عُرض الفيلم الفلسطيني «لما شفتك»، الجمعة، في منتدى «مهرجان برلين السينمائي الدولي»، والذي كتبته وأخرجته آن ماري جاسر، في ثاني تجربة روائية طويلة لها بعد فيلم «ملح هذا البحر»، والذي سبق وتم عرضه قبل سنوات في مهرجاني «أبو ظبي السينمائي»، و«القاهرة السينمائي»، وحصل على العديد من الجوائز.
تدور أحداث الفيلم خلال عام 1967، ويستعرض مشاكل اللاجئين الفلسطينيين في ذلك الوقت، الذين عاشوا في الأردن، كما يتطرق إلى معسكرات الفدائيين الفلسطينيين، وهذا من خلال رحلة بحث طفل عن والده، وهو ما يجعله ينتقل من معسكر اللاجئين الذي يعيش فيه، ويتجه إلى معسكرات الفدائيين أملًا منه أن يصطحبه أحد إلى والده، لتضطر والدته إلى العيش معه في المعسكر بعد أن فشلت في إقناعه بالعدول عن قراره، ثم يهرب الطفل ويسعى لاختراق الحدود، متجهًا إلى فلسطين، ليفاجأ أثناء لحظة عبوره الحدود بيد والدته تمسكه لينطلقا سويًا إلى فلسطين، في لقطة تحمل الكثير من المعاني.
حضر العرض الأول للفيلم عدد كبير من الجمهور، وامتلأت قاعة العرض عن آخرها، وفشل الكثير من الجمهور في العثور على تذكرة، وبعد انتهاء العرض خاضت مؤلفة ومخرجة الفيلم مناقشة مع الحضور، أكدت خلالها أن الفيلم يحمل جزءًا من حياتها الخاصة عندما غادرت فلسطين في طفولتها وفشلت في العودة إليها، وأشارت إلى أن هذا ما جعلها تستخدم الطفل لتحقيق ما عجزت عن تحقيقه في طفولتها، كما أوضحت أنها قامت بتصوير مشاهد فيلمها في المواقع الحقيقية، وألمحت إلى أنها عثرت على بقايا أكياس دم وأشياء أخرى أثناء معاينتها للتصوير، لافتة إلى أنها كانت تضطر إلى السير أكثر من ساعة ونصف الساعة يوميًا بعيدًا عن عمّان للوصول إلى هذه المواقع.
وأضافت «ماري»: «الحصول على معلومات موثقة عن هذة الفترة كانت صعبة للغاية، وهو ما اضطرني للاعتماد على عدد من شهود عيان وأفراد من اللاجئين، كذلك بعض الأفلام الوثائقية عن هذه الفترة، وبعض ما كُتب، كما كانت عملية العثور على الطفل بطل الفيلم من المهمات الصعبة جدًا، لأنني كنت أحتاج إلى طفل بمواصفات خاصة، إلى أن عثرت على (طارق) بعد مقابلة أكثر من 200 طفل في أعمار مختلفة، وتمسكت بمنحه الدور رغم عدم خبرته بالتمثيل، وفي الحقيقة قدم (طارق) نتائج مذهلة بالنسبة لي، أما عن عدم اختيار بنت بدلًا منه، فأعتقد أن القصة كانت تحتاج إليه ليمنحها حرية التحرك مقارنة بالبنت».
وأشارت إلى: «رغم أن الفيلم تدور أحداثه عام 1967، إلا أنني أعتبره يخاطب الحاضر، ولا أنظر إليه باعتباره فيلمًا وثائقيًا، وأعتقد أن هذا الفيلم يمنحنا الأمل في الغد، ويجعلنا لا نستسلم مهما كانت الظروف، خاصة أن فلسطين تمر بأصعب مراحل تاريخها الآن وتحتاج إلى كل أبنائها».
ورفضت «ماري» الحديث عن النهاية مفتوحة التي تركتها دون مشهد نهاية واضح، مؤكدة أنها تركت للمُشاهد فرصة التفكير والتأمل ليقول موقفه.