مجموعة من الجينات النباتية التالفة، ومعامل خالية من آلاتها وموظفيها، وثلاجات تخزين معطلة، وعينات دوائية بحثية مفقودة.. هذه هى ملامح بنك الصحارى المصرية، أو «بنك الجينات» بـ«الشيخ زويد» بشمال سيناء، الذى أنشئ عام 1977، ويصنف كأكبر بنك للجينات الزراعية البرية «النادرة» فى الوطن العربى، والثانى على مستوى العالم، إذ تفوق قبل تدميره على بنوك ألمانيا، وهولندا، التى تصنف عالميا كأكبر المراكز فى ذلك المجال، ونافس «بنك الجينات» الأمريكى، رغم أن ميزانيته السنوية لا تتجاوز 15 مليون جنيه. تعرض البنك فى أيام الثورة الأولى للنهب والسرقة، دون أن يفصح أى من المسؤولين عن حجم السرقات أو مقدار الخسائر البحثية، والاكتفاء بالبدء من جديد فى بناء ما تم هدمه من مبانٍ ومعدات. واعترف المسؤولون عن البنك والباحثون المتعاملون معه من الخارج، بأن السرقة تمت بشكل مقصود، وبفعل فاعل، بينما أصر مدير المركز والبنك الحالى على أن التخريب تم بشكل عشوائى والسرقة اقتصرت على الأجهزة دون المساس بأى جينات أو بذور نباتية نادرة. «المصرى اليوم» تجولت داخل البنك الذى أكد مديره أن ما تم إصلاحه هو 90% مما تم إتلافه، إذ كشفت الجولة أن ما تم إصلاحة هو الشكل فقط، فى حين أن ما تبقى من النباتات النادرة التى كان يحويها المركز «الزعتر والريحان».
مجهولون استولوا على البذور المحفوظة والأبحاث والاكتشافات.. ضمنها مركب لعلاج السرطان
يرجع الهدف من وراء إنشاء البنك، إلى جمع وتخزين النباتات البرية النادرة، البالغ عددها 2500 نبات نادر، وتخزينها لفترة زمنية تصل إلى 100 عام، وإنتاج أصناف جديدة منها قادرة على النمو مرة أخرى، مقاومة لملوحة التربة والجفاف، وإنشاء معمل للبيوتكنولوجى للتوثيق الوراثى لحفظ حقوق الملكية الفكرية، باستخدام البصمة الوراثية لكل نبات وتسجيله دوليا، بالإضافة إلى بنك الجينات الحقلى على مساحة 20 فداناً، من أجل إكثار النباتات..المزيد...
مجرد مبالغات، وإسرائيل لا تحتاج إلى معلومات زراعية من مصر.. هكذا رد الدكتور وائل موسى غيث، مدير محطة بحوث صحراء شمال سيناء «الشيخ زويد»، محملاً الجماعات التكفيرية المسؤولية، مدللاً على ذلك بالكتابة على جدران المركز بعد التكسير عبارة «الملك لله..المزيد..».
أهالى الشيخ زويد: اتهامنا بتخريبه هدفه التغطية على المجرم الحقيقى
أهالى مدينة الشيخ زويد، أو «البدو» كما أطلق عليهم أحد المسؤولين بمركز بحوث الصحراء، وبنك الجينات الملحق به، هم المتهم الأول الذى أشارت إليه أصابع الاتهام من قبل معظم الباحثين الذين تحدثنا معهم، الذين أكدوا أن البدو هم من قاموا بالسرقة لصالح جهات بعينها..المزيد...
مؤسس البنك: أذرع خفية وراء التدمير وأسرار السرقات لن تكشف قبل 50 عاماً
الدكتور إسماعيل عبدالجليل، مؤسس بنك الجينات، رئيس مركز بحوث الصحراء سابقاً، استبعد وقوف أهالى المنطقة المجاورة للبنك وراء التخريب، وقال: «أسرار تدمير البنك، لن تتكشف قبل 50 عاماً من الآن، لأن هناك أذرع خفية، لا يمكن استبعاد إسرائيل منها»، موضحا أن إعادة إحياء البنك على حالته قبل 2011 تحتاج ما بين 5 و10 سنوات..المزيد...