أعطى جمال عبدالناصر الأرض للفلاحين فى ربوع مصر، فى مشروع الإصلاح الزراعى الذى نجح فى جميع دول العالم، التى طبق فيها، عدا مصر، والذى انتهى كعبء على الدولة وعلى الفلاح المصرى، الذى يضطر إلى دفع الرشاوى، للحصول على أسمدة وأدوية بيطرية وعلف للحيوانات التى يربيها وهى من حقه مجانا أو بمقابل رمزى، ويعيش فى ظروف غير آدمية، بعد أن نجح بالكاد فى تعليم أولاده.. أهالى ريف المنتزه، وقعت أرضهم فى حيز كردون المبانى، فارتفعت قيمة الفدان إلى 40 مليون جنيه، فتحولت إلى منطقة صراع، وتعرضوا للترويع والتهديد المنظم عبر سنوات، رغم أنهم يملكون ما يثبت أحقيتهم فى الأرض.
أحمد الشافعى:عبد الناصر ملَّكنا الأرض.. وربما يأتى من يطردنى منها
تملك أحمد محمود الشافعى، أرضا فى عهد جمال عبد الناصر، كان يعمل عليها أجيرا، ومن قبلها عائلته، 78 عاما عاشها الشافعى على أرض تحكى تقلبات السياسة ونظم الحكم، فى مصر، وتقلب مصائره معه. فقبل ثورة يوليو 1952، «كان يعمل مع أهله كأجير لدى الخاصة الملكية، فى الأرض التى كانت تعرف حينها بالقومبانية الإنجليزية»، والتى كانت موقوفة لصالح ورثة الخديو إسماعيل، ثم أوقفت لصالح أعمال البر العام.المزيد
الإصلاح الزراعى.. اغتيال تجربة عظيمة فى نصف قرن
«فدادين خمسة. خمس فدادين».. كانت هى الأغنية الأشهر فى تاريخ ثورة يوليو، عقب قرار الرئيس جمال عبدالناصر توزيع أراضى الأثرياء على الفقراء، فيما عرفت بأراضى الإصلاح الزراعى، وهى تلك الأراضى التى تملكتها الدولة، منهم، بعد إصدار قانون الإصلاح الزراعى، «178 لسنة 52». القانون كان قد حدد ملكية الأفراد، بـ100 فدان فقط وقد بلغت مساحة أراضى الإصلاح الزراعى، 941 ألف فدان زراعية، و350 ألف فدان فى المناطق الصحراوية، لا يستزرع منها سوى 710 آلاف فدان، بعد أن تم استقطاع باقى الأراضى لصالح بناء المستشفيات والمدارس والمبانى الخدمية.المزيد
عندما قتلوا «شندى» وكتبوا على جلبابه: «هذا جزاء زعيم الفلاحين».. والدور عليكم
لا يروى فلاحو أرض ريف المنتزه قصة الصراع الدائرة على الأرض بينهم وبين هيئة الأوقاف وأرض الإصلاح الزراعى وبين جمعيات تابعة لهيئات سيادية كما يسمونها (أمن الدولة والقضاة وخبراء وزارة العدل وشرطة الإسكندرية وضباط كفر الشيخ وآخرون) دون أن يفتتحوها بقصة حسن شندى، الذى وجدت جثته فى صباح 23 سبتمبر ملقاة فى أحد حقول عزبة الهلالية، مقيدة الأطراف، ومكتوباً على جلبابه «هذا جزاء زعيم الفلاحين، والدور عليك يا سلامة رميا بالرصاص». سلامة المقصود هنا هو سلامة كريم، صديق حسن شندى، ورفيقه فى تحويل مسار القضية، بالحصول على أوراق، حولت الفلاحين من طرف هامشى وضعيف فى طريقة بيع هيئة الأوقاف للأراضى التى يعيشون عليها إلى طرف قوى له حيثيته فى النزاع القضائى الدائر، وأعطى أملا قويا للفلاحين فى البقاء فى الأرض التى يفلحها جدودهم منذ عام 1880م.المزيد