قال الدكتور كمال الهلباوي، المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان في أوروبا، إن أداء الرئيس محمد مرسي، ضعيف، ووعوده لم تنفذ في حين أن الإسلامي يجب أن يكون نموذجًا لخلاف ذلك، وأرجع «الهلباوى» سبب الضعف إلى تقديم أهل الثقة على العناصر ذات الخبرة والكفاءة فى المواقع القيادية. وأضاف، في حواره مع «المصري اليوم»، أن رصيد الإخوان قل في الشارع ونسبتهم فى البرلمان المقبل تتوقف على مدى اقتناع الشعب بالمعارضة، خاصة أن المشهد السياسي الحالي معقد وضبابي، ولكن العلاجات المطروحة من المعارضة أو الحكومة عبارة عن «مراهم» لم تصل إلى جذور المشاكل.
وأوضح أن المعارضة أرهقت نفسها مع النظام ولم تذهب لإقناع الشعب بموقفهم من الدستور حتى وجدوا أنفسهم أمام صناديق التصويت، وأكد أنه يجب عليهم العمل من الآن لحصد مقاعد بالانتخابات البرلمانية القادمة.. وإلى نص الحوار:
■كيف ترى المشهد السياسي الحالي؟
المشهد السياسي الحالي معقد جدا والرؤية ضبابية، وهناك اتهامات متبادلة بين الفصائل السياسية المختلفة بالتخوين والعنف والتقصير والإرهاب، ومن يبحث عن الحل منهم، ينظر من وجهة نظر ضيقة، ولا ينظر للحل من وجهة نظر وطنية قومية شاملة، لأنه ينظر من اتجاه واحد، سواء كان إسلامي أو «إخوان» أو «جبهة إنقاذ» أو شباب الثورة، فالصراع ليس بين «جبهة الإنقاذ» والإسلاميين في السلطة فقط، وإنما هناك القسم المهمل من شباب الثورة، ولا أعتقد أن صمتهم سيطول على إهمالهم.
■ وما السر وراء إهمال شباب الثورة؟
إهمال شباب الثورة جاء نتيجة أخطاء كثيرة، منها أن الثورة لم تكن لها قيادة ولا تزال، وقيادات الثورة المتعددة، ظهرت في شكل ائتلافات متنافرة، بعضها واصل العمل في الشارع، بينما توقف آخرون، وأعتقد أن أكبر خطأ وقعوا فيه هو الإسراع بعملية الحل السياسي عن طريق الديمقراطية والانتخابات البرلمانية، وترك الميدان قبل أن تتحقق أهداف الثورة، ما أدى لإهمال الشباب.
■ولماذا لم يحتويهم النظام الحالي وفضل الانفراد بالسلطة؟
النظام الحالي رأي أنه جاء بناءا على اختيار الشعب وأن هذا حقه.
■وكيف تقيم الأحداث التي وقعت منذ ذكرى 25يناير حتى الآن؟
أرى أنها أخطاء تتراكم فوق بعضها، والناس تريد حل ما يظهر منها فقط وينسون ما اختبأ تحت السطح، بمعنى أن جذور المشاكل لا ينظر إليها أحد فالناس تنظر إلى المشكلة الحادثة فقط، فمثلا التظاهر أمام الاتحادية هو الأزمة المراد إزالتها، في حين أنها ليست أصل المشكلة وإنما تراكم الأخطاء منذ 11فبراير حتى اليوم هو أصل المشكلة.
■وهل كنت تتوقع أحداث العنف التي وقعت؟
إن من ينظر للثورة والصورة الجميلة التي كانت عليها، بوقوف الإسلامي إلى جانب الليبرالي والعلماني، والمسلم إلى جانب المسيحي، والرجل إلى جوار المرأة، لا يتوقع أن يرى تلك الصورة الحالية، ولكن الخبير والدارس لثورات التغيير الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ومن يدرس حالة مصر جيدا، يجد أنه من الضروري أن يحدث هذا بل ويتوقع المزيد، خاصة في ظل الدور الإقليمي والعالمي، الذي لا ينظر إليه الكثيرون، فالعادة جرت على النظر في المشاكل الداخلية، والقليل من ينظر للصورة الكاملة، ويمكن أن يكون التأثير الداخلي أكبر أو العكس.
