x

الفيوم.. مياه الصرف مازالت تجرى فى البيوت

الأربعاء 23-01-2013 23:34 | كتب: عزة مغازي |
تصوير : اخبار

لا توجد اختلافات كبيرة بين محافظات الصعيد سوى فى التركيبة القبلية واللهجات، ولكنها تجتمع معا فى منافسة سنوية على لقب أكثر المحافظات فى مصر فقرا، وأنها ظلت لعقود على هامش اهتمام الدولة المركزية فى مصر.

من بين محافظات الصعيد تأتى الفيوم أقربها للعاصمة «بعد الجيزة»، واستطاعت المحافظة السياحية أن تحافظ على المركز الأول فى ترتيب المحافظات الأكثر فقرا لأعوام 2008 و2009 و2010 على التوالى، وتراجعت للمركز الرابع فى 2012 بعد أن ارتفعت نسب الفقر فى المنيا وأسيوط وسوهاج مع الأزمة الاقتصادية التالية للثورة والتى مسّ الجانب الأكبر منها سكان الصعيد.

القرية الصغيرة التى يسكنها «فتحى على» (31 عاماً) تشهد بحال المحافظة بكاملها. ففى «عزبة الكاشف» التابعة لقرية أخرى أكبر تدعى قلمشاه بمركز إطسا بالفيوم، تفوح من الشوارع رائحة الروث المختلطة بالصرف الصحى، وتفيض مياه الصرف لتعلو داخل الغرف بالبيوت.

ينتشر بين أطفال القرية الفقيرة حالات الضمور العضلى وسجلت وزارة الصحة عدة إصابات بحمى الملاريا بين سكانها فى عامى 2010 و2011. «فتحى» الذى صار مقعدا منذ 15 عاما هو واحد من أبناء القرية الذين انهارت حالتهم الصحية نتيجة غياب المستشفيات المجهزة وضيق الحال. فبعد ظهور إصابته بتشوهات فى عظام الحوض، استدان ذووه لنقله للعلاج بالقاهرة، لكن خطأ ما بالعملية الجراحية أدى لتفاقم التشوهات وتضخم عظام الحوض وتوقف نمو الساقين، ليصبح السائق المراهق وقتها رجلاً بالغاً مقعدا الآن.

لا ينتظر فتحى من الدولة علاجاً، فقط، نال منه اليأس، يعيش على جنيهات تمنحها له وزارة التضامن الاجتماعى، لكنه يطمح فى توك توك يعاود العمل بمهنة القيادة عليه ويتناسب مع حالته الصحية المتراجعة. محافظة الفيوم هى ثالث أكبر المحافظات تصديرا لعمالة المنازل من الأطفال بحسب دراسة 2010 الصادرة عن المركز القومى للأمومة والطفولة، وجاء فيها أن حوالى ربع مليون طفل من أبناء الفيوم دون الثامنة عشرة يعملون فى الخدمة المنزلية فى أوضاع بالغة السوء وبأجور متدنية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية