وصفت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية التحولات التي طرأت على الساحة السياسية المصرية بأنها «مزلزلة»، معربة عن دهشتها إزاء طبيعة المعارضة المصرية التي وصفتها بـ«الممزقة».
و قالت المجلة في تقرير لها: إن تولى جمال مبارك، أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني، حكم مصر بعد والده الرئيس مبارك لم تعد «يقينية»، موضحة أن هناك تقارير للمناورة حول الأمر، وأخرى ضد هذه المسألة داخل الحزب الحاكم نفسه.
واعتبرت المجلة أن ظهور الدكتور محمد البرادعي، المدير العام السابق لوكالة الطاقة الذرية ، «المفاجئ» كمنافس «محتمل» على منصب الرئاسة، بأنه «يبشر بالأمل» على تجاسر المعارضة المصرية، حتى لو «لحظة قصيرة».
وأعربت اعتقادها بأن البرادعي قدم «أوراق اعتماد خالية من الأخطاء، وصفحة بيضاء يستطيع المصريون أن يبنوا عليها آمالهم».
و قالت : «بدا البرادعي شخصية شبيهة (بالرئيس الأمريكي) باراك أوباما فهو مفكر ذكي تحدث بشجاعة الإقناع »، مستدركة بأنه ليس أيديولوجيا بما يكفي لتوحيد المعارضة «المتمزقة».
و أكدت المجلة أن التفاؤل بالبرادعي «تبدد»، موضحة أن المعارضة التي تتألف من اليساريين و الليبراليين والقوميين والعلمانيين والاشتراكيين والإسلاميين، فشلت في توحيد صفوفها بشكل حقيقي.
و نبهت «فورين بوليسي» إلى أن هذه الحركات والجماعات لا تثق في بعضها البعض، مرجعة السبب إلى أسس أيديولوجية، مشيرة إلى أن الإسلاميين والليبراليين لديهم آراء مختلفة عن الشكل الذي يجب أن تبدو به مصر.
واستدركت المجلة الأمريكية بأن كثيرا من الخلاف يعود إلى «اختلال ميزان القوة»، موضحة أن جماعة «الإخوان المسلمين» تنظيم يضم عددا كبيرا من الأعضاء، فى حين أن نظرائها الليبراليين هم من النخبة التي تحظى بدعم قليل من القاعدة الشعبية.
و توقعت المجلة أن يلعب الإسلاميون دورا قياديا في أي ائتلاف معارض، بينما يتبنى الليبراليون دورا أفكارا مختلفة.
و قالت المجلة: إن البرادعي بذل بعض الجهود «التجريبية» كي يتواصل مع «الإخوان»، موحيا بإمكانية تشكيل تحالف قوي، لافتة إلى أنه إذا كان البرادعي «يغازل» الإسلاميين، فإن الإسلاميين يشعرون بأنه «لا يغازلهم بشكل كاف».
و حذرت المجلة من أن مشكلة توحيد المعارضة سوف تستمر في عرقلة بوادر الديمقراطية في العالم العربي، مؤكدة في الوقت نفسه أن مصر سوف تحتاج إلى ما هو أكثر من البرادعي الذي يعتبر في البلاد «ناعما» و«حالما» و«منعزلا» عن الناس لدرجة لا تمكنه من معالجة الانقسام داخل المعارضة .
و أضافت : «إذا كان اختلال ميزان القوة بين الليبراليين والإسلاميين هو المشكلة، فإن الحل الأمثل قد تمثل في فترة انتقالية كي تمنح الأحزاب الأضعف فرصة لتقديم نفسها للمصريين»، مؤكدة أن أيمن نور و أنصاره «متفائلون» بأنهم سوف يتنافسون - في الظروف المناسبة - مع الإسلاميين على أفئدة و ألباب المصريين.