ألقى التقرير النهائى للجنة تقصى الحقائق فى قتل المتظاهرين بثورة 25 يناير بظلاله على الساحة الرياضية، بعدما كشفت مصادر داخل اللجنة أن التقرير طالب بفتح تحقيق عن الفرقة «95 إخوان»، وما إذا كانت تورطت بالفعل فى أعمال عنف من عدمه، كما تضمن التقرير بلاغاً ضد أسامة ياسين، وزير الشباب، بقيادة الفرقة، وطالب الرياضيون بضرورة الفصل بين دور الوزارة والأدوار السياسية للإخوان، وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة.
وأجمع خبراء الرياضة على رفضهم تجنيد الشباب، واستغلال مراكز الشباب فى تكوين ميليشيات تابعة للإخوان، وطالبوا بسرعة التحقيق فى الواقعة ومحاسبة أى مسؤول فى الوزارة عن تجنيد الشباب، وإقالة الوزير حال ثبوت تورطه فى هذا الأمر.
من جانبه، أكد صبرى سراج، نائب رئيس نادى الزمالك، أن دور الأندية ومراكز الشباب يقتصر على تثقيف وتوعية وتنمية مهارات الشباب، خصوصاً فى المحافظات والقرى.
وقال إن إقبال الإخوان أو قيادات حزب الحرية والعدالة لاستغلال الشباب وتوجيههم إلى مراكز الشباب، المتنفس الوحيد لهم للتعبير عن أفكارهم، مرفوض تماماً، موضحاً: إذا ثبت تجنيد وزير الشباب، أسامة ياسين، الشباب وضمهم لميليشيات الإخوان، فلابد من التدخل لإنقاذهم من هذا الخطر، الذى لا يهددهم فحسب، بل يهدد أمن مصر ككل.
وأضاف «سراج»: مثل هذه الأمور مرفوضة تماماً، ومخالفة للأعراف والقوانين، خصوصاً أن تكوين الميليشيات يقضى على دولة القانون ويفتح الباب أمام انتشار البلطجة، وهو ما يرفضه الجميع.
ورفض زكريا ناصف، نجم الأهلى السابق، تجاوزات «الإخوان» وضم الشباب لميليشيات مسلحة، وقال: ما يحدث يمثل لغزاً كبيراً، وتساءل: كيف تصمت الحكومة على ما يحدث فى المراكز، واستغلال الشباب بهذه الصورة وتجنيدهم وتدريبهم على فنون قتالية حتى يكونوا تحت أمر فصيل معين؟
وأضاف ناصف: «على حد علمى أن تقرير تقصى الحقائق يتضمن اتهاماً لأسامة ياسين الذى يترأس الفرقة (95 إخوان) المتورطة فى قتل الثوار خلال موقعة الجمل، وتساءل: هل لذلك علاقة بما يحدث داخل وزارة الشباب؟».
وهل اختصاصات وصلاحيات الوزير تخول له القيام بمثل هذه الأفعال؟ وإذا كان هناك تعد من قبل أسامة ياسين أو اختراقه القانون، فالمفروض أن يُسأل عن ذلك رئيس الوزراء، هشام قنديل، لأنه هو الذى اختاره ليكون على رأس الوزارة.
وقال أسامة خليل، لاعب الإسماعيلى الأسبق: «من الواضح أن هناك محاولات مستميتة، بطريقة دستورية، تستهدف تمكين الشباب من العمل السياسى، واستخدامهم فى تكوين جماعات مسلحة، تحت غطاء العمل السياسى، وهو أمر مرفوض تماماً، لأننا دولة تحترم سيادة القانون، الذى يمنع ظهور الجماعات المسلحة بحجة الدفاع عن النفس ويجب أن نهتم بدعم رجال الأمن، حتى نكون فى مأمن مما قد يحدث نتيجة لوجود السلاح مع المواطنين دون رقابة».
وشدد على ضرورة الاهتمام بالشباب، لأننا نواجه مشكلة خطيرة، تتمثل فى أن نسبة 60٪ منهم مصاب بأمراض فقر الدم والأنيميا، إضافة إلى الأمراض المصاحبة للتدخين والمخدرات وطالبت بعزل أسامة ياسين.
وشدد حلمى طولان، المدير الفنى لفريق حرس الحدود، على أن ما يحدث من أخونة لكل مؤسسات الدولة، إذا طال الشباب، فسوف يؤدى لكارثة تدمر مستقبل مصر، محذراً من خطورة تحويل مراكز الشباب والأندية فى المحافظات لأماكن تدريب الشباب وتجنيدهم على الأعمال القتالية لخدمة «الإخوان»، وتكوين ميليشيات قتالية جاهزة للدفاع عن أهداف ورؤى الجماعة. وقال «طولان»: «مهمة مراكز الشباب هى تنمية الشباب ثقافياً واجتماعياً والارتقاء بمستواهم الفكرى، وهو حق لكل الشباب وليس حكراً على (الإخوان)، وأن الأعمال القتالية لها أفرادها فى الجيش والشرطة، أو خلال فترة التجنيد».
وأضاف «طولان»: «الأمور بهذه الطريقة تخرج عن مضمون الرياضة لتصبح جزءاً من اللعبة السياسية فى البلاد، وأحذر من أن قيادة الشباب بهذا الفكر ستؤدى لكارثة مستقبلية وستجعل شباب مصر فارغ الفكر والهوية».