■وما هو مدى التأثير الخارجي فيما نعيشه الآن؟
بالطبع هناك تدخلات إقليمية، وضغوط تمارس من قطر والسعودية والإمارات لصالح النظام القديم والفلول، وأيضا هناك ضغوط عالمية مثل صندوق النقد الدولي، والقرض الخاص به، وللأسف يعتبر بعض المغفلين في مصر الحصول على القرض، شهادة حسن سير وسلوك لمصر، رغم أنه عبء على أكتاف البلد.
■لماذا لا تؤيد فكرة القرض من صندوق النقد الدولي؟
لأنني أعرف ما فعله صندوق النقد في بلاد أخرى، فلا يمكن أن أؤيد قرضًا يفرض علينا تدخلات وشروطًا وإملاءات.
■وما تفسيرك لمعارضة الإخوان للقرض أثناء مفاوضات «الجنزورى» للحصول عليه؟
المثل المصري يقول «اللي ايده في المياه مش زى اللي ايده في النار»، فالغريق يختلف وضعه عمن يقف على الشاطئ، والإخوان وهم خارج السلطة لهم مواقف اختلفت كثيراً بعد أن وصلوا للسلطة، وعندما يكون الوضع طبيعيًا والحكمة موجودة، فإن من في السلطة أو خارجها يرى الحقيقة واضحة، أما في ظل وجود الضبابية وعدم الوضوح تختلف الرؤية من المعارضة عمن في السلطة.
■ذكرت أن هناك ضغوطًا دولية تصب في صالح النظام القديم من دول مثل السعودية.. ما مصلحتها في ذلك؟
بالتأكيد هناك علاقة بين الفاسدين، فالسعودية ينظر إليها على أنها تقود العالم الإسلامي، ووصول الإسلاميين للحكم في مصر يعنى وجود أكثر من نظام إسلامي وأكثر من ممثل للإسلام، وبهذا يكون هناك تنافس، ومصالح نعرف بعضها وأخرى لا نعرف عنها شيئاً.
■ما رأيك في أداء الدكتور محمد مرسى؟
أداء مرسي بشكل عام ضعيف، ووعوده لم تنفذ وهذا خطأ كبير، فالإسلامي يجب أن يكون نموذجًا لغير ذلك، والله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه، لكن مرسى في حاجة لرؤية يبلورها ويقدر على تنفيذها.
■ وما أسباب ضعف الأداء في رأيك؟
سبب ضعف الأداء أنه لا توجد تقديرات صحيحة للمواقف، وأنه لا يتم اختيار العناصر ذات الخبرة والكفاءة في المواقع القيادية، بينما يقدم عليهم أهل الثقة، إلى جانب الانقسام المجتمعي، الذي لا يترك مجالًا للتنمية.
■إذن ما الذي يختلف فيه الإخوان عن الحزب الوطني؟
الإنصاف يجب أن يكون سياسة عامة، فالإخوان ليسوا مثل الحزب الوطني، فمثلا هناك أمانة لم تكن موجودة في عهد الحزب الوطني، فالفساد المالي لم يعد كما كان من قبل، إنما هناك سوء أداء قائم في الحالتين.
■هل تتدخل الجماعة في إدارة شؤون مصر؟
أنا لا يهمني تدخل الجماعة في إدارة مصر، ولو كانت تتدخل فهذا يعنى أنها فاشلة بحجم الفشل الذي نصف به إدارة شؤون البلاد.
■وما رأيك في وعود الرئيس؟
مرسى أخلف كل وعوده، والمواطن يريد تحقيق أهداف الثورة، ولا يعنيه غيرها، وهى أهداف كافية وشاملة، وتراجع مرسى عن قراراته ومنها الزيادة الضريبية يمكن أن تكون بسبب الاستفتاء على الدستور، أو أنه خشي من ثورة الجياع، وإذا لم يغير مرسى النظام الذي يسير عليه ستسوء الحالة بشكل أكبر.
