نظمت جمعيات نسائية وقفات احتجاجية متزامنة، مساء الثلاثاء، في مختلف عواصم العالم، تضامنا مع المرأة المصرية ضد ظاهرة الاعتداءات الجنسية المتكررة بحقهن خلال المظاهرات.
ففي ألمانيا، وفي إطار الدعوة التي أطلقتها صفحة «انتفاضة المرأة في العالم العربي» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، احتشد عشرات المتظاهرين من الجالية المصرية في برلين، وعدد من المتظاهرين الألمان عند بوابة «براندنبورج».
وردد المتظاهرون هتافات: «مش هنسكت حتى النصر»، و«يسقط حكم المرشد»، و«يسقط اللي خان.. يسقط الإخوان»، و«قل نعم.. نحن ضد التحرش.. نحن مواطنات كاملات».
وقالت نجوان الأشول، إحدى منظمي المسيرة، وباحثة دكتوراه زائر في المعهد الألماني للدراسات الدولية، لـ«المصري اليوم»، إن مطالب هذه المظاهرة هي تجريم التحرش الجنسي، وسن قانون واضح يضع كل من يقوم به تحت طائلة القانون.
وأضافت: «هذه العقوبات لا يمكن أن تكون فقط قانونية كالسجن والغرامة، وإنما لابد أن تكون أيضا اجتماعية مثل الإعلان عن اسم المتحرش في الجرائد القومية».
وقالت هبة أحمد، الباحثة والمسؤولة عن انتهاكات حقوق المرأة في «منظمة حقوق الإنسان في الدول العربية»، والمشاركة في المسيرة لـ«المصري اليوم»، إن المنظمة تخاطب الحكومة المصرية بشكل مباشر للتصدي للاعتداءات الجنسية، وتطالبها بإصدار قانون واضح يخص الاغتصاب والتحرش الجنسي بجميع أشكاله.
ورأت إحدى المشاركات الألمان، «كاتارينا مولر» 27 عامًا، أن ما يحدث من تكرار حالات التحرش في ميادين التظاهر في مصر معناه أن هناك محاولة لمنع المرأة المصرية من ممارسة حقوقها السياسية في التظاهر من خلال إرهابها.
وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة، توافدت عشرات السيدات للاعتصام أمام مقر السفارة المصرية في مدينة رام الله لمطالبة الحكومة المصرية بحماية المرأة من التحرش الجنسي، وهتفن: «يا مرسي وينك وينك، التحرش عيني عينك»، و«احلق دقنك.. اغسل عارك يطلع وجهك وجه مبارك».
وفي حديث لـ«المصري اليوم»، قالت الناشطة في قضايا المرأة، عفاف عطاشة: «جئنا للتضامن مع نساء مصر في كل ما يتعرضن له من عنف واعتداء، وتلبية لندائهن للتضامن معهن في وقفة عالمية في كل دول العالم أمام السفارات المصرية».
وقالت الناشطة النسوية الفلسطينية، لما حنني: «هذه مبادرة دولية للاعتصام عند الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي لكل دولة أمام السفارات المصرية»، وطالبت «حنني» بمحاسبة المعتدين «خصوصا بعد خروج أصوات من مجلس النواب تلوم النساء وتحملهن مسؤولية الاغتصاب كما أن هناك ممن يدعون الدين يقولون إن النسوة إما نصرانيات أو مطلقات وبالتالي يجوز اغتصابهن».
وقالت ترنيم صغير، منسقة مشاريع في مؤسسة فلسطينيات: «مشاركتي تأتي كوني امرأة ولشعوري تجاه النساء المصريات، خصوصا أن تشريع البعض لعمليات الاغتصاب قد يصبح شرعنة لهذا الاعتداء مما قد يقود إلى أن يصبح ظاهرة وتعم العالم العربي، لذلك قد يصلن بالخطر».
وتابعت: «هذا الموضوع أصبح مقلقا للرجال أيضا كون الأب يخاف على ابنته إذا ما أرادات المشاركة في مثل هذه التظاهرات مما يؤدي إلى إسكات صوت المرأة».
وسلمت 4 سيدات مذكرة إلى السفارة المصرية لمطالبة الحكومة بتوفير الحماية للنساء، وحظر توظيف الخطاب الديني لاستباحة النساء، على حد وصفهن.
وقالت وفاء عبد الرحمن، مديرة مؤسسة فلسطينيات، وإحدى منظمات الاعتصام: «ما حركنا هو خوفنا مما يحصل في مصر.. مصر تشبهنا ونحن نشبهها، تقريبا ذات التركيبة والنظام السياسي وتحديدا في ظل وجود نظام عقائدي يعمل في السياسة، إذن غدا سنكون نحن الضحايا كنساء فلسطينيات».
ووصفت «عبد الرحمن» التحرك بأنه «رسالة حب لمصر المنشغلة بآلاف القضايا ومع ذلك حينما احتج لها الفلسطينيون كانت موجودة»، وتابعت: «نقول للدول العربية إننا نشعر بكم وبآلامكم حتى ونحن تحت الاحتلال».
وقالت ريما نزال، عضو الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، والكاتبة في قضايا المرأة، لـ«المصري اليوم»: «لا يوجد فرق بين قضايا المرأة الفلسطينية والمصرية أو العربية.. باتت عناوين النضال العربي النسوي مشتركة ومتقاطعة. فالدفاع عن المرأة المصرية هو الدفاع عن المرأة الفلسطينية ومكاسبها مشتركة بسبب تشابه الأنظمة».