عاشت «المصري اليوم» عدة ساعات مع أسرة وعائلة حذيفة السيد، الشاب المصرى الذى استشهد أثناء مشاركته الجيش السورى الحر، فى عملياته ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
تتبعت «المصرى اليوم» مسيرة الشاب الذى لم يتجاوز عمره 22 عاماً، الذى قضى سنوات عمره مع والديه فى أيرلندا، وكان عمر إجازاته فى مصر - حيث منزل عائلته بالمنصورة فى محافظة الدقهلية - لا يتجاوز الشهر أو الشهر ونصف الشهر على الأكثر كل عامين أو يزيد، وكان آخر هذه الزيارات حينما كان عمره 19 عاماً، وكانت الزيارة التالية لأبويه وإخوته دونه، وبرروا ذلك بانشغاله بدروسه، وقال أحد أبناء عمومته، ويدعى «عبدالله»: «كان نفسنا نشوفه، المرة اللى نزلوا فيها من غيره قلنا إنه طوّل الغيبة، ومكناش نعرف إننا مش هنشوفه تانى».
فى منزل بسيط بمدينة طلخا، زارت «المصرى اليوم» عائلة الشهيد المصرى على الأراضى السورية، وفى صالة صغيرة تتصدرها مكتبة ضخمة ولوحة كبيرة عليها صورة «حذيفة» مكتوبا بجوارها «الشهيد حذيفة»، قالت الأسرة إن أحد الأسباب الرئيسية التى دفعت «حذيفة» لزيارة مصر قبل 3 أعوام هو رغبته فى الحصول على إجازة القرآن الكريم، وبالفعل حصل عليها على يد شيخ بأحد المساجد القريبة من بيت عائلته، وقال لأصدقائه وأبناء عمومته إنه يريد العمل فى حقل الدعوة فى أيرلندا وبدأ بالفعل خطوات فعلية تجاه ذلك.
قال عبدالرحمن بدراوى، 22 عاماً، موظف بنقابة الأطباء البيطريين بالمنصورة، أحد الأصدقاء المقربين من «حذيفة» فى مصر: «كان يستهوينى جداً حديث حذيفة عن الدعوة للدين فى بلد غريب، وكيف كان ينزل وأصحابه للمقاهى وأماكن تجمع الناس ليدعوهم للإسلام، وكنت أشجعه على ذلك بشدة، مثلما شجعته فيما بعد على قرار ذهابه لسوريا عندما علمنا به، ومثلما أحيى روحه الآن على استشهاده هناك».
وتابع: «شعرت أن لدى واجباً تجاه حذيفة مثلما يقوم أصدقاؤه فى أوروبا بنشر قصته وتعريف العالم به، وبدأت نشر قصته على الصفحات الخاصة به على موقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك) إحنا كنا شغالين هنا فى حملة، أطلقنا عليها اسم (حملة جسد واحد)، لإرسال معونات للبلاد التى تتعرض لنكبات، وهى حملة بدأناها كفريق من المتطوعين، حتى الآن، غير خاضع لأى جمعية أو جهة، والحملة بدأت منذ أيام أزمة الصومال، وكنا نعد لقافلة من المساعدات المادية مكونة من بطاطين وملابس ومستلزمات طبية لإرسالها إلى سوريا، قبل أن نعرف خبر استشهاد (حذيفة) هناك بنحو شهرين، وبعدما علمنا قررنا أن تحمل القافلة اسمه، وأطلقنا عليها اسم قافلة الشهيد حذيفة».
وقال المهندس محمود السيد، عم «حذيفة»: «إن (حذيفة) كان شاباً هادئ الطباع، ما ينفعش تقول عليه متشدد دينياً، لأنه ما كانش يفرق حاجة عن أصحابه وأولاد أعمامه، مين قال إنه رايح سوريا عشان عاوز يموت، (حذيفة) كان عاوز يعيش، والدليل أنه كان متفوقا فى دراسته للهندسة، وكان بياخد دورات فى التنمية البشرية، عشان يطور من مهاراته ومهارات اللى حواليه. وتدخل عم «حذيفة» قائلاً بنبرة حزن: إحنا عرفنا بمكالمة تليفون من والده، إن حذيفة سافر سوريا، وبمكالمة تليفون تانية عرفنا إنه استشهد.