بحذر شديد، استقبل الشارع الفلسطيني نتائج لقاءات رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، والرئيس الفلسطيني، القائد العام لحركة «فتح» محمود عباس (أبومازن)، مع الرئيس محمد مرسي، ومدير المخابرات رأفت شحاتة، مؤكدين أن التجربة أدت بالفلسطينيين إلى «عدم الثقة في ساستهم أو في اللقاءات التي تجمع بينهم».
وقال المحلل السياسي مصطفى الصواف إن أبومازن «يريد أن ينفذ البرتوكول، وأن يأتي مشعل إلى مكان إقامته بصفته رئيسا، فالموضوع نفسي لا أكثر ولا أقل»، وفق قوله.
وأضاف الصواف لـ«المصري اليوم»: «في النهاية نريد العنب لا مقاتلة الناطور. الاتفاق كما يعلم الجميع تم التوقيع عليه، وهذه الزيارة يراد منها تطبيق الاتفاق ووضعه موضع التنفيذ، وإيجاد جدول وآلية لتطبيق بنوده بعد التعطيل الذي جرى».
وأضاف: «أنا حقيقة حذر جدا، لأن التجربة علمتني أن أمسك شيئا بيدي حتى أصدق أن هناك نوايا صادقة. كل ما حدث اجتماع ولقاء وكلام»، وأشار الصواف إلى أن مبررات شكه تتلخص في أن «عباس يبحث عن العودة لطاولة المفاوضات، والحديث يدور عن لقاءات سرية بين السلطة وإسرائيل في عمان، للنظر في مشروع مطروح من قبل السلطة للعودة إلى المفاوضات».
ولفت الصواف إلى أن لقاء عباس مؤخرا بديفيد هيل، المبعوث الأمريكي لعملية السلام فى الشرق الأوسط، في عمان، والدعوة إلى مفاوضات «استكشافية»، يعدان «التفافا على الموقف الفلسطيني»، واعتبر أن كل ذلك إضافة إلى مغازلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأبومازن والأزمة المالية التي تعاني منها السلطة، «كل ذلك يجعل المصالحة مرفوضة أمريكيا وإسرائيليا، ونعتقد أن السلطة ليس لديها الاستعداد، الآن على الأقل وحتى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، للدخول في مصالحة وطنية حقيقية».
في المقابل، رأى المفوض العام للإعلام في حركة «فتح»، يحيى رباح، أن أجواء التوافق في اللقاءات السابقة في القاهرة بين حركتي «فتح» و«حماس» ساعدت على «منع تقهقر المصالحة إلى الوراء على الرغم من أنها لم تساعد على إنجازها».
وقال رباح إن الشعب والساسة الفلسطينيين متفقون على الوحدة، لأن الانقسام كارثة وطنية اندفع الجميع لها رغما عنه، وتابع «الأشهر الماضية راكمت عوامل إيجابية تتعلق بتقبل فتح وحماس بعضهما البعض كشريكين على الساحة الفلسطينية، وهذا يعزز التوجه للمصالحة».
واعتبر المفوض العام للإعلام أن «أصوات التيارات المعادية للمصالحة خفتت إلى حد كبير».
أما حركة «حماس»، وعلى لسان نائبها في المجلس التشريعي الدكتور يحيى موسى، فأكدت أهمية إتمام المصالحة، «حتى وإن لم يجلس كل من عباس ومشعل في لقاءات ثنائية مباشرة»، وأوضح موسى «نعتبر أن هناك وثيقة تم توقيعها، واتفاقا شاملا، والمطلوب هو البدء بأمانة ومسؤولية وجدية لإتمام المصالحة، والأهم أن يكون هناك طرف يرعى هذه المصالحة»، وأشار إلى أن الخطوة التالية بعد لقاءات القاهرة ستكون دعوة للفصائل الفلسطينية والأمناء العاملين للقاء جديد في مصر».