أصدر معهد مكافحة الإرهاب التابع لمركز هرتزيليا الإسرائيلي، تقريرًا حول «التهديدات التي قد تنتج عن تسرب السلاح الكيماوي السوري إلى المنظمات الإرهابية المحلية والإقليمية»، بحسب وصف التقرير، الذي تضمن معلومات حول وضع الأسلحة الكيماوية في سوريا، وأماكن إنتاجها وتخزينها.
وبحسب التقرير فإن «سوريا تمتلك أحد أكبر مخازن السلاح الكيماوي في العالم، الذي يتضمن غاز الخردل، السارين، وغاز الأعصاب القاتل VX»، ويقول التقرير: «منذ ثمانينيات القرن العشرين، خزنت سوريا حوالي ألف طن من الأسلحة الكيماوية، في حوالي 50 مكانًا مختلفًا. وتمتلك سوريا العديد من منصات استخدام السلاح الكيماوي الواقع تحت يدها، بما في ذلك القنابل الجوية، وقذائف المدفعية، وأيضًا الصواريخ الباليستية».
وبحسب التقرير فإن مراكز إنتاج السارين و VX متركزة في خمسة أماكن هي السفيرة، حماة، حمص، اللاذقية، وتدمر. وتقع مراكز التخزين في خان أبو شماط، دومير، الفوركلوس، ومركز البحوث العلمية في دمشق.
وأشار التقرير إلى أن مركز البحوث العلمية في دمشق هو المركز الأول الذي يعمل في البحث والتطوير وإنتاج وتخزين الأسلحة الكيماوية في سوريا، وأضاف أن المركز يعمل بالتعاون مع الجيش السوري، ويُقدم تقاريره للرئيس بشار الأسد مباشرة. كما يُشرف المركز على العمل في عدد من المواقع الأخرى، التي تنتج أسلحة كيماوية.
وقال التقرير إن موقع السفيرة، (20 كيلومترًا جنوب حلب)، ويعد أحد المواقع الرئيسية في إنتاج السلاح الكيماوي السوري، وتخزينه، وتجميع المواد الكيماوية في الأسلحة، إلى جانب غاز السارين. وأضاف التقرير أن موقع جمرايا، شمال غرب دمشق، أقيم في ثمانينيات القرن العشرين بمساعدة الاتحاد السوفيتي، وهو منشأة البحث والتطوير الأكثر سرية في سوريا.
أما مواقع تخزين الأسلحة الكيماوية فتتضمن مخزن خان أبو شماط، 20 كيلومترًا شرق دومير، ومخزن فوركلوس، 40 كيلومترًا جنوب شرق حمص، وأيضًا مصياف، ودومير، 40 كيلومترًا شمال شرق دمشق.
وأشار التقرير إلى أن «مخازن السلاح الكيماوي السوري تتركز في المدن الكبرى، وتُسيطر عليها القوات الحكومية السورية أو الميلشيات التابعة لها. ولكن في المناطق القريبة من المدن الكبرى، التي يتغير فيها الوضع العسكري كل فترة، فمن غير الواضح من الذي يُحكم سيطرته عليها».
وحذر التقرير من نقل الأسلحة الكيماوية السورية لحزب الله اللبناني: «في الماضي، زود السوريون حزب الله بصواريخ بعيدة المدى وأسلحة ثقيلة أخرى. ولكن، احتمالات نقل أسلحة كيماوية للمنظمة الإرهابية اللبنانية حقيقية وتُقلق الدول الجارة، وخاصة إسرائيل. والتقدير هو أن حزب الله سيكون قادرًا على استخدام السلاح الكيماوي تحت توجيه الإيرانيين أو السوريين».
وتابع التقرير: «أيضًا، في ظروف معينة، يمكن لنظام الأسد أن يقرر تزيد المنظمات الفلسطينية المرتبطة به بسلاح كيماوي، وخاصة الجهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، بقيادة أحمد جبريل، وهي واحدة من المنظمات الإرهابية الفلسطينية الأكثر خطورة»، بحسب وصف التقرير.