يأتي الطلب المتزايد على زيادة سرعة الإنترنت وتحسين شبكات الاتصالات ملحًا، في ظل التقارير الرسمية الصادرة، والتي تؤكد الدور الذي يلعبه قطاع الاتصالات في زيادة الناتج المحلي، وتحسين الوضع الاقتصادي لأي دولة، مع البدء في عمل الجيل الرابع للاتصالات LTE، الأمر الذي يساهم في سرعة وتيرة قطاعات الأعمال والمؤسسات، ويوفر مزيدًا من فرص العمل، لاسيما وأن الشركات العالمية بدأت تضع في اعتباراها أن دول العالم تدخل مرحلة تطبيق شبكات الجيل الرابع، بطرح أجهزة توافقية مع تلك الشبكات.
تقنية LTE
تقنية LTE هي اختصار لمصطلح «مشروع تطوير بعيد المدى»، وتمثل أحدث معيار في تاريخ تقنيات شبكات المحمول، والتي كانت تعرف سابقاً بـ (GSM/EDGE).
وتم تطوير هذه التقنية بهدف تقليل الوقت المستغرق في استقبال البيانات ونقلها وإرسالها عبر الشبكات اللاسلكية.
وتقدم تقنية LTE سرعات تصل حتى 100 ميجابايت في الثانية، إلا أن ذلك يعتمد على عوامل عدة مثل الموقع وشركة البيانات عبر الإنترنت والشبكة والجهاز ومصدر تنزيل البيانات وتحميلها.
وتوفر تقنية LTE لمستخدمي الهواتف المحمولة اتصالًا فورياً وسريعاً بالإنترنت، وخدمات بث الفيديو دون الحاجة إلى تخزين مؤقت للبيانات، وممارسة الألعاب الإلكترونية عبر الإنترنت بشكل أفضل، وتنزيل البيانات من الإنترنت بسرعة ملحوظة وكبيرة جداً، وخدمات متطورة للحوسبة السحابية وغيرها.
حجم شبكات الجيل الرابع في العالم
قالت شركة «إريسكون»، السويدية المتخصصة في حلول الاتصالات، إن بحلول منتصف عام 2012، تم توفير تغطية شبكات الجيل الرابع أو ما يُعرف بالتطور طويل الأمد LTE لنحو 455 مليون مستخدم عالميًا، مع توقعات بأن يستفيد أكثر من نصف سكان العالم من تغطية هذه الشبكات بحلول 2017.
تحسين الشبكات والنمو الاقتصادي
وأظهرت دراسة لشركة «إريكسون»، بالتعاون مع شركة «آرثر دي. ليتل» وجامعة «تشالمرز» للتكنولوجيا، أن زيادة سرعة خدمات الحزمة العريضة للإنترنت بمعدل أربعة أضعاف في مصر تؤدي إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي للدولة بنسبة 0.6%.
ومن جهته، قال خالد ربيع، نائب الرئيس التنفيذي للشركة بالشرق الأوسط: «نعمل خلال الفترة المقبلة على محورين: الأول يتمثل في زيادة كفاءة الشبكات الحالية لمشغلي المحمول، والمحور الثاني هو تقديم مزيد من خدمات البرودباند التي بدورها تساهم في نمو الشأن الاقتصادي وأعمال قطاع الشركات والمؤسسات».
وأشار «ربيع» إلى أهمية التوسع في خدمات البرودباند، موضحًا أن عدد مستخدمي الهواتف الذكية في العالم وصل إلى 700 مليون، مع توقعات بوصول الرقم إلى 3 مليارات بحلول سنة 2017، الأمر الذي يبين أهمية خدمات «البرودباند».
وكشفت «جوجل» عن إسهام الإنترنت في الاقتصاد المصري بمبلغ 15.6 مليار جنيه مصري، بواقع 1.1% من إجمالي الناتج المحلي عام 2011، مشيرة إلى أن نسبة النمو المتوقع 22% خلال السنوات الخمس التالية، بواقع 12% كقيمة حقيقية.
