شهد ميدان التحرير، صباح الخميس، هدوءاً حذراً، ورفض المعتصمون خطاب الرئيس مرسى بمناسبة إقرار الدستور، وأعلنوا تنظيم مليونية اليوم، تحت شعار «الشرعية للشعب لا للدستور»، للمطالبة بانتخاب جمعية تأسيسية جديدة، فيما خففت قوات الأمن من إجراءاتها فى محيط قصر الاتحادية، وسحبت المدرعات والدبابات من محيط القصر.
وأعلن معتصمو التحرير أنهم تلقوا اتصالات من قوى سياسية وثورية، أكدوا خلالها عزمهم إقامة 40 خيمة جديدة، داخل الميدان، للتأكيد على أن الشرعية للشعب وليس للدستور الذى تم تفصيله على مقاس فصيل بعينه.
قال هلال محمود، أحد المعتصمين منذ أحداث محمد محمود، إن الرئيس مرسى يتحدث عن دولة غير الدولة، مضيفاً: «إذا كان الرئيس يتحدث عن الطبقات الكادحة، فهى لا تصدقه، فقد وعد أكثر من مرة ولم يف بالوعد».
وطرد شباب الألتراس الباعة الجائلين المندسين بين المعتصمين، واستمرت الحلقات النقاشية، ليلة الأربعاء، حتى الساعات الأولى، من الصباح حول خطاب الرئيس مرسى، ورفضهم الخطاب، والدعوات التى وجهتها القوى السياسية، بعد تمرير الدستور، ونظم عشرات المعتصمين مسيرة طافت أرجاء الميدان، ورددوا هتافات منها: «الدستور باطل» و«يسقط يسقط حكم المرشد».
وعرض أعضاء الحزب الناصرى فيديوهات للبرنامج الساخر الذى يقدمه باسم يوسف، وللسخرية من عدد من الأشخاص المنتمين للتيار الدينى، وأغلقت اللجان الشعبية الطرق والشوارع المؤدية للميدان، فى الساعات الأولى من صباح الخميس، وأشعلت قطعاً من الأخشاب للعمل على تدفئة المكان، بسبب شدة البرودة، وواصل العاملون بالهيئة العامة للنظافة وتجميل القاهرة انتشال المخلفات من جميع أرجاء الميدان حتى الفجر.
فى سياق مواز، سحبت قوات الحرس الجمهورى جميع الدبابات والمدرعات من محيط الاتحادية، وخففت قوات الأمن من عدد الجنود حول القصر، واقتصر انتشار القوات حول الأبواب الرئيسية فقط.
ونظم عشرات المعتصمين مسيرة لرفض خطاب الرئيس مرسى، وللمطالبة بإسقاط الدستور، وإعادة تشكيل لجنة جديدة لوضع الدستور، وإحداث توافق بين المؤيدين والمعارضين للدستور، وتسببت المسيرة فى تكدس مرورى بشوارع الخليفة المأمون وإبراهيم اللقانى والأهرام وميدان الميرغنى. وردد المتظاهرون هتافات منها: «يسقط حكم المرشد» و«دستوركم باطل».
وأعرب أهالى منطقة مصر الجديدة عن استيائهم من حالة التكدس المرورى، بسبب استمرار قوات الأمن فى غلق الشوارع المؤدية للقصر بالحواجز الأسمنتية والحديدية وإغلاق جميع الطرق التى كانت تحدث نوعاً من السيولة المرورية.
وشهد شارع صلاح سالم حالة من الزحام الشديد، بسبب هروب جميع السيارات القادمة من مدينة نصر وميدان روكسى عن محيط قصر الاتحادية. وقابل المتظاهرون خطاب الرئيس بالرفض، وأكدوا أن إدارة الدولة ليست كإدارة الجماعة، وشددوا على وجود تخبط فى أسلوب إدارة البلاد، وألمحوا إلى أن الدولة يديرها محمد بديع، المرشد العام للجماعة، والمهندس خيرت الشاطر، نائبه، من المقطم بدلا من مصر الجديدة.