خيمت أجواء الهدوء الحذر والترقب على قرية «الزينية قبلى» شمال محافظة الأقصر، بعد ذبح مدير مدرسة ابتدائى وموظف إدارى بالمدرسة، صباح الأربعاء، وقطع العضو الذكرى للثانى، على يد ولى أمر أحد التلاميذ بالصف الأول الابتدائى وشقيقه، انتقاما من المجنى عليه الثانى لقيامه بهتك عرض التلميذ داخل المدرسة.
وتحولت القرية إلى ثكنة عسكرية وانتشرت قوات الأمن بجميع القطاعات - الأمن العام والأمن المركزى والمباحث الجنائية - فى جميع الشوارع، وخاصة بمحيط المدرسة محل الواقعة. وفرضت الأجهزة الأمنية كردونات من أفرادها على مداخل ومخارج القرية، تحسبا لحدوث أى مواجهات أو اشتباكات محتملة من جانب عائلتى المجنى عليهما وعائلة المتهم.
واتشحت القرية بالسواد أثناء تشييع جنازة المجنى عليهما، وسط صراخ عشرات النساء من العائلتين وسط إجراءات أمنية مشددة.
وأعلنت مكبرات الصوت بمساجد القرية عن إلغاء إجراء امتحانات المرحلتين الابتدائية والإعدادية بمقر المدرسة التى شهدت الجريمة، ونقلها إلى مدرسة مجاورة والمقرر لها غدا السبت.
وقال أسامة شمس الدين، ابن عم المتهمين، لـ«المصرى اليوم»، إن قيام أحد الموظفين بالمدرسة بالتعدى جنسيا على نجل ابن عمه هو الدافع وراء ارتكابهما الجريمة، مشيرا إلى أنهما تصرفا من تلقاء نفسيهما ولم يخطرا العائلة بنيتهما بقتل الموظف.
وعلى صعيد متصل، أعلنت صفاء يوسف أبوالفضل، وكيل مديرية التربية والتعليم بالمحافظة، عن إلغاء إجراء امتحانات الفصل الدراسى الأول بمقر المدرسة التى وقعت بها الجريمة، مراعاة للظروف النفسية للطلاب، ونقلها إلى مدرسة الزينية للتعليم الأساسى، مشيرة إلى أنه فور تلقى المديرية إخطارا بالجريمة تقرر إلغاء الامتحانات المقررة يومى الأربعاء والخميس، وتأجيلها إلى يوم السبت فى مقر مدرسة أخرى.
وفى السياق ذاته، صرحت نيابة الأقصر بدفن جثتى المجنى عليهما عقب تشريحهما من قبل الطب الشرعى لتحديد أسباب الوفاة. وأمرت بسرعة ضبط وإحضار المتهمين الهاربين.
وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبط المتهمين اللذين تمكنا من الفرار عقب ارتكابهما الجريمة، حيث نشرت دوريات مشتركة من قوات الأمن المركزى والأمن العام والمباحث الجنائية بجميع أنحاء القرية والقرى المجاورة لها، خاصة بعد رفض العائلتين تقبل العزاء فى فقيديهما، فى إشارة واضحة إلى نيتهما الانتقام لمقتلهما والثأر لهما.
