قدمت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، من خلال كتلتها البرلمانية، الأربعاء، طلبًا للجنة الانتخابات البرلمانية المركزية، لشطب قائمة «عوتسما ليسرائيل» (القوة لإسرائيل) «المرتبطة ارتباطًا وثيقًا» بحركة «كاخ» الإرهابية الإسرائيلية، التي حظر القانون الإسرائيلي نشاطها قبل 18 عامًا، وقالت الجبهة في بيان لها إنها بهذا تضع إسرائيل الرسمية أمام مصداقية القانون.
ووقع الطلب نواب الجبهة في الكنيست، محمد بركة، حنا سويد، دوف حنين وعفو إغبارية، وتضمن الطلب دلائل موثقة على تصريحات من يقود هذه القائمة، وجاء في طلب الشطب أن «القائمة المذكورة تعمل ليل نهار، للتحريض على الجماهير العربية في إسرائيل، في محاولة جني المكاسب السياسية، وفي هذه الأيام بالذات، فإنها تكثف بث رسائل الكراهية والاستعلاء ضد المجتمع العربي، بما يتضمن هذا من عنصرية فظة».
وأكدت الجبهة، وهي أحد التيارات السياسية المعبرة عن فلسطينيي 48، في بيانها، الذي حصلت «المصري اليوم» على نسخة منه، مناصرتها الأسس الديمقراطية وحرية التعبير، إلا أنها أضافت: «إلا أن هذه الحرية عليها ألا تشمل حرية التحريض على العنصرية والكراهية، كما يظهر بشكل واضح من نشاط القائمين على هذه القائمة، خاصة أن قادة هذه القائمة لا ينفون إطلاقًا أنهم يرفون الراية الأيديولوجية لمائير كاهانا».
وخاض «كاهانا» الانتخابات الإسرائيلية في عام 1981، وفاز بمقعد، إلا أن المحكمة العليا صادقت في عام 1984 على منعه ومنع حركته من خوض انتخابات تلك السنة، ثم حظر الكنيست الإسرائيلي نشاط حركة «كاخ» الإرهابية في أعقاب مجزرة الخليل عام 1994، التي قام بها إرهابي ينتمي للحركة يدعى باروخ جولدشتاين.
وتضمن طلب الشطب الذي قدمته الجبهة تصريحات ومنشورات للحركة، من بينها منشور موجه للشباب، وجاء فيه أنهم يعملون من أجل «دولة يهودية نظيفة من العرب»، كما يتم وصف العرب على أنهم «وحشيون»، وفي أحد المنشورات من سنوات سابقة ظهرت دعوة إلى «تفجير أم الفحم» وغيرها.
وذكرت الجبهة في بيانها أن حركة «كاخ»، وعلى الرغم من نشاط حظرها، فإنها تنشط بقوة، وتحيي سنويًا ذكرى زعيمها مائير كاهانا في قلب مدينة القدس المحتلة، وأضافت الجبهة أن «أقطاب هذه الحركة يعملون بحرية في الكنيست، إلا أن الأخطر من هذا هو أن النائبين المحسوبين على تلك الحركة بن آري وإلداد، باتوا نموذجًا للتقليد من قبل العديد من أعضاء الكنيست من الائتلاف والمعارضة».
كان نائب رئيس لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية، يهودا أفيدان، المنتمي لحزب «شاس»، الذي يمثل المتدينين الشرقيين، قد دعا، مطلع الأسبوع الجاري، الأحزاب الصهيونية للعمل على شطب لائحة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، بوصفها «الأخطر سياسيًا على إسرائيل، خاصة أنها تنشط بشكل مباشر بسياستها بين العرب واليهود».
وجاءت تصريحات أفيدان التحريضية، خلال مناقشة أولية في لجنة الانتخابات المركزية، لطلبات الشطب ضد نواب عرب وقوائم عربية، وقال أفيدان، إن «الحزب الأخطر سياسيًا على إسرائيل هو الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، التي تنشط بشكل مثابر ضد السياسة الإسرائيلية الرسمية، ليس فقط بين العرب، وإنما أيضًا بين اليهود، ولهذا فإنني أدعو الأحزاب المشاركة في الانتخابات لتقديم طلبات لمنع الجبهة من خوض الانتخابات البرلمانية».
وقال مصدر مسؤول في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في تصريح لـ«المصري اليوم»: «لقد عرفنا المحرضين على كل ألوانهم وأشكالهم، منذ ديفيد بن جوريون، وحتى أفيدان وبعده، ونحن نتعهد لجماهيرنا الواسعة من العرب واليهود الديمقراطيين الحقيقيين أن نبقى مصدر قلق للمؤسسة الحاكمة بكل أذرعها».