بررت مصادر عسكرية رفيعة المستوى قرار القوات المسلحة بإغلاق الأنفاق بين مصر وقطاع غزة، بما سمته «استفزازات طالت عناصرها، وآخرها تعمد سيارة نقل الاصطدام بسيارة عسكرية، خلال مطاردتها مهربين فى منطقة الصرصرية».
واستمعت »المصرى اليوم» لشاهد عيان على حادث الاصطدام بالسيارة يدعى عيسى محمد، صاحب أحد الأنفاق، وقال: «يعرف كل العاملين فى الأنفاق أن قوات الجيش تطارد أى سيارة بها بضائع مهربة إلى قطاع غزة، وتصادرها، وتتخذ الإجراءات القانونية ضد السائق، ومن يقف وراء التهريب، ومنذ 4 أيام كانت سيارة نقل يقودها سائق من عائلة (السياح)، تحمل مواد غذائية وبضائع، بهدف تهريبها إلى قطاع غزة، ولم يتوقف عندما طالبته قوات الجيش، واندفع هارباً بسيارته بسرعة شديدة، فطاردته القوات بعدة سيارات عسكرية»، وأضاف: «نجحت القوات فى الوصول إليه وإيقاف سيارته ومحاصرتها، فتوقف لفترة وجيزة، ثم انطلق بسرعة، قاصداً الإطاحة بسيارة (جيب)، تابعة لمكتب المخابرات الحربية بالعريش، فلحقت بها بعض التلفيات، لكن لم يصب أى من الجنود أو الضباط، لأنهم كانوا خارجها».
وتابع شاهد العيان أن «قوات الجيش قبضت على السائق، واصطحبته إلى مكتب مخابرات رفح، وتم احتجازه هناك لساعات محدودة، وإثر ذلك تجمهر أفراد من عائلة (السياح) حول مقر المكتب، وأحرقوا بعض إطارات السيارات، وهتفوا ضد الجيش، فاضطرت القوات للإفراج عن السائق، والاكتفاء بمصادرة السيارة بما فيها من بضائع».
وقال» :بعد الحادث انتشرت قوات الجيش بشكل مكثف حول مداخل الأنفاق، ومنعت مرور أى سيارات محملة بالبضائع أو مواد البناء»، موضحاً أن مواطنين فلسطينيين يسيطرون على عدد من الأنفاق بشكل كامل، من الجانبين المصرى والفلسطينى، ويديرونها بمساعدة مصريين، ويدخلون الأراضى المصرية عبرها للتسوق بأنفسهم، بعد أن كانوا يعتمدون على المصريين للقيام بتلك المهمة.
من جانبه، قال مصدر أمنى مسؤول بمعبر رفح الحدودى إن المعبر سيظل مفتوحاً طوال أيام الأسبوع، بما فيها يوم الجمعة، لعبور الفلسطينيين من وإلى قطاع غزة، باستثناء الأربعاء، الذى يخصص لعبور المعتمرين فقط والحالات الصحية الحرجة.
وأضاف أن إدارة المعبر تسمح بعبور مواد البناء والسلع الأخرى التى يحتاجها سكان قطاع غزة، وأن القوات المسلحة تسيطر بشكل كامل على منطقة رفح، بعد قرار وزير الدفاع، الفريق أول عبدالفتاح السيسى، باعتبار تلك الأماكن منطقة استراتيجية لعمليات القوات المسلحة.
وفى المقابل، شكت حركة حماس مما سمته «تصعيد الجيش المصرى» أخيراً، حملته ضد الأنفاق، وقالت مصادر فى حكومة غزة لوكالة الأنباء الألمانية إن الجيش المصرى أغلق عدداً من الأنفاق بعد أن أغرقها بالمياه، ونشر مزيداً من وحداته على الشريط الحدودى، وأنشأ مواقع مجهزة لوجستياً، بشكل منفصل عن مدينة رفح المصرية.
وأوضحت مصادر مطلعة أن وحدة هندسية عسكرية مصرية حفرت 10 آبار مياه ارتوازية، على طول الحدود، لإغراق الأنفاق بمياه الصرف الصحى، فور الحاجة لذلك، وقالت إن المياه الجوفية المستخرجة من تلك الآبار كافية لإغراق باطن الحدود وإحداث انهيارات مدمرة، وهو ما تم فعلاً خلال الأيام الأخيرة، باستهداف أنفاق فى حى السلام، شرقى رفح الفلسطينية، على حد قولها.