قالت جماعة الإخوان المسلمين، إن «ما تقدمه الأمهات والبنات من صمود وصبر وتضحيات في هذه الثورة الكريمة لا يقف عند حدود وضعهن على لائحة الشرف والعز، بل إنه يضع الانقلابيين ومن يساندهم في خانة الخزي والعار».
ووجهّت الجماعة «التحية والتقدير للمرأة المصرية كهالة محمد أبو شعيشع وحبيبة أحمد عبد العزيز وأسماء محمد البلتاجي، وكثيرات غيرهن، وألوف من الحرائر غيرهن شابات وأمهات وجدات، ستظل أسماؤهن محفورة في ذاكرة الثورة المصرية العظيمة، كن حاضرات في الميدان، غير هيابات للموت ولا متخوفات من التهديد ولا آبهات بالأذى المتوقع وقمن بأدوار كبيرة بجوار الرجال والشباب، ورفعن أصواتهن المدوية مطالبة بالشرعية ورافضة للانقلاب العسكري الفاسد».
وأضافت الجماعة، في بيان لها، مساء الأربعاء، «منهن من قضت نحبها وارتقت شهيدة في روضات الجنات، ومنهن من اعتقلت أو اختطفت، ومنهن من سحلت وتعرضت لسوء المعاملة في المعتقلات والمعسكرات وأقسام الشرطة، ومنهن من اتهمت بحيازة الـ«آر بي جيه»، ومنهن من تنتظر، وما بدلن تبديلا، وهن بذلك يعدن إلى الواقع نماذج سمية ونسيبة وأسماء وأم سلمة وخولة والخنساء وأم نضال، وغيرهن ممن حفل بهن وبجهادهن تاريخ الإسلام العظيم الذي يجعلهن والرجال على قدم المساواة في حمل الرسالة».
وأشار إلى أنه «تعرضت الثائرات المجاهدات لكل ذلك دون أن تحرك المنظمات الحقوقية النسوية أو منظمات حقوق الإنسان ساكنًا، أو ترفع بالإنكار صوتًا أو تعلن تنديدًا أو حتى تدعو لفتح تحقيق فيما جرى من مخازٍ وانتهاكات ضد الحرائر المشاركات في ثورة سلمية واعتصام سلمي شهد بسلميته الأولون والآخرون من الداخل والخارج، بل خرجت بعض المنظمات المذكورة تتهم المعتصمين السلميين بالتجارة بالنساء وباستخدامهن مع الأطفال دروعًا بشرية في مواجهة القوات التي استعدت لفض الاعتصام، بل ربما زادت تلك المنظمات تهمًا أخرى فاسدة للحرائر الثائرات يعف القلم الحر عن كتابتها أو ترديدها، وكل ذلك لأن هؤلاء الحرائر من بنات التيار الإسلامي، ولأنهن يؤمنّ بالمشروع الإسلامي لتحرير الإنسان والأوطان».
وتابع اليبان: «لكن مع كل هذا الجحود من تلك المنظمات، فقد استمر جهاد الأخوات الكريمات نموذجًا رائعًا غير مسبوق، من أول أيام الاعتصام ولا يزال مستمرًا، بل يتزايد يومًا بعد يوم، يتقاسمن التضحيات والشهادة في سبيل الله مع أبنائهن وأزواجهن وآبائهن، بل يدفعن ذويهن ويتسابقن معهم في تقديم الغالي والنفيس من أجل الدين العزيز والوطن الحر الكريم، ويقابلن رصاص الغدر بإعلان سلمية الثورة والثوار، وهن على يقين أن سلمية الثوار أقوى من رصاص الانقلابيين الغادرين».
وقال إنه «مع استمرار حملات الاعتقال والمطاردات، تحملت الأخوات بمنتهى الرضا والثبات وبالعزائم الصامدة القوية مسؤولية أكبر في استمرار وهج الثورة، فلا يمر يوم إلا وهن يخرجن في مقدمة الصفوف في كل الشوارع والميادين في المدن والقرى، متحديات كل أسباب الخوف والتهديد، مصرات على تقديم المزيد من أجل مستقبل كريم لهذا الوطن ولأبنائه ومستقبله».
وأكد أن «ما تقدمه الأمهات والبنات من صمود وصبر وتضحيات في هذه الثورة الكريمة لا يقف عند حدود وضعهن على لائحة الشرف والعز، بل إنه يضع الانقلابيين ومن يساندهم في خانة الخزي والعار، بما يمارسونه من ممارسات فاقدة للمروءة والأخلاق والقيم النبيلة تجاه هؤلاء الحرائر وتجاه أوطانهم، كما أنه يدفع كل متردد متخاذل خواف من المواطنين إلى إعادة النظر في موقفه، والتفكير الجدي والعاجل في الانضمام لهذه الثورة المباركة التي لا ريب أنها ستنتصر قريبًا بإذن الله».