■وكيف تخرج مصر من أزمتها؟
العلاجات المطروحة من الجميع سواء كانت معارضة أو حكومة عبارة عن «مراهم» لم تصل إلى جذور المشاكل، فالأخطاء تتكرر فقد شاهدنا في فترة الحكم العسكري أحداث «ماسبيرو»، و«محمد محمود»، و«مجلس الوزراء» و«قصر العيني»، و«حرق المجمع العلمي»، و«سحل المرأة» في ميدان التحرير والعباسية و«مذبحة بورسعيد»، و«تهريب الأمريكان» ولم يصدر حكم واحد في أي قضية منها حتى الآن، ونفس الشيء يحدث الآن بوصف من كانوا في محمد محمود بالبلطجية.ويجب معرفة أن إرادة الشعب ليست «صك» على بياض للحاكم، ويجب أن تحترم إرادة الشعب، التي قد تتغير من يوم لآخر، خاصة في ظل تكرر الأخطاء التي وقع فيها المجلس العسكري في عهد مرسى، فالأمن عاد بعصا غليظة جدًا، وتم تغيير 3وزراء للداخلية في مدة قصيرة، بما يوضح التخبط وصعوبة الوصول إلى من يستطيع الموازنة بين سلمية الأداء والحفاظ على الأمن.
■وما الحل من وجهة نظرك؟
هناك سمات يجب أن تتوفر مثل التظاهر السلمي، وحماية الأمن للمتظاهرين، والاستعداد لتولى الحكم، وانتقال السلطة سلميا، وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الخاصة، وتشكيل حكومة ظل معروفة، وأحزاب قوية تكاد تكون قوتها تساوى من في السلطة، والشعب يفاضل بينها عندما تطرح حلول للمشكلات، وكل هذا غير متوفر لدينا.
■هل جماعة الإخوان تمتلك مشروعًا حقيقيًا للنهضة؟
هناك مشروع ولا أعلم لماذا لم يظهر، وتوجد معالم أساسية منشورة في الكتب، فقد نشر الدكتور عبدالحميد الغزالى، كتابًا اسمه «المعالم الأساسية لمشروع النهضة»، وأنا كنت ضمن من شاركوا في إعداد مشروع النهضة، أما أسباب اختفائه أو عدم وجوده فترجع إلى أن جماعة الإخوان لم تقدمه حتى الآن.
■هل قلّ رصيد الإخوان في الشارع وما النسبة التي يمكن أن يحصلوا عليها في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
نعم.. قلّ رصيد الإخوان، لكن الشعب المصري عاطفي وطيب ولو لمس تحسنًا سيتغير موقفه، حتى ولو كان قبل الانتخابات بأسبوع، وما يمكن أن يحققه الإخوان من نسبة في البرلمان سيتوقف على مدى اقتناع الشعب بالمعارضة وما إذا كانت بديلا جيدًا يثق فيه الشعب، وبالتالي يكون السؤال هو.. هل تستطيع المعارضة تقديم أسماء وقيادات تستحوذ على رضا الشعب وثقته؟، أعتقد أن الأمور لن تختلف كثيرا في هذا الجانب.
■ألا ترى أن هناك من يقدر على منافسة الإخوان؟
هذا يتوقف على مدى قدرة المعارضة في استنهاض الهمم لمن لا يذهبون للتصويت وهم أكثرية، فالإخوان حتى وإن حصلوا على 50% أو أكثر أو أقل فإنها نسبة ممن ذهبوا أصلا للتصويت، في حين أن أكثر منهم بكثير لم يذهب إلى التصويت.
■وهل تستطيع المعارضة ذلك؟
لا أظن في هذه المرة لأن ذلك يحتاج لعمل مستمر، وإذا بدأت المعارضة من الآن يمكنها أن تغير شيئا، ففي الاستفتاء على الدستور ظلت المعارضة تبحث الخلافات، إلى أن تم التصويت على الدستور، فأرهقت نفسها مع النظام ولم تذهب لإقناع الشعب.
■هل ستخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة من خلال حزب مصر القوية؟
أنا لست عضوًا في حزب مصر القوية، إنما هم يستشيروني، والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، طلب منى الترشيح للانتخابات، ولم أوافق لأنني أريد أن أعمل من أجل مصر، وأولى بي أن أظل خارج الأحزاب، ولا أترشح للانتخابات، وأظل كما أنا إلى أن تقوم في مصر مراكز تفكير ومؤسسات تغنينا، و في هذا الوقت لن أمانع في أن أنخرط بعمل تنفيذي أو تشريعي.