وقال سمير بهائي، مسؤول العلاقات الحكومية بشركة «جوجل مصر»، إن إسهام الإنترنت في الاقتصاد المصري جاء مدفوعًا بالابتكار وريادة الأعمال، وهو ما شجع الأفراد والشركات الخاصة على الاستثمارات، علاوة على الاستثمارات الحكومية في تطوير البنية التحتية، وتحسين الحصول على خدمة الإنترنت.
وأشار إلى ثلاثة عوامل رئيسية للنمو في اقتصاد الإنترنت المصري، وهي: «الكشف عن الإمكانيات الكامنة في التجارة الإلكترونية من خلال إجراء التطويرات اللازمة على مستوى العرض والطلب على حد سواء، وتعزيز الاحتواء الإلكتروني من خلال توفير الحصول على خدمة الإنترنت في مختلف أنحاء مصر، وتشكيل أعمال تجارية مشتركة يتم استغلال الإنترنت فيها استغلالاً تجاريًا».
استعداد محدود في مصر
قال المهندس عمرو بدوي، رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، إنه سيتم العمل بشبكة الجيل الرابع في أواخر 2014 أو أوائل 2015 على أقصى تقدير، موضحًا أنه بحسب خطة نشر الإنترنت فائق السرعة «البرودباند» التي وضعها الجهاز سيصل استعمال شبكة اتصالات الجيل الرابع إلى 90% من التعداد السكاني بالوصول لعام 2021.
وأوضح «بدوي»، خلال ندوة مستقبل الاتصالات بمصر التي أقيمت بنقابة المهندسين مؤخرًا، أن الجهاز سيعمل على استغلال أي طيف ترددي يخدم شبكة الجيل الرابع واستخدام معيار اتصالات LTE أملاً أن يصل حجم العمل على شبكة اتصالات الجيل الثالث 3G في عام 2015 إلى 98% قبل تفعيل شبكة اتصالات الجيل الرابع.
يشار إلى أن الهواتف الذكية الجديدة والمنتجة خلال النصف الثاني من عام 2012 تدعم أغلبها تقنية الجيل الرابع إلا أن الشركات المصنعة تطرح نسخًا خاصة لشبكات الجيل الثالث لبعض الدول منها مصر.
ويتوقف تشغيل الخدمة في مصر على أكثر من عامل، فالشركات الثلاث المقدمة لخدمات المحمول في مصر تسعى لتحسين البنية الأساسية في شبكاتها قبل الحصول على رخصة لتقديم خدمات الجيل الرابع في مصر، لاسيما وأن شركتي فودافون واتصالات أعلنتا عن شبه استعدادهما الكامل لبدء الخدمة.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات، الحكومية، التي تمتلك 45% من فودافون، إن شركته ستقدم خدمات الهاتف المحمول للجمهور خلال الربع الثاني من 2013 بعد أن تحصل على الرخصة خلال ستة أسابيع، مضيفًا أن الشركة تسعى لاقتحام سوق المحمول مع التركيز على تقديم خدمات متكاملة لعملائها في مجال الاتصالات والاهتمام بخدمات الجيل الرابع التي تتميز بسرعة نقل البيانات.
وأضاف «النواوي» أن الشركة ستحتاج ترددات للجيل الرابع الذي توقع طرحه في 2014، لكنها لا تريد ترددات في الوقت الحالي.
وتحتاج وزارة الاتصالات إلى إتمام مبادرة الإنترنت فائق السرعة، المسماة «إي مصر»، بجانب إتاحة مزيد من الترددات، والعمل على التوسع في شبكة الألياف الضوئية للتناسب مع خدمة الجيل الرابع، والتي ستحتاج إلى مزيد من الاستثمارات ينتظر قدومها مع مشروعات متفق عليها، ولم تنفذ بعد، لمرور كابلات للولايات المتحدة الأمريكية إلى الهند عبر مصر.
طرح الخدمة مستبعد
واستبعدت مصادر مطلعة بقطاع الاتصالات أن تطرح مصر خدمات الجيل الرابع خلال عامين، كما صرح رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، في ظل الوضع الاقتصادي المأزوم والذي يقيض حجم استثمارات شركات الاتصالات العاملة في مصر، وحجم توسعاتها.
