الزخم السياسى بأفكاره المختلفة ما بين مؤيدة ومعارضة اخترق كل شىء حتى وصل إلى دفاتر المدارس، فأصبحت «الكراسات» وثيقة جديدة تدون عليها الشعارات والهتافات الثورية، فظهرت فى«الفجالة» أشكال مختلفة للكراسات والأدوات المدرسية، عبرت بشكل أو بآخر عن الأحداث السياسية، تمثلت فى كراسات حملت شعار «رابعة»، وأخرى كتبت عليها الشعارات والهتافات السياسية.
كريم ناصر، صاحب إحدى المكتبات، قال عن ظاهرة شعارات «الكراسات»: «الأحداث السياسية انعكست على كل حاجة فى البلد، حتى كشاكيل المدارس، وأصحاب مصانع الورق استخدموا الشعارات والهتافات لأنها مواكبة للأوضاع بعد الثورة، خاصة أن الأطفال أصبحوا يتابعون السياسة، بالإضافة إلى أن كل صاحب مصنع يضع توجهه وميله السياسى، يعنى مثلا تلاقى واحد يكتب (الشرطة والجيش إيد واحدة)، فهو بالشعار ده شايف إنه بيشجعهم».
بينما رأى محمد غريب، صاحب مصنع للمنتجات الورقية، أن الأمر يجب ألا يتعلق بالسياسة ولا الأحداث، وقد تؤدى الشعارات إلى عزوف الزبائن عن الشراء: «فى ناس أما بتلاقى الكراسات مكتوب عليها، مبترضاش تشترى، خاصة لو الشعارات المكتوبة ضد أفكارهم، ودا ممكن يتسببلى فى خساير، ومينفعش أضع انتمائى على المنتج، بالإضافة إلى أن مباحث التموين منعت وضع أى صور لـ(رابعة)، وكانت بتقبض على البائعين اللى بيبعوها».
«الكراسات» التى تحمل شعارات سواء مؤيدة أو معارضة قد تؤدى إلى عزوف الزبائن عن شرائها، بسبب ما تحمله من توجه سياسى، فأوضح مدحت محمد أحد أولياء الأمور: «ابنى لسه صغير، ومش عاوز إنه يُحمل بأى أفكار موجهة حسب أى فكر سواء مؤيد أو معارض، هو دوره إنه يدرس ويتعلم، واما يكبر هو حر فى أى اعتقاد يشوفه مناسب لأفكاره، ومش هشترى أى كراسة مكتوب عليها أى توجه سياسى».