كشفت إسرائيل عن جزء جديد من الوثائق السرية الخاصة بحرب أكتوبر 1973، الخميس، كان أبرز ما فيها اعتراف رئيسة الوزراء الإسرائيلية، جولدا مائير، أمام لجنة أجرانات، التى كانت تبحث فى أسباب هزيمة إسرائيل أمام الجيش المصرى، بأنها كانت تشك فى أشرف مروان، وتعتقد أنه كان يضلل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، منع الكشف عن مجموعة من الوثائق السرية بعينها، بدعوى أنها تحتوى على أسرار خطيرة لا يجوز الكشف عنها، رغم مرور المدة القانونية التى تلزم الحكومة الإسرائيلية بالكشف عن تلك الوثائق.
ولفتت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، التى تناولت محتوى الوثائق التى تم الكشف عنها أمس، إلى أن جولدا مائير قالت علنا فى مؤتمر انتخابى يوم الخميس 4 أكتوبر 1973، «إن الحرب يمكن أن تندلع فى أى لحظة، ولا أستطيع أن أضمن أن الحرب لن تندلع الليلة، فالأمر ليس رهنا بنا، وإنما يتوقف على السادات، فبوسعه إصدار أمر ببدء إطلاق النيران».
وعلى الرغم من ذلك، قالت إنها لم تتوقع اندلاع الحرب رغم كثرة المؤشرات الدالة على ذلك، لأنها كانت مؤمنة بأن تصرفات مصر وسوريا ترجع إلى تزايد مخاوفهما من إسرائيل.
ورغم وصول معلومات لإسرائيل عن إعلان الجيشين المصرى والسورى حالة الاستعداد القصوى على الجبهتين، فإن قادة الجيش الإسرائيلى فسروا ذلك بأنه مجرد استعدادات نابعة من الخوف من هجوم إسرائيلى على القوات المصرية والسورية.
وكشفت التحقيقات عن أن رئيس الموساد، تسفاى زامير، تلقى تأكيدات من أشرف مروان بموعد اندلاع الحرب، ولم يخبر جولدا مائير بذلك، وسافر إلى العاصمة البريطانية لندن يوم الجمعة 5 أكتوبر لمقابلة مروان هناك، دون أن يخبر مائير أيضا، وقالت إن وزير الدفاع الإسرائيلى ورئيس الأركان ورئيس الاستخبارات العسكرية ورئيس الموساد أتوا للاجتماع بها فى مكتبها، وأخبروها بأن التقديرات كما هى، وهى عدم وجود حرب، باستثناء إشارة واحدة لم ينجحوا فى تفسيرها وهى رحيل العائلات الروسية من مصر. وقالت «جولدا» إن رئيس الموساد تسفاى زامير تلقى اتصالا بعد ذلك وغادر المكتب وانصرف، وإنهم علموا أنه توجه لمقابلة مصدر استخباراتى بعد أن وردت إليه إشارة سرية من المصدر - وهو «أشرف مروان» - بقرب اندلاع الحرب، لكن «زامير» لم يتصل بجولدا ولم يخبرها بشىء.
ودافعت «مائير» عن «زامير»، وقالت إنها غضبت قليلا آنذاك من تصرفه، لكنها اعتقدت أنه تكاسل فقط عن الاتصال بها هاتفيا لإبلاغها بالأمر. وكشفت الوثائق عن وجود شكوك لدى جولدا بشأن أشرف مروان، وكانت تعتقد دوما أنه يقوم بتضليل إسرائيل وأجهزتها الاستخباراتية. وقالت إن كثيرا مما قاله مروان لم يحدث فى توقيتات كان قد حددها.
وقالت «مائير» إنها امتنعت عن إعلان التعبئة العامة واستدعاء احتياط الجيش الإسرائيلى لثلاثة أسباب: الأول هو السبب النفسى لمنع تدهور الوضع والتصعيد، والثانى هو الخوف من إغضاب الولايات المتحدة، والثالث هو التكلفة الاقتصادية الباهظة لهذا الإجراء. ونفت وجود علاقة بين عدم اتخاذها هذا القرار وحرصها على الانتخابات التى كانت ستجرى فى إسرائيل خلال أيام.