x

شريهان فى أول ظهور تليفزيوني: الأغلبية زائلة.. والبقاء لمصر

الأربعاء 05-12-2012 00:34 | كتب: رشا الطهطاوي |
تصوير : other

قالت الفنانة شريهان إن مصر تعيش فترة صعبة جداً وتحتاج إلى تلاحم جميع القوى الوطنية، مؤكدة رفضها الإعلان الدستورى الأخير، ومسودة الدستور لأنها خرجت من فئة واحدة هى جماعة الإخوان المسلمين دون أن تراعى التوافق المجتمعى على الدستور الذى سوف يحدد مصير ومستقبل الدولة.

وأضافت «شريهان»، خلال لقائها مع الإعلامية راندة أبوالعزم فى أول حوار تليفزيونى مطول لها يذاع اليوم على قناة العربية، أن الرئيس محمد مرسى لم يفِ بالكثير من وعوده التى أعلنها بعد انتخابه، وأنه لم يهتم بالحوار مع شعبه مكتفياً بمخاطبة مؤيديه فقط، وهو ما تعتبره زلة كبيرة، مشيرة إلى أن عدم توحد قوى المعارضة منذ ثورة يناير هو الذى أوصل الأمر إلى هذه الحال، لافتة إلى أنه رغم معاناتها من القضاء المصرى بجميع درجاته منذ أن كانت طفلة إلا أنها ترفض ضرب استقلاله أو التعدى عليه.

ونفت «شريهان» وجود ثأر شخصى مع نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، مؤكدة أن نزولها ميدان التحرير فى يناير هو نفسه سبب نزولها الآن، وهو البحث عن كرامة الشعب وحقوقه والثأر لشهدائه وإسقاط الإعلان الدستورى والجمعية التأسيسية للدستور، مؤكدة رفضها الشعارات التى تُرفع فى الميدان لإسقاط النظام والمطالبة برحيل الرئيس، لأنها حتى هذه اللحظة تعتبر أن الرئيس مرسى هو الرئيس المنتخب الذى ارتضاه الشعب، وأنها رغم إبطالها صوتها فى الانتخابات إلا أنها تقبلت الإرادة الشعبية وتقبلت كون مرسى رئيساً شرعياً منتخباً.

وأشارت إلى أنها رغم اقتناعها ومساندتها للشرعية إلا أنه لا يحق للرئيس أن يحرم الشعب من حقه فى الاعتراض، وقالت: «الرئيس قال فى كلمته فى ميدان التحرير إذا أخطأت فقومونى، وأعتقد أن الشعب الآن يقوم بدوره ويلبى طلب الرئيس بتقويمه وقت الخطأ، ومن حقى أن أقبل أو أرفض قرارات الرئيس بكل حرية وبررت «شريهان» رفضها الإعلان الدستورى واعتراضها عليه بقولها: «الإعلان الدستورى غير دستورى بالمرة، لأنه يصنع إلهاً وديكتاتوراً وفرعوناً جديداً، وأنا كمواطنة شريفة أحب بلدى لن أساهم بأى صورة فى صنع إله أو ديكتاتور»، مؤكدة أن الإعلان الدستورى لن يُخرج الرئيس من أى أزمة، بل يضعه فى أزمات عديدة، لأنه حاول أن يحصن قراراته بأثر رجعى. وأضافت: «أصبحت هناك أزمة ثقة بيننا وبين أنفسنا، لذلك يجب ألا نثق فى النوايا، والرئيس مرسى خرج من ميدان التحرير ومن وسط الثوار، كما أنه ذاق الظلم كثيراً وكان يجب أن يشعر بمرارة من يشعر بالظلم الآن».

وردت «شريهان» على سؤال حول محدودية وقت تطبيق الإعلان الدستورى وأنه سينتهى بمجرد الاستفتاء على الدستور بقولها: «لن نقبل الإعلان الدستورى ولو ليوم واحد، والحديث والتصريحات الدبلوماسية ليس لها مكان الآن لأن اللغة التى يستخدمها الرئيس مرفوضة بالمرة، وأنا أتحدث بمشاعر ملايين المواطنين».

وعن إمكانية أن يحل الاستفتاء على الدستور الأزمة التى تمر بها مصر قالت: «من المستحيل أن يحدث ذلك لأنه لا يمكن لدستور مصر أن يخرج من جماعة محددة وفئة واحدة، لأنه سوف يحدد مستقبل البلاد ومستقبل أولادنا، ويجب أن يكون توافقياً وخارجاً من الجميع».

وأكدت «شريهان» أن ما بنى على باطل فهو باطل، مشيرة إلى أن الرئيس كان يعلم من البداية بوجود اعتراضات على الجمعية التأسيسية، بالإضافة إلى انسحاب تيارات عديدة فى الفترة الأخيرة، معتبرة أنه مادامت اللجنة باطلة فالدستور باطل.

وأشارت إلى أن اعتراضها على الدستور لا يتعلق برفضها مواد بعينها، ولكن اعتراضها يأتى من عدم توافق الشعب على الطريقة التى خرجت بها مسودة الدستور، موضحة أن الشعب بأكمله له مطالب موحدة هى مطالب الثورة «عيش - حرية - عدالة اجتماعية».

وعن رفضها دخول الفلول بجوار الثوار فى الميادين قالت: «أنا أرفض فلول النظام السابق لكن من كانوا فى مليونية الثلاثاء والجمعة الماضيين لم يكونوا فلولاً لكن هم الثوار الخائفون على مصلحة الدولة ولا أسمح لأحد بالتشكيك فيهم».

