توقع المحلل الأمريكي ناثان براون، الخبير في معهد كارنيجي لأبحاث السلام، أن تأخذ جماعة الإخوان المسلمين منهجا «أكثر تصالحية» مع القوى السياسية المنافسة لها في ظل الضغوط المتزايدة من قبل المعارضة، مشيرًا إلى أن المعارضة نجحت في حشد أنصارها للتصويت برفض مسودة الدستور في مدة قصيرة جدًا، وفي اختبار كان نجاح الإسلاميين فيه مضمونًا إلى حد كبير.
ولفت «براون» في تحليل منشور علي موقع المعهد الأمريكي، الإثنين، إلى أن الإسلاميين يواجهون تحديًا مهمًا في البرلمان المقبل، يتعلق بما سينجزونه من قضايا العدالة الاجتماعية في مقابل الثقة التي منحها المواطنون لهم، مؤكدا أن الرئيس محمد مرسي يتحمل العبء الأساسي في إخراج مصر من حالة الاستقطاب السياسي الحاد بين معسكر الإسلاميين، ومعسكر الليبراليين.
وأوضح الباحث الأمريكي أن الإصلاحات التي يجب أن يقدم عليها الرئيس مرسي خلال الفترة المقبلة بعد إقرار الدستور، وإنهاء حالة الاستقطاب تتعلق بصياغة قانون انتخابي يبدد مخاوف المعارضة، ويحد من استخدام السلطة التشريعية المؤقتة، واعتماد موقف أكثر تساهلا تجاه قوى المعارضة، وإظهار رغبة حقيقية وليس شكلية في إصلاح المواد الدستورية الخلافية.
وفيما يتعلق بدور المعارضة في إكمال مرحلة الانتقال الديمقراطي، حث «براون» القوى المدنية على أن تتصرف كمعارضة حقيقية وتوظف الآليات الديمقراطية في الدستور الجديد خلال معارضتها للنظام، وتطور رؤيتها وسياستها، وتجد الوسائل التي تجذب بها الناخبين إليها، وأشار «براون» إلى أن المصريين يمكن أن يخلقوا وسائل لاستعادة ثورتهم من جديد لتحقيق أهدافها.