قبل ساعات من بدء الاستفتاء المقرر للمصريين في الخارج على مسودة الدستور، بدت الحالة المعنوية «مرتفعة» لعدد كبير من المصريين الذين يعتزمون المشاركة في التصويت، لاسيما بين أنصار التيار الإسلامي المؤيدين لـ«نعم»، وسط توقعات بإقبال ضعيف في اليوم الأول، بسبب عدم إتاحة بطاقات التصويت على موقع اللجنة حتى الآن.
في المقابل، تشبثت الجبهة الأخرى إما برفض مشروع الدستور أو بموقفها المتمسك بمقاطعة الاستفتاء بشكل عام، وكان الرئيس محمد مرسي قد حسم انتخابات الرئاسة في البحرين باكتساح، وحصل على نحو 2779 صوتاً، مقابل حصول منافسه أحمد شفيق على 758 صوتا، وبلغت نسبة الحضور أكثر من 71% من إجمالي المسجلين.
وصرح القنصل المصري في البحرين أمين حسان بأن السفارة على أتم الاستعداد لاستقبال أبناء الجالية للتصويت، الأربعاء، وأنها ستفتح أبوابها على مدار 8 ساعات متواصلة.
وردا على سؤال لـ«المصري اليوم» حول وجود أي جهات حقوقية أو أفراد يعتزمون متابعة سير عملية الاستفتاء، قال القنصل إن السفارة وجهت الدعوة إلى أفراد الجالية ممن يرغبون في متابعة الاستفتاء، وسيتم الاختيار من بينهم ودعوتهم للمتابعة دون أن يبين على أي أسس سيتم الاختيار بين الراغبين.
من جانبه، قال أحمد موسى، أحد وكلاء حزب «الحرية والعدالة» في الانتخابات الرئاسية الأخيرة إنه لا يعلم بشأن هذه الدعوة للمراقبين، غير أنه سيقوم بالتسجيل في السفارة للحضور، وأكد أن «الحالة المعنوية تحسنت خلال اليومين الأخيرين بعد إلغاء الإعلان الدستوري للرئيس وقبول جهات عديدة من القضاء الإشراف»، وأشار إلى أن المؤيدين للدستور ستكون لهم الغلبة في البحرين، على حد قوله.
وفي الكويت، أكد السفير عبدالكريم سليمان في تصريحات لـ«المصري اليوم» اتخاذ السفارة كل الاستعدادات لاستقبال المواطنين المصريين المسجلين للمشاركة في الاستفتاء، إذ تم تركيب 11 جهاز «باركود» لمطابقة بيانات المسجلين.
ووفقا للجنة العليا للانتخابات، يحق لـ١١٩ ألفا و٢٣٤ ناخبا وناخبة من المصريين في الكويت المسجلين في آخر انتخابات رئاسية الإدلاء بأصواتهم والمشاركة في الاستفتاء على مواد الدستور الجديد.
السفارات تدعو أفراد الجالية لمراقبة الاستفتاء وتطلب من الخارجية تعزيزات لبعثاتها الدبلوماسية
وأشار السفير إلى أنه تم تعزيز البعثة الدبلوماسية بـ٢٥ موظفا من وزارة الخارجية لمساعدة أعضاء البعثة في إنجاز المهمة، موضحا أنه قد تم إعداد اللجنة الانتخابية بوضع الصناديق الزجاجية الشفافة وكل التجهيزات اللوجيستية الأخرى.
ولفت سليمان إلى ان الحضور سيكون بنفس الطريقة السابقة من جواز السفر المميكن أو بطاقة الرقم القومي أو صورة أي منهما، وما يثبت إقامة المواطن المصري في دولة الكويت، إضافة إلى استمارة الاقتراع من الموقع الإلكتروني للجنة الانتخابات.
وعن مراقبة سير الاستفتاء، أكد سليمان أنه تمت دعوة بعض الشخصيات المصرية في الكويت لمتابعة عملية الاقتراع من التيارات المختلفة، وتابع «ليس لدينا شيء نخفيه وسنقوم بعملنا بكل حيادية ونزاهة لإنجاز المهمة علي الوجه الأكمل».
يأتي ذلك فيما قال وزير الخارجية الإيطالي، جوليو تيرسي، إن على القيادة المصرية «احترام إرادة الشعب»، وإنه «بالرغم من أن الوضع معقد والمرحلة الانتقالية صعبة، إلا أننا نأمل أن يتم تبني دستور يلبي تطلعات المصريين كافة».
ودعا الوزير في تصريحات من بروكسل، أثناء مشاركته في اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في العاصمة البلجيكية، قادة مصر إلى الاعتدال والالتزام بمبدأ التعددية، وأوضح لدى وصوله مقر الاجتماعات أن نظراءه الأوروبيين في الاتحاد حثوا جميع الأطراف في القوى السياسية المصرية على الحوار من أجل التوصل إلى تفاهمات تساهم في دفع المرحلة الانتقالية.
من جانبها، دعت كاثرين أشتون، منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إلى ضرورة استمرار الحوار في مصر، بمشاركة كل القوى السياسية لإيجاد حلول توافقية، وقالت على هامش اجتماعات وزراء الخارجية إن الاتحاد الأوروبي يريد مساعدة الشعب المصري «بأي طريقة نستطيع القيام بها، خاصة في هذه المرحلة وهي مرحلة التحول الديمقراطي»، وأشارت إلى وجود قلق أوروبي إزاء ما يجري في مصر، وأنها أجرت اتصالا بوزير الخارجية كامل عمرو حول ما يجري.
وفي اليونان، التي يبلغ عدد المسجلين فيها ويحق لهم التصويت 2033 شخصا، ما زال الانقسام هو سيد الموقف بين موافق ومقاطع ورافض، ورغم خسارة الرئيس مرسي أمام منافسه «شفيق» في الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة قبل أشهر، تعد اليونان من الدول التي يقيم بها عدد كبير من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، إذ توجد 5 زوايا للصلاة، تابعة للجماعة، إلى جوار المركز الثقافي الإسلامي.
لذلك وخلافا لدول أوروبية أخرى، غابت على مدار الأيام الماضية الفعاليات المناهضة للاستفتاء على مشروع الدستور المزمع الأربعاء. في المقابل، قال أشرف عبدالعظيم (مهندس) من أبناء الجالية «أرى أن الدستور به مآخذ كثيرة تجعلنا نقاومه ونقاطعه بكل قوة.. به ثغرات تجعلنا نضحي بأرواحنا في سبيل عدم تمريره لأنه يعتبر كارثة حقيقية»، ورأى فايز سيد (ترزي) أن الاستفتاء يجب أن يجرى في جو من التفاهم والرضا والنقاش الهادئ، وأضاف «لسنا في وضع سباق مع الزمن وشهران آخران لا يمثلان شيئا في عمر حضارة مصر الممتدة منذ آلاف السنين، كلنا بلا شك نريد دستورا توافقيا نفرح به ونعتز به جميعا.. هذا ما نريده لأبنائنا في المستقبل، لذا يجب إعطاء الفرصة لهذا الدستور كي يولد بعيدا عن الصراخ والتشرذم والصدام. أعتقد أن هذا سيكون أفضل لوطننا».