لا نعتقد بوجود خيار آخر غير خطف الجنود. هذا نهج لدينا. لا نرى أن أي تفاهمات سياسية يمكن أن تُفرج عن أسرانا المجاهدين. أكرر بالمقاومة فقط، وليس عبر أي اتفاق سياسي، سنفرج عنهم. هذا هو الأسلوب الوحيد القادر على إذلال العدو وتركيعه.