ورفضت «شريهان» الإجابة على سؤال حول اتهام بعض الفنانين بأنهم من فلول النظام السابق وقالت: «أنا أنزل إلى الميدان بصفتى مواطنة وليس فنانة، وأرفض تقسيم الشعب إلى فئات، فكل المواطنين بكل فئاتهم وأعمالهم يواجهون أزمة ضمير، وأزمة ثقة، والمشهد أصبح أكبر من الأشخاص، لكن دماء شهداء يناير جعلتنى أعود إلى نفسى وأقومها، وأن أعلى مصلحة الوطن فوق أى مصلحة شخصية أخرى».

ووجهت «شريهان» رسالة للدكتور مرسى قالت فيها: «يجب أن يعلم الجميع أن الأغلبية زائلة، ورأينا ذلك من قبل فى أغلبية الحزب الوطنى، وأن البقاء لمستقبل مصر والدستور، ومن غير المعقول أن تغير مصر جلدها كل 4 سنوات، فتارة نجدها إخوانية وبعد ذلك ناصرية ومرة أخرى ليبرالية».

ورداً على سؤال حول تفتت المعارضة وعدم توحدها قالت: «المعارضة تجمعت الآن على رفض الإعلان الدستورى، ولا يوجد تفكك كما أنه أصبح لديهم تواجد كبير فى الشارع، وخرج كل من طالب بالحق والعدل والحرية، أنا كنت حزينة للغاية من عدم اتحاد المعارضة منذ الثورة، وهو الذى يجعلنا ندفع الثمن الآن، فقد تعبنا من الانقسام لأن النظام الفاسد ترك ألغاماً، بداية من المجلس العسكرى وصولاً إلى الإعلان الدستورى الآن».

واتهمت «شريهان» الدولة ومؤسساتها بالخرس تجاه الأحداث وقالت: «كان الرئيس بعد انتخابه نشطاً للغاية ويتحرك فى الميادين، إلا أن الدولة الآن أصابها الخرس التام حتى إن الرئيس لم يهتم بأن يتحدث إلينا ويشرح لنا كمواطنين وجهة نظره فى الإعلان الدستورى، واكتفى بمخاطبة مؤيديه أمام قصر الاتحادية ونسى أن الأساس هو مخاطبة ومحاورة المعترضين وليس المؤيدين»، مؤكدة أنه كان من الممكن قبول مبررات الرئيس إذا اهتم بإقناع المواطنين، إلا أن الرئيس يقول شيئاً ويفعل عكسه تماماً، ولم يكن عيباً أبداً أن يحاول إنهاء حالة الانقسام فى المجتمع.

ولفتت «شريهان» إلى أن إقالة النائب العام كانت مطلب ميدان التحرير، لكن الطريقة التى حدث بها الأمر مشكوك فيها وقالت: «لا يصح أن يقايض الرئيس الشعب على دماء الشهداء». وعن سبب ثورتها على نظام مبارك وإذا ما كان نزولها إلى الميدان بسبب ثأر شخصى قالت: «أنا ضد من يقلل من شريهان ووطنيتها ولم يكن هناك ثأر شخصى ونزلت الميدان كمواطنة ودماء الشهداء هى التى استفزتنى، وجعلتنى أنزل الميدان، وهى نفس أخطاء النظام الحالى التى دفعتنى للنزول إلى الميدان مرة أخرى، وليس لى موقف شخصى من الإخوان المسلمين، خاصة أن بعض رموزها ومنهم الدكتور محمد البلتاجى كان معناً جنباً إلى جنب فى أول أيام الثورة».

وأشارت «شريهان» إلى بعض المحن والأزمات التى مرت بها شخصياً، ومنها رفض جماعة الإخوان المسلمين إعطاءها كارنيه نقابة المحامين، وتحججها بالقانون فى عدم الجمع بين نقابتين، وقالت: «لم أقبل رفضهم عضويتى لمجرد كونى فنانة، وكانوا هم أغلبية وقتها فى النقابة، وأنا لن أتخلى عن كارنيه نقابة المهن التمثيلية لأى سبب من الأسباب».

وعن أحوالها الصحية قالت إنها مازالت تعانى المرض وتتابع مع الأطباء. وقالت: «مررت فى حياتى بعدد من المحن الكبيرة التى جعلتنى أشعر أن لدى 4 آلاف عام، ولكن بالإرادة والصبر أتغلب على تلك المحن، وقد وصل وزنى فى بعض الأيام إلى 117 كيلوجراماً، ومن أروع المواقف التى واجهتنى فى حياتى أننى كنت فى الكعبة المشرفة ووجدت مجموعة من السيدات يقلن لى صوتك مثل شريهان، وقمن بالدعاء لها».

ورداً على سؤال حول مشروعاتها الفنية القادمة قالت: «هناك مشروع مازال فى طور الإعداد والتحضير، ويقوم الكاتب محمد حناوى بكتابته حالياً، وقد أطلق عليه الإعلام عنوان (دموع سندريلا)، لكنه اسم خاطئ»، مؤكدة أن اختياراتها دقيقة جداً ولن تقبل بالعودة إلى جمهورها الذى تركته فترة طويلة إلا إذا تأكدت من أن العمل يراعى تغير طبيعة الجمهور الذى لن يقبل بأى أخطاء فنية.

ولفتت إلى أنها تحدث بنتيها «لولو وتالى» يومياً عن ظروف مصر التى يجب أن يتجمع الجميع حولها لكونها أماً مريضة، مشيرة إلى أنه رغم المضايقات القليلة التى تعرضت لها أثناء نزولها الميدان إلا أن ذلك لن يمنعها من النزول لمساندة الشعب فى الحرية والعدالة الاجتماعية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية