شهد مستشفى البدرشين العام، حالة من الارتباك والتخبط، لحظة نقل ضحايا قطار البدرشين، مساء الاثنين، وفوجئ المواطنون الذين نقلوا المصابين إلى مستشفى البدرشين، بعدم وجود أطباء، حيث تم استدعاؤهم من منازلهم، أو أكياس دم للتبرع، ما أثار غضب الأهالى.
ورصدت «المصرى اليوم» قيام الأهالى بجلب علب المحاليل من الصيدليات، لعدم توافرها داخل المستشفى، وعدم وجود حوامل لتعليق الجلوكوز، فضلا عن عجز فى بعض التخصصات، رغم استدعاء جميع أطباء المستشفى إلا أنه كان هناك نقص فى بعض التخصصات.
وفشل المستشفى فى استيعاب عدد الضحايا، الذين توالى وصولهم إليه على مدار أكثر من ثلاث ساعات. واضطر الأطباء إلى وضع أكثر من مصاب على السرير الواحد، والاستعانة ببعض المنازل المجاورة للمستشفى، لوضع المصابين، كما توافد أهالى منطقة البدرشين، على المستشفى ومعهم «البطاطين» والمشروبات والمياه، لتعويض نقص المحاليل.
وامتلأت طرقات المستشفى بالمصابين، الذين تم إجراء الإسعافات الأولية لهم بعدد من الوسائل البدائية، حيث قام الأهالى بوضع الأدوات الصحية على بعض الجروح للمصابين.
من جهته، قال أحد أطباء مستشفى البدرشين، لـ«المصرى اليوم»: بالفعل رفضنا استقبال المتبرعين بالدم، لعدم وجود أكياس، بالرغم من النقص الحاد والاحتياج الشديد من قبل المستشفى إلى مزيد من عينات الدم. وأضاف: قمنا بإرسال استغاثة للمسؤولين فى وزارة الصحة، ومحافظة الجيزة، فور وقوع الحادث، وأبلغناهم بأن المستشفى يعانى من نقص فى أكياس الدم، وأننا بحاجة إلى وحدة تبرع، لاستقبال المتبرعين، لكن لم تلق الاتصالات استجابة من جانب المسؤولين. وتجولت «المصرى اليوم» داخل عنابر المستشفى، حيث كانت أغلب الغرف نوافذها مفتوحة، وأغلب الأسرّة، لا يوجد عليها مراتب أو «وسائد»، واضطر الأهالى لجلب بعض الاحتياجات التى يحتاجها المستشفى من المنازل القريبة، واستعان الأطباء ببعض الأشخاص لحمل «الجلوكوز» الذى تم تركيبه للمصابين، لعدم وجود حوامل للمحاليل، كما تم نقل بعض المصابين إلى المستشفيات القريبة، نظرا لعدم وجود أطباء جراحة داخل المستشفى والاستعانة بثلاثة أطباء فقط كانوا متواجدين أثناء وقوع الحادث.
وأكد المواطنون وعدد من المصابين أنه لم يكن هناك أطباء بالمستشفى وقت وقوع الحادث، وتم استدعاؤهم، فيما أكد مصدر مسؤول بالمستشفى - طلب عدم ذكر اسمه - أن المستشفى يعانى من نقص فى الأطباء والممرضين، وأنهم طالبوا وزارة الصحة أكثر من مرة بضرورة توفير الأدوية والأجهزة للمستشفى، إلا أنهم لم يستجيبوا لهم.