x

«نهضة السياسة».. اتهامات متبادلة بالتخوين وكراهية تشعل العنف في تونس

الأحد 13-01-2013 23:32 | كتب: أيمن حسونة |
تصوير : أ.ف.ب

«الإسلاميون يحتكرون الحياة السياسية» و«المعارضة تقود ثورة مضادة على الشرعية»، تلك هى أبرز الاتهامات التى تتبادلها القوى السياسية التونسية حتى المتحالفة مع بعضها. فقد سيطرت موجة من التخوين والتشكيك على المشهد السياسى خلال العام الثانى للثورة بعد عام من التفاؤل الذى لم يستمر بتحالف المتنافسين من اليساريين والإسلاميين.

ووصلت العلاقات بين الساسة فى تونس إلى درجة من الكراهية والعداء أثرت على الرأى العام وانعكست على الشارع التونسى سلبيا، خاصة مع ارتفاع نغمة التكفير والتخوين. وساهمت الكراهـــــية بين السياسيين فى اتساع دائرة العنف المادى والمعنوى فى الشارع التونسى، الأمر الذى دفع راشد الغنوشى، رئيس حركة «النهضة» الإسلامية التى تقود الائتلاف الحاكم، إلى التحذير من الفوضى وتحول تونس إلى «صومال جديدة».

ومن أخطر الخلافات التى شهدتها تونس الصراع بين شريكى الائتلاف الحاكم ممثلا فى حكومة «النهضة» والرئيس اليسارى المنصف المرزوقى. وطال الخصام لمدة 3 أشهر، قبل أن يشهد يوم 13 سبتمبر 2012، أول لقاء رسمى بين الرئيس التونسى منصف المرزوقى وحمادى الجبالى، رئيس الوزراء. وكان من أبرز القضايا التى أثارت التوتر بين شريكى الحكم مساعى «المرزوقى» لإقالة رئيس البنك المركزى، ورفضه قيام الحكومة بترحيل البغدادى المحمودى، رئيس وزراء نظام العقيد الليبى الراحل معمر القذافى.

وكان المرزوقى قد شن الصيف الماضى، سلسلة تحذيرات من «انزلاقات خطيرة تمر بها تونس بسبب هيمنة النهضة على مفاصل الحياة السياسية وانفرادها بالتعيينات داخل مؤسسات الدولة حسب الولاء السياسى لها بكفاءة أو دون كفاءة»، وشبه ممارسات النهضة بحزب التجمع الدستورى الديمقراطى، الذى كان يتزعمه الرئيس الهارب زين العابدين بن على. ورد الغنوشى على المرزوقى بمطالبته بـ«فهم» دوره فى هذه المرحلة، فى إشارة إلى انتقاله من دور المعارض والناشط الحقوقى إلى دور الرئيس.

ومع بداية العام الحالى، تصاعد الخلاف بين الائتلاف الحاكم، حيث هدد حزب المرزوقى بالانسحاب بسبب التنازع مع «النهضة» على تشكيلة التعديل الوزارى المرتقب، فيما هددت كتلة النهضة داخل المجلس التأسيسى بسحب الثقة من الرئيس.

وبالتزامن مع ذلك، تصاعد التناحر السياسى بين السلطة الحاكمة وقوى المعارضة التى تتهمها حركة النهضة بشن ثورة مضادة.

وشن الغنوشى هجوماً على رئيس الوزراء السابق الباجى قائد السبسى ومؤسس حزب «نداء تونس»، الذى يعتبره المراقبون من أكبر الأحزاب الليبرالية القادرة على منافسة النهضة فى الانتخابات المقبلة، وقال الغنوشى إنه جاء ليعيد فلول بن على إلى الساحة السياسية، مضيفا أن التونسيين لن يسمحوا بوجود «أحمد شفيق» تونسى فى الانتخابات، بينما يتهم السبسى من وصفهم بـ«ميليشيات النهضة» بشن هجمات على تجمعات حزبه، كما حملها مسؤولية مقتل منسق الحزب خلال مظاهرة فى ولاية تطاوين جنوب البلاد فى أكتوبر الماضى.

ووسط تصاعد التناحر السياسى، يحذر المراقبون من أن الثورة فى تونس أصبحت تثور على نفسها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية