x

فنادق سوريا.. الزبائن نازحون سوريون بعد هروب السياح

الأربعاء 04-09-2013 20:19 | كتب: أ.ف.ب |
تصوير : أ.ف.ب

باتت فنادق حى «المرجة» الشعبى فى دمشق وجهة لـ«سياح» غير مألوفين، هم سوريون نزحوا إلى العاصمة هرباً من العنف فى مناطقهم، وباتوا يشغلون غرفاً لا تتجاوز مساحتها 15 متراً مربعاً، يضطرون فيها لإعداد الطعام فى الحمامات.

ومنذ بدء النزاع فى سوريا، قبل نحو عامين ونصف العام، وصل عدد النازحين داخل البلاد إلى 4.25 مليون شخص، يضاف إليهم أكثر من مليونى لاجئ فى دول الجوار- حسب أرقام جديدة أعلنتها المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، أمس الأول، واصفة الأمر بأنه «كارثة إنسانية مشينة (...) لم يشهدها التاريخ الحديث».

وفى أحد الفنادق المتواضعة فى المرجة، تستعيد «هناء»، الأرملة البالغة من العمر 30 عاماً، ذكريات منزلها القديم فى حى بستان الديوان، أحد الأحياء القديمة وسط حمص، بقولها: «كان فى المنزل فناء جميل ونوافذ عدة مطلة على الشارع، لكن قيل لى إنه دُمر بالكامل»، قبل أن تصمت برهة محاولة حبس دموعها.

وخلال عامين، تنقلت هذه الأم لـ3 أبناء بين 3 فنادق، لينتهى المطاف بالعائلة الصغيرة فى غرفة ضيقة تلتصق فيها 4 أسرة جنباًَ إلى جنب. وتقول هناء: «نمضى الوقت فى مشاهدة التليفزيون أو إعداد الطعام»، قبل أن تشير إلى «المطبخ»، وهو كناية عن موقد صغير موضوع داخل الحمام.

وفى غرف أخرى من الفندق، بات ورق الجدران باهتاً بفعل الرطوبة، ومصابيح «النيون» شبه المعطلة تبعث نوراً متقطعاً، وترشح المياه من أجهزة التكييف. وبحسب الموظفين فى الفندق، يشغل نازحون من حمص وريف دمشق قرابة نصف غرفه الـ40، علماً بأن الفندق اعتاد قبل بدء الأزمة أن يمتلئ بالسياح الإيرانيين القادمين لزيارة مقام السيدة زينب جنوب شرق دمشق.

وحتى أشهر قليلة مضت، كانت هناء تستفيد من مساعدة تقدمها لها إحدى المحسنات، إلا أن هذه الأخيرة غادرت البلاد، وباتت هناء فى حالة من العوز الشديد، حتى إنها تقول: «أدين للفندق ببدل إقامة لـ3 أشهر».

ويسود لدى غالبية النازحين شعور مؤلم بفقدان مكانتهم الاجتماعية. ويقول أبوعامر، المقيم فى الفندق الدمشقى نفسه: «كنت أملك محلا لبيع الهواتف الخلوية، وحالياً، عندما نذهب لطلب المعونة من مؤسسة خيرية، نشعر بأننا متسولون».

وخفضت غالبية الفنادق التى هجرها السياح، باستثناء بعض التجار العرب، من تعريفاتها، علما بأن بعضها يؤكد استضافة النازحين مجاناً. إلا أنه، رغم إثبات هذه الفنادق كرمها فى استضافة أبناء بلدها، فإنها مازالت مضطرة لتغطية بعض المصاريف.

ويقول أبوعامر: «كنا ندفع 25 ألف ليرة سورية شهرياً (قرابة 125 دولاراً)، وحالياً يطالبنا الفندق بـ30 ألف ليرة، نظراً لارتفاع أسعار المازوت».

ورغم ذلك، مازالت غالبية النازحين فى العاصمة تفضل هذا النمط من الحياة على أن يختبروا مرارة اللجوء إلى دول أخرى. وتقول هناء: «على الأقل نحن فى بلدنا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية