استغل عدد من أبناء الجالية المصرية فرصة المظاهرات التي اجتاحت مختلف أنحاء أثينا، مساء السبت، للمشاركة بقوة في فعاليات ضد الممارسات «العنصرية» للتيار اليميني المتطرف في البلاد بحق المهاجرين الأجانب، لاسيما العرب والمسلمين منهم.
ورفع عدد منهم خلال المسيرات العلم المصري، وقاموا بتوزيع بعض الأكلات المصرية وعرض منتجات فرعونية وكتيبات سياحية أثناء الفعاليات التي دعا إليها رؤساء بلديات وشخصيات عامة ومنظمات حقوقية، ضمن احتفالات اليوم العالمي لمناهضة العنصرية.
واكبت الفعاليات هذا العام مراسم تشييع جثمان شاب باكستاني لقي مصرعه على يد 2 من أعضاء حزب «الفجر الذهبي»، اليميني المتطرف. وطاف المتظاهرون من الجالية الباكستانية وسط العاصمة، حاملين نعش الضحية، احتجاجا على طعنه حتى الموت. كما حملوا لافتات «أخرجوا أيها النازيون الجدد».
وتجمع مشاركون في مناطق أخرى من العاصمة تحت شعار «أثينا مدينة معادية للفاشية»، بمشاركة كبيرة من كل الجاليات الأجنبية الموجودة في اليونان، باتجاه ميدان «سينديغما» (الدستور)، المواجه للبرلمان اليوناني.
ويتعرض المهاجرون في اليونان، خاصة العرب والباكستانيون والأفغان، للعديد من الهجمات العنصرية، على يد الحزب النازي، الذي دخل البرلمان لأول مرة في تاريخ اليونان، في انتخابات الإعادة العام الماضي.
ويتعرض المصريون لهجمات متكررة من قبل أعضاء الحزب، إما بسبب اللون أو الدين. آخر هذه الاعتداءات تمت قبل أسابيع بحق مواطن مصري يدعى إسلام رجب ميلاد (23 عاما). وتحدث إسلام لـ«المصري اليوم» قائلا إنه أثناء عودته من عمله فوجئ بمجموعة شباب يرتدون ملابس سوداء ويحملون شعار الحزب النازي يقومون بضربه بآلة حادة ليسقط على الأرض، وسط ركلاتهم التي أفقدته الوعي.
وتقول الناشطة الحقوقية رباب حسن، من أبناء الجالية المصرية، والمهتمة بمتابعة هذه الحوادث: «نعمل ومجموعة من المنظمات الحقوقيه علي توثيق هذه الجرائم. الوضع الآن أصبح خطيرا جدا لأن هذه الحوادث أصبحت شبه يومية، وأحيانا يقع أكثر من اعتداء خلال اليوم الواحد». وعن كون غالبية الضحايا من أبناء الجالية المصرية تحديدا، أكدت رباب لـ«المصري اليوم»: أن «الحوادث العنصرية ازداد عددها مؤخرا ضد المصريين بالفعل».
ويقول القنصل المصري في أثينا محمد المهدي أن السفارة تتابع هذه الحوادث وتتواصل مع الجهات الأمنية في اليونان لتسجيل المحاضر ومعاقبة الجناة. وأضاف أن ذلك يتم «وفقا لاتفاق ودي بين السفير المصري في أثينا والسلطات الأمنية اليونانية، بهدف الحفاظ على حقوق المصريين المعتدى عليهم، حتى إن كانوا يقيمون بصورة غير شرعية في البلاد».
وتعرف اليونان بأنها «بوابة المهاجرين»، لاسيما من أفريقيا وآسيا، الذين يسعون لدخول دول الاتحاد الأوروبي، عبر الحدود البحرية. وتزايدت الهجمات مع تفاقم الأزمة الاقتصادية، الأسوأ من نوعها في اليونان، منذ 60 عاما. فمع ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب اليوناني، وتدني مستوى المعيشة، اتجه كثير منهم إلى اعتناق مبادئ الأحزاب القومية المتشددة الداعية إلى طرد المهاجرين، وتوفير فرص عملهم للمواطن المحلي.
وبدأ ممثلو الجاليات في إلقاء الكلمات، كما شارك أدباء وفنانون في المهرجان لإعلان مناهضتهم للفاشية والعنصرية. ورفعت المسيرات شعارات «لا لمعسكرات الاعتقال»، في إشارة لمراكز احتجاز المهاجرين غير الشرعيين، التي وصفوها بأنها «غير آدمية». كما أثاروا قضية «الجنسية لكل الأطفال»، والمقصود بها منح الجنسية اليونانية لأبناء المهاجرين المولودين على أرضها، خاصه أنهم يتعلمون في المدارس اليونانية دون غيرها.