■ما النسبة التي يمكن أن يحصل عليها «مصر القوية» في الانتخابات المقبلة؟
قد لا يصل في الانتخابات المقبلة إلى ما يتمناه، وبالتأكيد في المستقبل سيتضح للشعب مع النضوج أن هذا الحزب يمكن أن يكون بديلًا محترمًا، فطبيعة الشعب إسلامية، ولا يمكن أن يصوت لشيوعي، إلا إذا كان زعيماً، ومعنى الزعامة تحمل الأعباء، والشعب المصري يحتاج زعامة مثل، سعد زغلول، والنحاس، ومصطفى كامل، ومحمد فريد.
■ألا ترى أن ظهور حزب مثل مصر القوية في الانتخابات البرلمانية يؤثر على الجماعة وحزبها؟
لو تحالفت أحزاب الوسط والحضارة والأصالة ومصر القوية ومصر، في تحالف واحد، وقد بدأوا بالفعل الحديث حول ذلك التحالف، ربما تكون بديلا ثالثا، ويصبح لدينا الإخوان وجبهة الإنقاذ وهذا التحالف، ويكون التنافس بين مجموعتين إسلاميتين ومجموعة تضم الليبراليين وغيرهم.
■هل ترى أن جبهة الإنقاذ ستخوض الانتخابات المقبلة بقائمة واحدة أم ستحدث خلافات؟
سيتحالفون في الانتخابات المقبلة لأنهم يشعرون بالخطر، وسواء كانوا سيخوضون الانتخابات المقبلة بقائمة أو اثنتين فالمهم أنه سيكون بينهم تحالف، وسيحصدون عددا من المقاعد ومن بينها مقاعد كانت في أيدي الإسلاميين من قبل.
■أي خطر يشعرون به يدفعهم لضرورة التحالف؟
خطر ما يعتبرونه «الدولة الدينية» في حين أنه لا توجد دولة دينية وإنما يوجد تقدم إسلاميين.
■هناك من يشير إلى وجود موظف في الرئاسة ينقل تعليمات المرشد للرئيس.. ما رأيك؟
أعتقد أن هناك أكثر من موظف موجودين مع مرسى على صلة بمكتب الإرشاد والإخوان، فلا يمكن أن ينسلخوا، ولا ينبغي لمرسى وهو في الرئاسة أن يقول إنه تحلل من البيعة أو لم يتحلل، وإنما كان يجب أن يعلم أنه أصبح مسؤولا عن كل مصر، وأن يعامل المصريين بهذا النضوج والوعي، فالمشكلة هى كيفية تجرده والنظر لمصر كلها.
■ما رأيك في المبادرات والدعوات للحوار للخروج من الأزمة؟
أثمّن المبادرات والدعوات للحوار، ولكن لا تكون مثلما يفعل إمام المسجد ويدعو الناس للاستقامة خلفه في الصلاة، بينما يترك من لم يأت للصلاة يجلس بالخارج.
■وما هي الأسس التي يمكن من خلالها قبول الجميع للحوار؟
حوار الرئاسة السابق جلسوا فيه 8جلسات تقريبا، لكن دون نتائج، وكان يجب على الرئاسة أولا أن تعد لحوار طويل المدى، ويكون له جدول أعمال واضح ودراسات مقدمة للمناقشة، فالحوار يعمل أولا لبناء الثقة، وإذا نفذ ما ذكرته فإن الحوار سيأتي ثماره، والمهم أن يتم توفير بيئة للحوار
■ومن تكون أطراف الحوار من وجهة نظرك؟
أطراف الحوار متعددة وليست فقط سياسية، فالمفروض أن يكون من المشاركين في الحوار بعض الشخصيات، التي تُخدّم على الحوار من خلال أبحاثهم ودراساتهم في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسلوكيات والنواحي الأمنية، حتى يتضح للسياسيين أفضل الحلول للقضايا من خلال العقول المفكرة وأهل الحكمة، أما على مستوى الأطراف السياسية فلابد من مشاركة جميع الأطراف الفاعلة في المجتمع السياسي.
■ما تقييمك لحكومة «قنديل» وهل تؤيد مطلب تغييرها؟
هشام قنديل لا يطرح رؤى وليست لديه استراتيجيات أو خطط وإنما هو منفذ وحكومته أسمها «حكومة تنفيذية»، مثلها مثل مكتب الإرشاد داخل جماعة الإخوان، الذي من المفروض له أن ينفذ ما يخطط له مجلس شورى الجماعة، وإذا اختلطت الأمور تأتي العشوائية، ولا أحد يقوم بدوره الصحيح، لذا فأداء حكومة «قنديل» ضعيف، ولا يمكن أن يكون أداء الرئاسة ضعيفا ويأتي رئيس وزراء أداؤه جيد، فهما مرتبطان ببعضهما، فلو تحسن أداء الرئاسة يتحسن أداء الحكومة، والسبب الآخر في ضعف أداء الحكومة هو عدم وجود من يحاسب الحكومة أو الرئيس.
