x

«فيلومينا وروبين» تخطفان القلوب والعقول والجوائز في مهرجان فينيسيا السينمائي

الإثنين 02-09-2013 21:44 | كتب: سمير فريد |
تصوير : other

الواضح من النصف الأول من مهرجان فينسيا أن مدير المهرجان الخبير الإيطالى العالمى الكبير ألبرتو باربيرا اختار أفلاماً تجعل المسابقة من أقوى المسابقات التى ستذكر دائماً، وتليق حقاً بالدورة الـ70 لأعرق مهرجانات السينما الدولية فى العالم.

اختارت إدارة المهرجان كاتب هذه السطور ليشترك باسم «المصرى اليوم» فى الاستفتاء اليومى للصحافة الدولية، حيث يتم تقييم أفلام المسابقة بالنجوم من نجمة واحدة إلى خمس نجوم. ويشترك فى التقييم ميشيل سيمين عن «بوزيتيف»، وفرانك نوشى عن «لوموند»، وكونواى موريس عن «هيرالد تريبيون»، ودان فينارو ومارك آدمز ولى مارشال عن «سكرين إنترناشيونال»، وروبى كولين عن «ذى دايلى تليجراف»، وديرك مالكولم عن «إيفيننج ستاندرد»، وباربرا هوليندر عن «ريزبوليتكا»، وكاتى موير ووندى إيدى عن «ذى تايمز»، وتوبياس كنيربى وسوزان فاهابزادة عن «سوديتش زيتونج»، من فرنسا وبريطانيا وروسيا والسويد والولايات المتحدة الأمريكية.

الجميع يشتركون فى التقييم فى نفس اليوم من دون أن يعرف أحدهم آراء الآخرين، وحتى عدد أول سبتمبر جاء فى المركز الأول الفيلم البريطانى «فيلومينا» إخراج ستيفن فريرس، وفاز بـ5 نجوم من 3 نقاد منهم «المصرى اليوم»، و4 ونصف من اثنين، و4 من أربعة، ومنحه ناقد «لوموند» 3 ونصف، وكان الوحيد من بين النقاد العشرة.

لم يحصل أى فيلم آخر على 5 نجوم سوى الفيلم الأسترالى «مسارات» إخراج جون كوران، وكان هذا تقديرى له، بينما حصل على 4 نجوم من ناقدين، و3 ونصف من ناقدين، و3 من 3 نقاد، و2 من ناقد، ولم يشاهده من يمثل الصوت العاشر.

وكان تقديرى 4 نجوم للفيلم الإيطالى «شارع كاستيلانا بانديرا» إخراج إيما دانتى (انظر رسالة الأحد)، و4 نجوم للفيلم اليابانى «هبوب الرياح» إخراج هاياو ميازاكى، و3 نجوم للفيلم الألمانى «زوجة ضابط الشرطة» إخراج فيليب جروتينج. وأن يشهد النصف الأول من المسابقة (10 أفلام) تحفتين من بريطانيا وأستراليا وفيلمين كبيرين من إيطاليا واليابان، وتجربة فنية شائقة من ألمانيا، يعنى أننا أمام مسابقة دولية بكل معنى الكلمة، وعلى مستوى فنى رفيع.

تفصل نشرة المهرجان بين تقييم الصحافة الدولية وتقييم الصحافة الإيطالية (11 جريدة) فى بروازين مستقلين، وفى استفتاء الصحافة الإيطالية جاء «فيلومينا» فى المركز الأول أيضاً. كما أن هناك بروازاً ثالثاً لاستفتاء الجمهور (11 متفرجاً) وفيه ثالثاً جاء «فيلومينا» فى المركز الأول.

وإذا لم تكشف أفلام المسابقة فى النصف الثانى من المهرجان عن مفاجآت، فالأسد الذهبى لن يخرج من بين أيدى «فيلومينا» وكذلك جائزة أحسن ممثلة لجودى دينش عن دور فيلومينا، والمنافس الأول «مسارات»، وكذلك ممثلة الدور الأول فيه، وهى ميا واسيكوسكا عن دور روبين دافيدسون. إنهما امرأتان تخطفان القلوب والعقول والجوائز من جوائز فينسيا 2013 إلى جوائز أوسكار 2014.

الفيلمان عن واقعتين حقيقيتين، لكن المهم أسلوب التعبير، والأهم الرؤية الفكرية التى يعبر عنها الأسلوب. «فيلومينا» عن كتاب «طفل فيلومينا المفقود» للصحفى مارتين سكسميث الذى نشر عام 2009، و«مسارات» عن كتاب مذكرات روبين دافيدسون عن رحلتها عبر صحراء أستراليا عام 1977، والذى نشر عام 1980. ولكن كلا الفيلمين من السينما الخالصة.

لقد وجد فريرس وستيف كوجان الذى كتب السيناريو ومثل أعظم أدواره أمام جودى لينش معادلاً درامياً موضوعياً فذاً للتعبير عن أهم قضايا الوجود الإنسانى، والحيرة بين الشك والإيمان، وذلك من خلال بحث فيلومينا الأيرلندية الفقيرة عن ابنها الذى تبنته أسرة أمريكية ثرية، وبحث الابن عن أمه.

ويعتبر «مسارات» من أهم الأفلام التى عبرت عن ثقافة الصحراء فى تاريخ السينما مثل «لورانس العرب» إخراج دافيد لين، و«المريض الإنجليزى» إخراج أنتونى مينجيللا، وعن العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وعن قدرة الإنسان على تحدى الصعاب، ومواجهة مصيره كفرد، حيث تقوم روبين وهى فى الخامسة والعشرين من عمرها برحلة تقطع فيها 2700 كيلومتر، سيراً على الأقدام مع كلب وأربعة جمال حتى تصل إلى شاطئ المحيط. وكما يتحرك «فيلومينا» بين الحاضر والماضى، وبين أوروبا وأمريكا، يتحرك «مسارات» بين الحاضر والماضى، والحقيقة والسراب، وبين السكان الوافدين والسكان الأصليين فى أستراليا.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية