افتتح الزعيم الليبي معمر القذافي أعمال القمة العربية بمدينة سرت الليبية "قمة صمود القدس" في حضور 14 زعيم عربي علي رأسهم الرئيس السوري بشار الأسد والسوداني عمر البشير واليمني علي عبد الله صالح والتونسي زين العابدين بن علي ، وغياب 7 رؤساء عرب علي رأسهم الرئيس مبارك والملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية والرئيس اللبناني ميشال سليمان.
وشارك في افتتاح فعاليات القمة رئيس الوزراء التركي «رجب طيب أردوغان» والايطالي «سيلفيو بيرلسكوني» ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي «جان بينج» ووزير خارجية اسبانيا.
وعلي غير عادته اكتفي العقيد «معمر القذافي» بكلمة قصيرة بعد تسلمه رئاسة القمة من أمير قطر الشيخ «حمد بن خليفة»، وحرص خلالها علي توضيح تاريخ مدينة «سرت» مسقط رأسه"، بداية من الصراع بين إمبراطورية قرطاجنة والإمبراطورية الإغريقية، ومرحلة الفتح العربي لشمال أفريقيا وانتهاء بالمعركة التاريخية التي شهدتها المنطقة عام 1915 في بداية الاستعمار الإيطالي لليبيا، وهي المعركة التي أوضح قائد الثورة الليبية أن جده استشهد فيها كما شارك فيها والده.
وقال «القذافي» في كلمته في افتتاح القمة موجها حديثة لأمير قطر «حمد بن خليفة»: "الأخ «حمد» ليس لدينا شئ نستطيع أن نحاسبه عليه، فلم نعطه أية صلاحيات حتى نقول له ماذا حققت خلال العام الذي رأست فيه القمة.
وأضاف : "أن الشيخ «حمد» استطاع أن يملأ الفراغ من القمة إلي القمة، بل هو أحسن مني في ملئ الفراغ .
وأعلن تأييده لاقتراح تقدم به أمير قطر بتشكيل لجنة اتصال عليا تحت رئاسة القمة العربية لتقديم مقترحات لحل أزمة العمل العربي المشترك.
وأكد القذافي أن المواطنين العرب ينتظرون من القمة الأفعال وليس الأقوال وقال : المواطنون العرب سمعوا الكثير من الكلام والآن هم ينتظرون الأفعال وليس الخطب.
ووجه «القذافي» حديثة للقادة والزعماء العرب المشاركين في القمة "لي ملاحظة هي أن أي شئ سوف نقرره في القمة لا نطمع في أن يقبله المواطن العربي ولا أي شيء إذا فعلناه أن يرضي عنه المواطن العربي".
وقال «القذافي» :"إن النظام الرسمي العربي يواجه تحديات شعبية متزايدة، ولذلك لا نطمع في أن نفرض أي شئ علي المواطن العربي.
وأضاف: "المواطن الآن متمرد ومتربص فإذا عملنا شئ لا يرضي به ولا يلبي طلباته، فلن يرضي عنه ولن يتقيد به فالجماهير لديها قرارها".
وتابع: "الآن ليس هناك حدود إقليمية نحتمي وراءها، فهذه الحدود مداسة من قبل المتمردين والثائرين".
وأكد العقيد الليبي أن الحكام الآن في وضع لا يحسدون عليه ويواجهون تحديات غير مسبوقة.
وقال : "يجب أن نحاول أن نعمل ما تريده الجماهير ونقرر ما تريده فالجماهير ماضية في طريقها وتحدي النظام الرسمي".
وحول العمل في إطار الجامعة العربية قال «القذافى»:" لن نعود بعد الآن ملزمين بالإجماع، فإذا وافقت أي مجموعة من الدول العربية على شئ تستطيع القيام به يمكنها أن تمضى فيه .. وإذا لم تقبل مجموعة أخرى فلتراوح في مكانها وتتراجع وكلتا المجموعتان حرة .
وأكد أمير قطر الشيخ «حمد بن خليفة» أن العمل العربي المشترك يواجه أزمة حقيقية، وقال: لقد علمنا هذا من خلال متابعة التطورات، لكن مسؤولية رئاسة القمة العربية في الدورة الماضية أكدت لنا يقينا ما كنا نستشعره ونراه، فقد توافرت أمامنا الشواهد والأدلة على أزمة عربية مستعصية لم يعد ممكنا تجاهلها او الالتفاف حولها.
وأضاف : "نحن الآن أمام خيارين، إما أن نترك العمل العربي المشترك لمصائره ومصادفاتها تذهب به الى حيث تشاء، أو نقف وننبه الى أن هناك ضرورة للمراجعة واعادة النظر.