اعتبرت صحيفة «جارديان» البريطانية في عددها، السبت، أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لإبقاء الإسلاميين خارج الصورة في مرحلة ما بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك بالنظر إلى إدراج «جبهة النصرة» على قائمة المنظمات الإرهابية.
وأضافت الصحيفة البريطانية في مقال تحليلي، إن واشنطن وحلفاءها «يشعرون بالقلق في الوقت الراهن حيال تشكيل النظام السوري الجديد الذي سيخلف نظام الأسد»، إلا أن «جبهة النصرة» تعد جزءًا لا يتجزأ من المعارضة السورية لما تلعبه، وجماعات مماثلة، من دور متزايد في الأزمة السورية.
ورأت الصحيفة أن اعتراف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلى جانب شركائها الدبلوماسيين في مؤتمر «أصدقاء سوريا» بالائتلاف الوطني السوري كحكومة شرعية لسوريا، وإدراج «جبهة النصرة» على لائحة المنظمات الإرهابية، إنما يعكس حقيقية أن واشنطن وحلفاءها أصبحوا منشغلين بتشكيل نظام ما بعد الأسد.
وأشارت إلى أن هناك تصورًا متزايدًا بأن نظام الأسد يقع الآن تحت عدة ضغوط خطيرة لأول مرة منذ ما يقرب من عامين على بدء هذا الصراع الدائر، مؤكدة أن من الأولويات في الفترة الراهنة تقليل أو منع أي دور للجماعات الإسلامية في سوريا الجديدة، ولعل هذا قد يكون السبب الرئيسي لإدراج جبهة النصرة على لائحة المنظمات الإرهابية.
واعتبرت أن مثل هذا الإجراء قد لا يتمخض عنه شيء، نظرًا لأن «جبهة النصرة» ليست سوى إحدى الجماعات التي تحركها درجات متفاوتة من التفكير الإسلامي، لافتة إلى أن بعض هذه الجماعات قد تتضمن عناصر تابعة لتنظيم القاعدة، والتي ترى سوريا كملاذ جديد في المنطقة، في حين أن البعض الآخر أكثر تركيزًا على سوريا فقط.
فضلاً عن ذلك، أثبتت جبهة النصرة وجماعات مماثلة لها مدى تركيزها في الوقت الراهن على شن الحرب ضد نظام الأسد فقط، وقد تجلى ذلك في الآونة الأخيرة، بالنظر إلى أن تفاني جبهة النصرة والعناصر التابعة لها أيديولوجيًا سمح لهم بلعب دور غير متكافئ في الصراع السوري، كما يتضح من خلال قدرتها على القيادة لتشكيلات المعارضة الأكبر.