■ومن يمكن أن يحاسب الرئيس والحكومة الآن؟
لقد سبق أن اقترحت إنشاء مجلس قومي للأداء، تكون مهمته تقويم الأداء ووضع المعايير لذلك، ومحاسبة المقصر، ونشر هذا على المجتمع، ولكن لم ينفذ هذا الاقتراح.
■هل الجماعة ما يشغلها الآن التمكين من مؤسسات الدولة؟
ماذا يفيد التمكين مع التخلف، وبماذا يفيد التمكين مع صندوق النقد الدولي أو مع العشوائية، التي نعيشها أو مع اتفاقية السلام، أو مع اليد الأمريكية، التي تصل أحيانا إلى العمق، فالتمكين لن يفيد في ظل عدم وجود حلول للمشكلات التي تواجهنا في مصر.
■هل فكرة السمع والطاعة مازالت بنفس قوتها داخل جماعة الإخوان بصفتك قياديا سابقا فيها أم لا؟
لا يوجد داخل الجماعة من يرفض فكرة السمع والطاعة وإلا اختل التنظيم، ولكن يجب أن تكون الطاعة مبصرة، وأن يكون هناك مجال للحوار والمناقشة، فإنني أتعجب من السمع والطاعة في أمرين متضادين، عندما أصدر مرسى الإعلان الدستوري خرج الإخوان يؤيدونه ويعضضون الرئيس ويدافعون عنه، وهو إعلان دستوري معيب، وعندما ألغاه الرئيس تحت الضغط الشعبي، خرج الإخوان يؤيدونه، وهذا لا يصح وكان لابد أن يقول له الإخوان من البداية أن ما يفعله خطأ.
■طبيعة الشباب هي التمرد فهل يوجد داخل الجماعة من يتمرد أو يطلب التغيير في طريقة الإدارة؟
من يسعى للتغيير يخرج من الجماعة، لأن بقاءه سيحدث خللا كبيرا، فالإخوان طوال عمرهم يؤمنون بالإصلاح وليس بالتغيير ولذلك لن تجد مرة واحدة نادى فيها الإخوان بتغيير مبارك، وحتى جمال مبارك قبلته جماعة الإخوان بشروط، وهو موقف لم يكن يصح أن يحدث من الإخوان، فلا يصح أن ينادى كريمة الحفناوي، والبرادعى، وعبدالحليم قنديل، وجورج إسحاق، وغيرهم بالتغيير وحدهم، دون أن يكون من بين كل هؤلاء شخص إسلامي يطالب بالتغيير.
■ولماذا لم يطالب الإخوان بالتغيير؟
لأن رؤيتهم كانت إصلاح ما هو قائم، وربما فهموا مراد الإمام «البنا» على غير مقصده، فالإصلاح يجوز فيما يمكن إصلاحه أما ما لا يصلح فيه إلا التغيير، فلا يجوز أن نفكر في الإصلاح لأنه لا مجال له، وفى عهد مبارك لم تكن هناك نية للإصلاح ولا قدرة على الإصلاح لأن الفساد وصل إلى أعمق ما يكون، وبالتالي كان لابد من التغيير، وهذا ما نادينا به في جبهة إنقاذ مصر في الخارج.
■كيف يتم إصلاح مصر؟
قد ذكرنا مشاكل الحوار، ولابد من عمل حوار سليم بالشروط، التي تحدثنا عنها، ولابد من إلغاء العشوائية تماما، فمثلا عبدالمنعم أبوالفتوح قدم مبادرة لحل الأزمة توالت بعدها المبادرات حتى تعددت، وهذا يؤكد على العشوائية، فكل من يريد أن يبادر كان يجب عليه أن يأتي ويضيف على مبادرة أبوالفتوح سواء بالحذف أو الإضافة، والأمر الآخر لإصلاح مصر هو التفكير الجيد والعلمي في مشاكل مصر، وتشكيل مراكز لذلك من أهل الثقة والخبرة مهمته أن يرصد كل الأوضاع كاملة وفى كل المجالات.