قال عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر وعضو جبهة الإنقاذ الوطني، إن الدستور يحتوي على العديد من المواد التي تمت صياغتها بشكل غير دقيق، خاصة فيما يتعلق بالأمور الاجتماعية والسياسية، مضيفًا خلال حواره لصحيفة «جلوبال آند ميل» الكندية، نشرته، الإثنين، أن هناك تخوفًا من أن تفسيرات هذه المواد تكون رخصة للإسلاميين لفعل ما يريدون، لذا دورنا كمعارضة أن نشكل حماية ضد ذلك. وبسؤاله عما إذا كان الدستور الجديد «إسلامي على نحو مبالغ فيه وليس علمانيًا»، أعرب موسى عن رفضه لهذه الفكرة، واعتبرها «تعميمًا»، لكنه أكد في الوقت نفسه أن المسودة بها «نكهة إسلامية».
وحول ما إذا كانت معارضة الدستور ساهمت في تكريس حالة الانقسام في مصر، اعتبر موسى أن ذلك صحيح، لكنه كان صحيًا قبيل أن يصل إلى مرحلة الخطر، في إشارة إلى الاشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس عند قصر الاتحادية.
وعما إذا كان يعارض مرسي كشخص، رأى موسى أن «الديمقراطية هي الحل» وليس «الإسلام هو الحل» كما يقول البعض، مؤكدًا أن أي شيء من شأنه أن يعوق هذه الفكرة سيكون ضد مصالح المصريين، إلا أن هذا لا يعنى أن الديمقراطية لا تدعم الإسلام.
وتابع موسى: «أنا من هؤلاء الذين يقولون إن الرئيس لابد أن يستكمل ولايته، لأنني أعتقد أن البلاد لا تستطيع تحمل إجراء انتخابات رئاسية أخرى في هذه المرحلة».
وحول رد فعل المعارضة حيال الموافقة على الدستور، أكد أن المعارضة عليها تحديد ما إذا كانت ستستمر في نفس خطوط المواجهة أم لا، خاصة أن مصر على وشك أزمة اقتصادية كبيرة وفي حاجة لإعادة بناء، وهي أمور يجب أخذها في الاعتبار.
واتهم «موسى» الجمعية التأسيسية للدستور بعدم تطبيق قواعد ديمقراطية في تبني الدستور ولا في طريقة الاستفتاء عليه، قائلاً إنه ضد فكرة أن أغلبية بسيطة تمرر الدستور، إذ إن القاعدة في جميع برلمانات العالم والأمم المتحدة تتطلب الحصول على ثلثي الأصوات في القضايا المهمة ليمثلوا الأغلبية، وهو الأمر ذاته الذي ينص عليه الدستور الجديد لتعديل أي مادة.
ولفت «موسى» إلى أن المعارضة لا تعارض الجلوس أو الحوار مع الرئيس مرسي إلا أن هذا الحوار يجب أن يكون حقيقيًا وليس مجرد نقاش، وقال إنه يجب أن نجلس ونتحدث عن العديد من القضايا التي تواجهنا كالأزمة الاقتصادية والدستور والخطة المقترحة لإدارة البلاد في الـ3 سنوات المقبلة». وحول سؤاله عما إذا كان أنصار الرئيس من الإخوان يتبعون وسائل ترهيب للناس، قال إنه يعتقد ذلك، فمواقفهم حتى الآن تشجع على تبني أنماط من السلوك ربما تكون ضارة أو تؤدي في النهاية إلى مزيد من حالة الانقسام في البلاد.