فى مركز طهطا بسوهاج، بلد رفاعة الطهطاوى، كانت جولتنا على أفقر القرى التابعة له، مركز المدينة نفسه لم يكن بأحسن حال فالطرق غير ممهدة، وبها كوبرى لم يكتمل يحاول ربط الشرق بالغرب، استغل أعمدته الباعة الجائلون، وفرشوا بضاعتهم وسط الطريق.
قرى المركز لا تختلف كثيراً عن بعضها البعض فكلها تعانى من الفقر ونقص الخدمات، توجهنا إلى إحدى هذه القرى وهى قرية السوالم، واستوقفتنا سيدة تدعى خيرية أحمد وقفت تحدثنا عن مشاكل القرية من نقص للخدمات والمياه والصرف الصحى.
وجاء أحمد طه، طالب فى الصف الثالث الثانوى، وقال: «لا يوجد لدينا مياه ولا صرف صحى، المياه التى نشربها لا تصلح حتى للبهائم».
ولا يطلب طه من الرئيس المقبل سوى الأمن وأن ينظر للصعيد ويوفر له الخدمات ليعيش سكانه بشكل آدمى، فلا يعقل أن تكون هناك مدن فى القرن الواحد والعشرين بلا صرف صحى.
شكوى سكان قرية السوالم لا تختلف عن شكوى سكان القرى المجاورة لها فى سوهاج، فالهم واحد والتجاهل واحد، الكل يريد العدل والخدمات، لكن أحدا لا يسمعهم.
ويقول وليد، 28 سنة ولم يتزوج، وهو مواطن من سوهاج إن عادات الصعيد القديمة انقرضت ولم يبق منها سوى «الطبلية» التى تجمع الأسرة على الطعام، ومازال الثأر مسيطرا على عدد من القرى، رغم محاولات الصلح التى يبذلها العمد، مشيرا إلى أن الخلافات الثأرية لا تمنع المصاهرة بين العائلات المتناحرة فالعائلة فى الصعيد تتكون من عدة أرباع، ويمكن للشخص أن يتزوج من ربع أو فرع غير الذى هناك خصومة ثأرية معه.