حذرت خطب الجمعة في عدد من محافظات الجمهورية من خطورة وقوع «فتنة وشقاق» بين المصريين، مؤكدة ضرورة التلاحم في الذكرى الثانية للثورة، وبينما خالف عدد من خطباء المساجد، المحسوبين على السلفيين والإخوان المسلمين، تعليمات وزارة الأوقاف بعدم تناول الصراعات السياسية في الخطب، اكتفى البعض الآخر من الخطباء بالحديث عن ذكرى المولد النبوي الشريف.
في مطروح، ابتعد بعض الخطباء، عن الكلام في السياسة وذكرى الثورة، واكتفوا بالحديث عن ذكرى المولد النبوي الشريف، وحثوا الجميع على الاقتداء بالنبي محمد وحذو سنته، بينما سيطرت الأحداث السياسية الجارية على معظم خطب مساجد بني سويف، والتي طالب خطبائها، التيارات السياسية بـ«عدم تحويل الاحتفال بالذكرى إلى فتنة بين أطياف الشعب تضر بالوطن والمواطنين».
وفي الدقهلية، قال الشيخ نشأت زارع ، خطيب مسجد «سنفا»، إن «الذكرى الثانية للثورة تتزامن مع ميلاد الرسول، وكلاهما حدث عظيم غير وجه الأمة»، مؤكداً أن الثورة «كانت حدثا جللا، لأنها نادت بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، لكنها للأسف الشديد لم تحقق أهدافها، التي باتت تائهة وفي غرفة الإنعاش، لذلك لابد من استكمالها».
وفي محافظة سوهاج، دعا الشيخ سيد عبدالعزيز، إمام وخطيب مسجد الهادي، بمدينة سوهاج، جموع المصريين إلى «عدم الاستجابة لدعوات التخريب والصدام، التى يطلقها البعض فى تظاهرات ذكرى الثورة، لأن المصري المؤمن الحق لا يخرب مصر ولا يحرقها ولا يدمرها»، كما دعا بأن «يهلك الله كل من يريد بمصر وأهلها خرابا أو سوءا وأن يجعل عاقبته كعاقبة عاد وثمود».
كما هاجم الشيخ عبدالله محمود ، إمام وخطيب مسجد «بلبط»، بمحافظة قنا، القوى السياسية وخص بالهجوم «العلمانيين والليبراليين والناصريين»، حيث وصفهم بأنهم «دعاة فرقة وفتنة في المجتمع»، مؤكدا أنهم لن يعوقوا إحياء المشروع الاسلامي، بحسب قوله.
وخالف عدد من خطباء محافظة الوادي الجديد، المنتمين للتيار السلفي والإخوان المسلمين، قرار مديرية الأوقاف بالتحدث فقط عن ذكرى المولد النبوي، حيث أصروا على التحدث في السياسة، وربطوا المناسبة بالأحداث الجارية، وحرموا الخروج على الحاكم، مؤكدين ضرورة «الحفاظ على الأمن والالتزام بالشرعية».
وأكد محمد نوفل، مدير عام الأوقاف، أنه ستتم مراجعة وتقييم كل خطيب، لافتا الي أنه أصدر تعليماته بعدم فتح المساجد إلا فى أغراض العبادة والصلاة، مع البعد عن السياسة داخل المساجد، وأن هناك إجراءات قانونية يتم اتخاذها ضد المخالفين من خطباء المساجد.
وفي محافظة البحر الأحمر تجاهل معظم الخطباء ذكرى الثورة، وحرصوا على عدم الحديث عنها بأي شيء، بينما ركزوا على المولد النبوي الشريف، ودعا بعض الأئمة للشعب السوري.
ودعا عدد من خطباء محافظة الفيوم المواطنين إلى الاقتداء بالنبي في أقواله وأفعاله، وطالبوا بالحفاظ على الوطن وتنميته، والعمل من أجل إعادته لوضعه الذى يليق به.
وفي القليوبية، دعا خطباء المساجد إلى ضبط النفس وعدم الانزلاق وراء «الهتافات العدائية والحماسية» التي تؤدي إلى اشتعال المعارك والمشاجرات.