أعلنت بيونج يانج، الأحد، احتمال تأجيل عملية إطلاق صاروخ مثيرة للجدل، مقررة خلال الشهر الجاري، بسبب «مشاكل تقنية»، فيما استبعد محللون أن يكون هذا التأجيل بسبب الضغوط الدولية على كوريا الشمالية.
جاء ذلك في بيان عن لجنة تكنولوجيا الفضاء، نشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، التي قالت «إننا الآن في المرحلة النهائية لاستعدادات الإطلاق»، مضيفة «لكن بعض المشاكل ظهرت خلال الاستعدادات الأمر الذي أجبر علماءنا ومهندسينا على التفكير بجدية في إمكانية تعديل موعد الإطلاق»، من دون أي توضيحات أخرى.
وأفادت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية، عصر الأحد، أنه تم تعليق الاستعدادات لإطلاق الصاروخ في مركز سوهاي الفضائي، شمال غرب، من حيث كان الصاروخ سسينطلق.
وقد حذر المعهد الأمريكي الكوري، في جامعة جون هوبكينز، الجمعة، من أن تساقط الثلوج بكثافة قد يؤخر استعدادات إطلاق الصاروخ، وهو مشروع يدينه قسم كبير من المجتمع الدولي، ويثير توترات جديدة في شبه الجزيرة الكورية وآسيا.
وقد صدرت بحق النظام الشيوعي الكوري الشمالي عدة عقوبات دولية، بعد قيامه بتجربتين نوويتين في 2006 و2009، في غمرة إطلاق صواريخ.
وأعلن الشمال أنه انتهى من إعداد طوابق الصاروخ الثلاثة، وهو من طراز «أونها-3» على منصة الإطلاق، لكن يبدو أن الاستعدادات «أبطأ مما كان متوقعا» بسبب تساقط الثلوج، كما أعلن المعهد الجمعة استنادا إلى صور التقطتها الأقمار الصناعية.
وقال جانج يونج سيوك، المحلل في معهد الدراسات، من أجل السلام والتوحيد في جامعة سيول الوطنية، إن «إعلان اليوم الأحد يأتي من السلطات العلمية، مما يعني أن أسباب التأخير الأكثر ترجيحا هي مشاكل تقنية أو مرتبطة بالأحوال الجوية».
واعتبر يانج موو جين، من جامعة الدراسات الكورية الشمالية، أن بيونج يانج «أرادت الإسراع» لكي يتزامن إطلاق الصاروخ مع الذكرى الأولى لوفاة الزعيم كيم جونج إيل في 17 ديسمبر، الذي خلفه ابنه.
وأضاف يانج مووجين أن «ذلك يدل إلى أي درجة يريد الشمال أن يثبت لشعبه قدراته العلمية في هذه الذكرى المهمة جدا، وكسب الدعم للزعيم الجديد كيم جونج أون».
وكيم جونج أون، الذي لم يعلن عن عمره رسيما لكن الصحافة الكورية الجنوبية تقول انه في الثلاثين، قد خلف والده وأصبح من الجيل الثالث في عائلة كيم الذي يتولى مقاليد الحكم في البلاد، منذ قيامها في 1948.
وبعيد توليه السلطة، أعلن الزعيم الشاب إطلاق صاروخ «أونها-3» في أبريل لوضع قمر صناعي في المدار لأغراض سلمية.
لكن الأمم المتحدة والولايات المتحدة وحلفاءها رأوا في العملية تجربة صاروخ طويل المدى معدل لصاروخ «تايبودونج-2»، الذي يبلغ مداه 6700 كلم، وإنه بالتالي، حسب الخبراء الغربيين، مرحلة جديدة من إعداد صاروخ بالستي قادر على حمل رأس نووي. لكن التجربة باءت بالفشل.
وفي حال أطلق الصاروخ، فقد أمرت اليابان قواتها المسلحة بتدميره إذا شكل خطرا على الأراضي اليابانية. ونشرت الحكومة بطاريات صواريخ أرض-جو «باتريوت باك 3» في طوكيو وجزيرة اوكيناوا جنوب اليابان، وأرسلت ثلاث مدمرات مجهزة بصواريخ رصد من طراز «إس.أم-3».
وأرسلت الولايات المتحدة سفنا حربية مجهزة بمضادة للصواريخ البالستية لمراقبة عملية الإطلاق «عن كثب»، كما قال قائد القوات الأمريكية في آسيا والمحيط الهادئ، الأدميرال صامويل لوكلير.
وأكدت بيونج يانج أن صاروخها «لن يطال البلدان المجاورة». ويفترض أن يعبر الصاروخ أجواء البحر الأصفر، وبحر الصين الشرقي، مرورا فوق جزر أقصى جنوب اليابان.
وأفادت صحيفة «أساهي» اليابانية، أن طوكيو وواشنطن وسيول اتفقت على المطالبة بتشديد العقوبات في الأمم المتحدة بحق كوريا الشمالية إذا أطلقت الصاروخ.