ويتوقع خبراء أن تشهد أسعار خدمات الإنترنت وقت طرح الجيل الرابع زيادة محدودة، خاصة مع وجود 4 شركات عاملة في القطاع، ويحتاج لكل منها للاستحواذ على النسبة الأكبر من الحصة السوقية.
وأوضح تقرير «جوجل» أن مصر لديها 92.6 مليون هاتف محمول، من بينها 10.5 مليون يشترك في الإنترنت بواقع 12%، مشيرًا إلى أن نسبة نمو الهواتف الذكية وصلت إلى 26%، وأن تغطية خدمة الجيل الثالث وصلت إلى 87% من سكان مصر، متوقعًا أن تصل إلى 98% بحلول عام 2015.
الجيل الرابع في الوطن العربي
في الكويت بدأت شركات الاتصالات توفير الخدمة بدءا من ديسمبر 2012 وعلى مراحل حتى منتصف 2013 عبر شبكات لشركات الاتصالات «زين ، Viva، الوطنية للاتصالات»، وفي مناطق واسعة تجارية وسكنية، بسرعات تتجاوز 100 ميجابايت في الثانية.
وفي قطر أعلنت «كيوتل» في أواخر عام 2012 عن إطلاق مشروع لنشر تقنية (LTE) لتوفير شبكة للجيل الرابع 4G في قطر لدعم الخطة الوطنية الهادفة لدعم الاقتصاد الوطني وبناء المجتمع المعرفي، حسب بيان الشركة.
وتبنت «الاتصالات» السعودية، في 2010 تقنية الجيل الرابع، كأول مُشغل للجوال في المنطقة لتوظيفها في خدمة عملائها، ومن ثم الإعلان عن إطلاق الخدمة فعلياً كأول مُشغل في المملكة والشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشهادة منظمة GSM، وهي الجهة المسؤولة والرسمية عن شبكات الجوال حول العالم.
وعملت الاتصالات السعودية على زيادة الاستثمار في تطوير البنية التحتية للشبكة اللاسلكية وزيادة انتشارها، وتوفير التقنيات العالمية الأحدث، وذلك بدعم هذه التوجهات لنشر خدمات الجيل الرابع بترددات مختلفة وبنسبة 65% في مناطق المملكة مع نهاية العام الماضي 2012، والوصول إلى 95% نهاية العام 2014، لتوفير سرعات إنترنت لاسلكية عالية السرعة تصل إلى 100 ميجابايت بالثانية.
وفي 29 يناير 2013، انضمت شركة اتحاد اتصالات «موبايلي» إلى قائمة شركاء أبل العالمية، الذين يدعمون الجيل الرابع، ودعت «موبايلي» و«زين» مشتركيهما الذين يقتنون هاتف iPhone 5 الجديد إلى مراجعة فروعهما المنتشرة في أرجاء السعودية، لاستبدال شرائح الاتصال الحالية بشرائح نانو أخرى، تعمل بكفاءة مع شبكة الجيل الرابع 4G.
وأعلنت شركتا «اتصالات»، و«دو» الإماراتيان يناير 2013 عن إمكانية البدء في استخدام شبكات LTE في هواتف iPhone5 المتوافقة، مما يمنح مستخدمي هذه الهواتف خدمة اتصال وبيانات مميزة باستخدام شبكة اتصالات للجيل الرابع الأوسع تغطية في دولة الإمارات.
الأجهزة المتوافقة مع شبكات الجيل الرابع
وتعتبر الأجهزة الذكية المتوافقة مع الجيل الرابع، والتي تدعم تردد حتى 1800 MHzأو تردد 2300 MHz فعالة مع الشبكة، حيث يمكن الاتصال مع هذه التقنية السريعة عبر الأجهزة الذكية المتوفرة في السوق المحلية، حتى يناير 2013، هي جهاز إتش تي سي HTC one -SV، جهاز نوكيا Nokia Lumia 920، ونوكيا Nokia Lumia 820 وجهاز آي فون 5، والإصدارات الجديدة من جهاز «سامسونج جالاكسي إس 3».