اهتمت صحيفة «نيوريوك تايمز» و«وكالة أسوشيتدبرس» الأمريكيتان بأخبار نجاح العملية الجراحية التي أجراها الرئيس مبارك في مستشفي «هايدلبرج» بألمانيا لاستئصال المرارة، وركزتا على شفافية الحكومة ووسائل الإعلام المصرية لأول مرة تجاه نشر الأخبار المتعلقة بصحة الرئيس وتأثير ذلك على الشعب المصري.
حيث ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في تقرير لها، اليوم، أن العملية الجراحية للرئيس مبارك تتزامن مع "حمى" الجدل الدائر حول مستقبل الحكم في البلاد ومسألة التوريث، مشيرة إلى وجود تكهنات بأن مبارك ينوي إعادة ترشيح نفسه لولاية سادسة العام المقبل، أو احتمالية تصديق الحزب الوطني على ترشيح ابنه جمال لهذا المنصب.
ووصفت الصحيفة نشر خبر جراحة الرئيس في وسائل الإعلام بأنه خبر في حد ذاته، معتبرة أن كشف الحكومة ووسائل الإعلام الحكومية عن خضوع الرئيس للجراحة يعد أمراً "غير معتاد" أدهش كثيراً من المصريين الذين رأوا تلك الأنباء في نشرات التليفزيون وعلى صفحات الجرائد اليومية.
وقالت «نيويورك تايمز» في تقريرها الذي أعده «مايكل سلاكمان»، إن الحكومة المصرية ومؤيديها يرون في الكشف عن هذه المعلومات للرأي العام دليلاً على أن الدولة تحاول أن تكون أكثر شفافية، تاركة وراءها تاريخاً من التعامل مع أخبار صحة الرئيس على أنها "سر من أسرار الدولة".
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الحكومة تحاول أن تكون أكثر شفافية لإيصال رسالتها بشأن الكثير من القضايا خاصة وأن الأشهر المقبلة تشهد استعداداً منها لخوض الانتخابات البرلمانية.
من ناحيتها، قالت «وكالة أسوشيد برس» الأمريكية، إن الرئيس مبارك ظهر "ضعيفاً وشاحباً" في عدة لقاءات، مضيفة أن العديد من الدبلوماسيين والسياسيين لاحظوا "تراجع" صحة الرئيس بعد وفاة حفيده المفاجئة في مايو الماضي.
وتابع تقرير الوكالة "إن مدة الرئيس مبارك تنتهي العام المقبل والجدل حول صحته دائماً ما يواجه تكهنات حول قيادة الأمة الأكثر شعبية في الوطن العربي وحليفة الولايات المتحدة التي تلعب دوراً حرجاً في العديد من القضايا مثل السلام في الشرق الأوسط وكبح جماح "الإسلاميين المسلحين".
وأشارت الوكالة إلى أن الجدل حول صحة الرئيس يقع تحت "سيطرة محكمة" من جانب النظام وأن البيانات العامة حوله "نادرة" ، مذكرةً بقضية «إبراهيم عيسى» رئيس تحرير جريدة الدستور، والتي تم الحكم عليه فيها بالحبس 6 أشهر حتى عفا عنه الرئيس.
وأشارت الوكالة إلى أن الرئيس مبارك لم يحدد بعد "خليفته" كما أنه لم يعين نائباً له منذ أن تولى الحكم بعد اغتيال الرئيس السادات، لافتة إلى أنه من المتوقع أن يكون مبارك بصدد إعداد نجله "جمال" لتولي الحكم.