بعد 61 عاماً قضاها فى جماعة الإخوان المسلمين أعلن الدكتور كمال الهلباوى، المتحدث السابق باسم الإخوان فى أوروبا، استقالته اعتراضا على ترشيح المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام فى انتخابات الرئاسة.. وبعد ساعات من الاستقالة كان له هذا الحوار مع «المصرى اليوم»..
■ بداية.. لماذا استقلت من جماعة الإخوان المسلمين؟
- أنا قررت الاستقالة نتيجة التخبط والتردد الذى أعلنته من قبل وكتبت فيه، خاصة فى مسألة ترشيح الجماعة أحداً منها لرئاسة الجمهورية، فتراكمت مجموعة من الأخطاء أرى أنها ليست فى صالح الدعوة ولا منهج الإخوان المسلمين.
■ كيف ترى تراجع الجماعة عن قرارها السابق بعدم ترشيح أحد للرئاسة؟
- أرى أنه تراجع يدل على وجود تخبط داخل الجماعة، ويجب أن تكون قراراتها واضحة وسليمة.
■ لكن هذا القرار تم اتخاذه يوم 10 فبراير والآن يقولون إنه حدثت هناك متغيرات؟
- نعم لكنهم دافعوا عن هذا القرار بعد ذلك والدكتور محمود غزلان، المتحدث باسم الجماعة، كتب مقال عن هذا القرار، وعندما اختلف معهم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح ورشح نفسه فصلوه، وكنت أفضل ألا يتخذ الإخوان أثناء الثورة أى قرارات مهمة مثل هذا القرار.
■ كيف ترى تأثير ترشيح الشاطر للرئاسة؟
- سيكون له تأثير سلبى عليهم على مدار التاريخ.. ويكفى أنه يُكتب فى التاريخ، الذى سيذكر أن الإخوان رغم أنهم دعموا الثورة فإنهم تركوها فى وضع صعب.
■ لكنهم مازالوا يراهنون على الشارع فى كل بياناتهم؟
- لا أظن، فرصيدهم فى الشارع انخفض فى الأيام الأخيرة، حتى اختيارات الجمعية التأسيسية للدستور أدت إلى تراجع شعبيتهم فى الشارع.
■ هل ترى أن هذا القرار سيؤدى إلى الصدام مع المجلس العسكرى؟
- ليس هناك صراع بين الإخوان والمجلس العسكرى وإلا لم يسقط المجلس المحظورات عن الشاطر لكى يترشح وهذا فى إطار التفاهم بينهما.
■ نعود للاستقالة هل قدمت استقالتك لمكتب الإرشاد؟
- لم أقدمها ولكنى أعلنتها على الهواء ووصلت للجميع.
■ هل تحدث أحد معك بعد تقديمك الاستقالة؟
- تحدث معى الكثير من القيادات وبعض شباب الإخوان وبعضهم زارونى فى منزلى ليلا، وأنا صبرى مع القيادة نفد، لكن هم مازالوا شباباً وعليهم أن يصبروا.
■ هل تتوقع أن يستقيل مهدى عاكف؟
- مهدى عاكف لا يمكن أن يخرج عن الجماعة أو يستقيل، لكن بعض الشباب يمكن أن يستقيل.
■ لكنك سبق أن تشاورت «عاكف» حول موقف الجماعة من الرئاسة؟
- تشاورت معه، وهو كان يرى أن عدم ترشيح أحد من الإخوان للرئاسة هو القرار الصائب.
■ هل ترى أن ما يحدث داخل الإخوان حالياً من خروج قيادات ودعم آخرين لـ«أبوالفتوح» يمكن أن يؤدى إلى تفكيك التنظيم؟
- سيؤدى هذا إلى انقسام بعض الناس، فسيترك بعضهم التنظيم لكن لن يؤدى إلى تفكيكه.
■ هناك رغبة من قيادات الإخوان السابقين مثل الدكتور محمد حبيب والدكتور إبراهيم الزعفرانى والمهندس خالد داوود والمهندس هيثم أبوخليل فى أن يكونوا حزبا واحدا باسم «النهضة».. هل ترى أنهم يمكن أن يشكلوا جبهة قوية أمام الإخوان؟
- أنا أدعوهم إلى الذهاب لحزب الوسط وعدم إنشاء حزب جديد.. هذا إذا قبل حزب الوسط طبعاً.
■ كيف ترى الثورة بعد مرور عام عليها؟
- الثورة الآن فى حالة إنعاش، أو ما يسمى الرعاية المركزة، وتحتاج إلى أن تنتقل إلى مرحلة الانتعاش، وهى وقعت فى خطأ استراتيجى ضخم عندما تخلت عن المسؤولية وحملتها للمجلس العسكرى وحده يوم 11 فبراير، فكان هذا بداية نهاية الثورة، فكان يجب أن يستمر المسار الثورى بجانب المسار الديمقراطى.
■ كنت من المؤيدين للدستور أولاً؟
- نعم كنت أتمنى وضع الدستور أولا قبل الانتخابات البرلمانية.
■ وهل ترى أن لجنة التعديلات الدستورية تتحمل هذه المسؤولية لأنها حددت خريطة الطريق؟
- هناك خطأ كان يجب التطرق له منذ البداية ضمن التعديلات الدستورية والذى أصبح بعد ذلك المادة 28 من الإعلان الدستورى التى تتضمن أن نتيجة انتخابات الرئاسة نهائية ولا يجب الطعن عليها، وكان يجب أن يحسم هذا الموضوع منذ البداية ولا يترك حتى الآن، لأنه أصبح مشكلة كبيرة ويجب أن تنتهى قبل انتخابات الرئاسة.
■ هل ترى أن الجماعة ابتعدت عن فكر مؤسسها حسن البنا؟
- فى بعض القضايا مثل الموقف من وحدة الأمة، فـ«البنا» قضى عمره يعمل للتقريب بين السنة والشيعة، كما دعا الشعب كله للوقوف ضد الصهاينة وتبنى القضية الفلسطينية وحشد 10 آلاف إخوانى للجهاد فى فلسطين.
■ لكن صعب الآن أن تحشد الجماعة 10 آلاف للدفاع عن فلسطين فى ظل الوضع السياسى الحالى؟
- يمكن أن يأتوا من بلد آخر غير مصر، 20 أو 30 ألفاً ولم لا؟!
■ كم عدد الإخوان فى العالم؟
- الإخوان التنظيميون على مستوى العالم ما بين 4 و6 ملايين شخص لكن المتعاطفين 10 أضعاف هذا الرقم.
■ وهل تتوقع استمرار تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور؟
- لا أظن إذا استمرت بهذا الشكل، ولا أظن أنها ستنجح فى عمل دستور جيد لأنها بحاجة إلى كفاءات وخبرات.
■ هل ترى أنه يجب إعادة تشكيل الجمعية مرة أخرى؟
- نعم، وأن تتكون من أساتذة القانون الدستورى مثل الدكتور جابر نصار وثروت بدوى وحسام عيسى، وهم الذين لهم صلة كبيرة بالدساتير.
■ متى ستحسم لجنة مشروع الرئاسة موقفها من المرشح الذى ستدعمه؟
- خلال أسبوع أو 10 أيام على الأكثر.