قال نائب وزير الخارجية الصيني، تشانج تشي جيون، إن الصين والولايات المتحدة الأمريكية، باعتبار إحداهما أكبر دولة نامية في العالم والأخرى أكبر دولة متقدمة، وأكبر اقتصادين في العالم، ما يجعل علاقاتهما واحدة من أهم العلاقات وأكثرها تعقيدًا، مضيفًا أنهما في ظل العولمة يعتمدان على بعضهما وتجمعهما مصالح أكثر ترابطًا، وسط التحول الكبير في العلاقات الدولية».
وأضاف الدبلوماسي الصيني في تصريحات له، السبت، حول السياسة الخارجية الصينية خلال العشر سنوات المقبلة، أن «الصين ترفض نظرية أن يتجاوز أي بلد الحدود سعيًا للسيطرة عندما يحصل على القوة، لأن السعي لتحقيق الهيمنة والتوسع ليس جزءًا من الثقافة الصينية، فضلاً عن أن يكون جزءًا من السياسة الصينية»، مشيرًا إلى أن التاريخ أثبت أن أي بلد يسعى للهيمنة أو يحاول التوسع أو استعراض قوته على الآخرين لن ينتهي نهاية طيبة، مهما كانت قوته، وهو قانون ثابت في التاريخ.
وأوضح أنه في مواجهة التحديات العالمية المتكررة، ينبغي أن تظل كل الدول معًا لمواجهة التحديات واتباع التنمية المشتركة، ووصف ذلك بأنه «اتجاه تاريخي لا يمكن الرجوع فيه، في ظل مواجهة التحديات العالمية المتكررة»، مشيرًا إلى أن التجارة الثنائية بين الصين والولايات المتحدة قد زادت من الصفر تقريبًا عندما استأنف البلدان الاتصالات على مدار العقود الثلاثة لتبلغ 446.6 مليار دولار أمريكي في العام الماضي، ومن المتوقع أن تتجاوز 500 مليار دولار أمريكي مع بداية العام المقبل.
واقترح المسؤول الصيني أهمية حاجة البلدين إلى اتصالات صريحة وعميقة من أجل تجنب سوء التفاهم فيما يتعلق باستراتيجية كل منهما، وزيادة النقاط المشرقة الجديدة في تعاونهما البراجماتي، واستغلال الفرصة للتعاون في مجالات الطاقة الجديدة والطاقة النظيفة وتطوير البنية التحتية ودعم الاستثمار الثنائي والتبادلات الشعبية والثقافية واستغلال إمكانات التعاون وتوسيع المصالح المشتركة بشكل فعال.
وأضاف أن «الجانبين يحتاجان إلى العمل لضمان أن يرجح الحوار والتعاون النزاعات والخلافات بينهما في منطقة (آسيا-الباسفيك)، وأن يحترما المصالح الرئيسية لبعضهما البعض»، موضحًا أنه مهما كان التقدم الذي تحرزه الصين في تنميتها، فإنه سيعزز ولن يضعف سياستها بشأن تعزيز الصداقة والشراكة مع جيرانها، مؤكدًا أن الصين ستبقى دومًا جارًا جيدًا وصديقًا وشريكًا جيدًا لجيرانها.
وقال نائب وزير الخارجية الصينى تشانج تشي جيون «إن الصين ستظل ملتزمة بالتنمية السلمية والتعاون المربح لكل الأطراف في عالم (فوضوي) بالأحرى ولن تتغير سياسة الصين الخارجية الشاملة»، مضيفًا أن الصين ستلتزم بسياسة السلام الخارجية المستقلة واستراتيجية الانفتاح والصداقة والتعاون المفيد لكل الأطراف مع كل الدول على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي ولبناء عالم متناغم من السلام الدائم والازدهار المشترك».
وأوضح أن العالم أصبح «فوضويًا بعض الشيء» بسبب الشكوك في المشهد الاقتصادي الدولي وصعود سياسات القوة إلى حد ما ونشوب الحروب في بعض الدول، مشيرًا إلى أن سياسة الصين الخارجية حمت بفاعلية سيادة البلاد ومصالح الأمن والتنمية وساهمت في السلام والاستقرار العالمي بدعم الشعب الصيني وحازت على تقدير واحترام المجتمع الدولي.
وأضاف أنه «لا يوجد سبب لتغيير سياسة صحيحة أو التخلي عنها، حتى لو قمنا بتغييرها، فسيتم إدخال تحسينات عليها فقط»، منوها بأن الصين تحتاج لإقامة نوع جديد من شراكة تنمية عالمية، كما تحتاج الدول إلى رفع وعيها بمشاركة البشر في مجتمع له مصير مشترك.
وقال «لا توجد دولة، ولا حتى أقوى دولة فى العالم، يمكنها ضمان أمنها دون احترام وتكييف المصالح الأمنية للدول الأخرى والأمر ليس مختلفًا بالنسبة للصين لتبقى ملتزمة بمسار التنمية السلمية بينما تدعم سيادتها ومصالحها الأمنية والتنموية».
وأضاف أن «ما تدعمه الصين هو حقوقها ومصالحها المشروعة ولا توجد نية لدى الصين لتنتزعها من الآخرين»، موضحًا أن الصين ستقوي علاقات حسن الجوار والصداقة وستعمق التعاون ثنائي المنفعة وستضمن استفادة البلاد المجاورة لها من تنميتها».