طالبت جماعة الإخوان المسلمين، ومجلس شورى العلماء السلفى، أئمة المساجد بتخصيص خطب الجمعة والدروس خلال الأيام المقبلة، فى التعريف بالدستور، والحشد للتصويت بـ«نعم» فى الاستفتاء.
تأتى هذه الدعوة رغم التعليمات التى أصدرتها وزارة الأوقاف، الاثنين الماضى، إلى جميع المديريات التابعة للوزارة فى جميع المحافظات بحظر استخدام المساجد للحديث عن الدستور سواء بالإيجاب أو السلب، فضلاً عن عدم الحديث فى السياسة بأى شكل من الأشكال سواء فى الخطب أو الدروس لتظل المساجد للدعوة فقط بعيداً عن الصراعات السياسية.
وبدأت الجماعة والدعوة السلفية حشد المواطنين للتصويت بـ«نعم» فى الاستفتاء على الدستور، وشكلتا لجنة مركزية مشتركة لإدارة الحملات بالمحافظات، وسيشارك مشايخ السلفيين فى مؤتمرات جماهيرية للاستفادة من شعبيتهم، فيما قرر مشايخ الطرق الصوفية تدشين حملة بالمحافظات لتوجيه أتباعهم بالتصويت بـ«لا»، بدلاً من المقاطعة.
وقال الدكتور عبدالخالق الشريف، مسؤول قسم نشر الدعوة بالجماعة، فى بيان الثلاثاء : «نحن أمام دستور ينصر الشريعة ويتضمن تطبيق شرع الله، ويسعى لإقامة العدل والرقابة على جميع أفراد الأمة ويمنح الحرية غير المهلكة للمجتمع، ويعيد للأمة كرامتها، ومشاركة الدعاة والعلماء فى توضيح حقيقة الدستور من على منابر المساجد والدروس الدعوية تعد من باب الدعوة إلى الله تعالى».
وأضاف «الشريف» لـ«المصرى اليوم»: «الدستور جاء بالتوافق بعد جهد كبير بذله أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور، وعلى الرافضين إبداء ذلك من خلال الصندوق وإقناع الشعب وحشده لرؤيتهم»، موضحاً أن الاستفتاء على الدستور ليس كالانتخابات الرئاسية أو البرلمانية لأن الدستور أمر يهم الأمة كلها.
وأشار إلى أن المسجد فى عهد الرسول والخلفاء الراشدين كان بيتاً لكل أمور الأمة، أى كل أمر عام يبحث فى حال جموع المسلمين ويرشدهم إلى حسن الحياة فى الدارين، لينظر أهل الإسلام فى المسجد إلى ما يحيط بهم فيتدبروا أمر حياتهم الدنيوية فى وسط عبق الآخرة وريحها الطيب.
ودعا الدكتور جمال المراكبى، عضو مجلس شورى العلماء السلفى، مشايخ أئمة المساجد إلى عقد ندوات وتخصيص خطب الجمعة لتعريف الناس بالدستور، مشيراً إلى أن المسجد فى التاريخ الإسلامى كان يستخدم فى جميع الأمور السياسية منذ نزول الرسالة.
وقال «المراكبى» لـ«المصرى اليوم»: إن المجلس منقسم حول الدستور لتضمنه بعض المواد المخالفة للشريعة»، مشيراً إلى أن المجلس سيجتمع بعد الجمعة لمناقشة المواد وأن هناك اتجاهاً للموافقة على الدستور من أجل عودة الاستقرار للبلاد.
وكلفت الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، التابع للإخوان، أمانات الحزب بمختلف المحافظات بتكثيف ندوات ومؤتمرات «احمى دستورك»، لحشد الجماهير للموافقة على الدستور.
وقال الدكتور فريد إسماعيل، عضو المكتب التنفيذى للحزب، إن الحزب سيدافع عن الدستور من خلال وسائل عدة للتواصل مع المواطن فى الشارع السياسى، ومنها عقد لقاءات مع مختلف الأطياف والفئات المجتمعية.
وأصدرت الدعوة السلفية تعليمات لأمنائها وأعضاء حزب النور بالمحافظات بطرق أبواب المواطنين، خاصة الأسر والعائلات الكبيرة وبدء حشد الأعداد للتصويت بـ«نعم» فى الاستفتاء.
وقال الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة، إن الليبراليين والعلمانيين عليهم الاستسلام لمبادئ الديمقراطية التى ينادون بها وأن يتركوا للشعب المصرى حرية إقرار الدستور أو رفضه.
وأضاف «برهامى»، خلال المؤتمر الذى نظمته الدعوة بمطروح، الثلاثاء ، أن التيار الإسلامى سعى ليخرج الدستور بتوافق جميع الأطراف وفى سبيل ذلك تم تقديم الكثير ولكن ليس على حساب الشريعة الإسلامية.
وتابع: «العلمانيون يعلمون أن قضية الدستور خطيرة، وأن دخول الدعوة السلفية المعترك السياسى للمشاركة فى كتابة الدستور كان للتصدى لمحاولات إقصاء الشريعة ومدنية الدولة، ونرفض الادعاءات الكاذبة التى تردد بأن التيار الإسلامى يستخدم سلاح التخويف بالقول بأن من يصوت بـ(نعم) يدخل الجنة، و(لا) يدخل النار».
وقال محمد عبدالمجيد الشرنوبى، زعيم الطريقة الشرنوبية، إن الطرق الصوفية تبدأ أول مؤتمراتها الاثنين المقبل، بمركز مؤتمرات الأزهر والمشاركة فى الفعاليات الاحتجاجية مع القوى المدنية للاعتراض على الدستور، أو التظاهر أمام قصر الاتحادية، مشيراً إلى أن الطرق الصوفية قادرة على مواجهة التحالف الإخوانى ــ السلفى لإنتاج دستور متطرف، على حسب قوله.