عند الحديث عن مستقبل حركة الألتراس فى مصر، فإن الإجابات ليست لها وجود، خاصة أمام التحديات الكبيرة التى واجهتها الحركة بعد الثورة، ومنها محاولات استقطابها من قبل التيارات السياسية المختلفة، خاصة تيار الإسلام السياسى، الذى نجح فى استقطاب بعض قيادات مجموعة ألتراس «وايت نايتس» المنتمية لنادى الزمالك، وظهور بعض الانتماءات الجهادية، لدى مجموعة ألتراس «يلو دراجونز» المنتمية لنادى الإسماعيلى، بالإضافة إلى المحاولات المستمرة من قبل قيادات الإخوان، لمحاولة التأثير على ألتراس أهلاوى.
هناك الكثير من التحديات التى تواجه الألتراس، ولاسيما الفترة المقبلة، خاصة بعد أن فرضت قوتها على الساحة، ولعل أبرز التحديات هو الصراع الدائر بين تيارى الإسلام السياسى والمدنى، ولا شك أن كلا الفريقين يحاول اجتذابها، وتلك التحديات من وجهة نظر الكثير من أفراد الألتراس، تنتظر عودة الدورى الذى بات المعادلة الأصعب، وهو ما لم تستطع الحكومة حسمه حتى الآن، لأن مجموعة ألتراس أهلاوى لن تتنازل عن عدم عودة الدورى ما لم يعد حق شهداء مجزرة بورسعيد، وهو الموقف الذى ينتظر حكم القضاء.
ووفقاً لعدد من أفراد الألتراس، فإن السنة الماضية، كانت الأشد قسوة فى تاريخ الحركة، فبعد حادثة بورسعيد، أصيب عدد كبير من أفراد الحركة بالارتباك، ولعل الكثيرين منهم شعروا بالذنب، ورغم أن تلك الحوادث من شأنها أن تقضى على حركات كبيرة جداً فى العالم، وقد فكر كثيرون من مؤسسى الحركات أن يتوقفوا عن الاستمرار فى الألتراس، إلا أن كثيراً من أبناء الحركة فى مصر، أصروا على استكمال المسيرة، وإثبات أنفسهم، خاصة بعد توقف الدورى،.
سيناريوهات كثيرة يفرضها المشهد السياسى على حركات الألتراس فى مصر، أولها المحاولات المستمرة لاستقطاب تيار الإسلام السياسى للحركة، وهو ما نجح فيه بالفعل الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، الذى استقطب عشرات الأفراد من ألتراس «وايت نايتس»، وأنشأوا بالتعاون مع حركة حازمون، حركة «أحرار»، التى عرفها عدد من النشطاء بأنها الجناح المسلح لحركة حازمون.
من جهة أخرى، حاولت جماعة الإخوان المسلمين عقد صفقة مع ألتراس أهلاوى، من خلال محاولتها مساندتهم فى استرجاع حقوق الشهداء، وعدم استئناف النشاط الرياضى، قبل صدور الحكم، مقابل تأييد المجموعة للرئيس محمد مرسى، ودعم الجماعة فى انتخابات مجلس الشعب المقبلة، وهو ما باء بالفشل، بعدما رفضت قيادات المجموعة الصفقة. ومن واقع انتشار الحركة فى أوروبا، فإنها حال دخولها بلداً ما تبدأ فى الصعود بشكل مستمر، إلى أن تستقر فى مستوى معين، إذا لم تواجهها مشكلات تقلل من فرصتها فى النجاح كحادثة «بورسعيد».
ويظل مستقبل الحركة فى مصر مرتبطاً بالسيناريوهات المتغيرة، وعلى رأسها عودة الدورى، الذى ربما سيؤثر فى الحركة بشكل إيجابى، ما قد يدفعها إلى عدم الاكتراث بالسياسة، لأن المباريات ستكون كل 3 أو 4 أيام، ما يدفعها إلى التركيز فى النشاط والتشجيع، وإذا أرادت إحدى المجموعات المشاركة فى المسرح السياسى، يمكنها المشاركة من خلال المدرج، بالتعبير عن رأيها، شريطة أن يكون رأيها متماشياً مع المسار الذى حددته المجموعة من البداية.