قال المدرب الألماني راينر تسوبيل، المدير الفني الحالي لفريق الجونة، إن الاضطرابات السياسية في مصر فرضت نفسها علي جميع مجالات الحياة في في البلاد، وقد تأثرت كرة القدم المصرية بطبيعة الحال بحالة الاستقرار التي أسفرت عن إلغاء مسابقة الدوري الممتاز الموسم الماضي، قبل خوض المرحلة النهائية للتتويج، كما أن انطلاق الموسم الجديد للمسابقة، والمقرر في أكتوبر المقبل محل شك كبير حتى الآن.
وأكد المدير الفني الأسبق للأهلي، والموجود حاليًا في عطلة قصيرة بألمانيا، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ»، أن تدريبات فريقه استعدادًا للموسم الجديد لم تتأثر بأحداث العنف في مصر بشكل مباشر، ولكن ما من أحد يستطيع الفرار مما يحدث حاليًا في البلاد.
وقال «تسوبيل»: «لا توجد اضطرابات في الجونة، والحياة تسير بشكل طبيعي، ولكنك لاترى الكثير من ممارسي رياضة الألواح الشراعية أو المصطافين يستمتعون بحياتهم، في وقت يقتل فيه كثيرون يبعدون عنا بضع مئات من الكيلو مترات».
وأضاف «تسوبيل»: «ليس الأمر بهذه الصعوبة بالنسبة لي.. ولكني أرى لاعبي فريقي الذين يواظبون على متابعة الأخبار، وأعتقد أنه من الصعب عليهم أن يركزوا في الكرة في ظل وجود أقاربهم وآبائهم وزوجاتهم وأطفالهم في مواقع الاضطرابات، ولحسن الحظ لم يصب أحد من أقارب أو أصدقاء اللاعبين بأي أذى».
وفاز «تسوبيل»، البالغ من العمر 64 عامًا، بالدوري الألماني «بوندزليجا» 3 مرات والعديد من الكؤوس الأوروبية، عندما كان لاعبًا في صفوف بايرن ميونيخ، في سبعينيات القرن الماضي، وقام بالتدريب في إيران وجنوب أفريقيا وجورجيا ومولدوفا، وتولى تدريب فريق الجونة منذ شهر إبريل الماضي.
وليست التوترات السياسية بالأمر الغريب على «تسوبيل»، حيث اضطر المدرب الألماني للرحيل من تدريب فريق دينامو تبليسي الجورجي، عام 2008، عقب نشوب القتال بين روسيا وجورجيا.
وأكد «تسوبيل» أنه يشعر بالأمان في الجونة، وأشاد بحماس الجمهور المصري الذي يعشق كرة القدم بجنون رغم الأحداث السياسية وعدم الاستقرار، لكنه شكك في إمكانية انطلاق الموسم الجديد للدوري المصري في موعده المحدد، منتصف أكتوبر المقبل.
وأوضح المدرب الألماني: «أمر طيب أن يعلم المرء ماذا سيحدث، يفترض أن يبدأ الدوري الجديد في 15 أو 25 أكتوبر المقبل، ولكني أشك أن يبدأ في هذا الوقت، حيث لا أتوقع أن يعود الهدوء مرة أخرى على هذا النحو، وأن بإمكان الشرطة أن تضمن إقامة المباريات، ويتم اتخاذ جميع الإجراءات الأمنية، لا أعتقد أن هذه الأمور من الممكن أن تحدث في الوقت الحالي».
وكان للاضطرابات السياسية في مصر أثر سيء على كرة القدم المصرية في الفترة الماضية، حيث تم إلغاء بطولة الدوري موسم 2011-2012 مطلع العام الماضي، بعد مصرع 74 مشجعًا في أعمال شغب بملعب بورسعيد بعد انتهاء مباراة بين المصري البورسعيدي والأهلي.
وبدأت المسابقة الموسم الماضي في شهر فبراير الماضي، ولكنها توقفت بسبب عدم استقرار الأوضاع بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، كما أن العديد من المباريات أجريت خلف أبواب مغلقة لأسباب أمنية.
وأضاف مدرب الجونة: «تعاني الكرة المصرية بشدة بسبب توقف الدوري لمدة عام، اضطر العديد من اللاعبين الأجانب والمحليين للعب بالخارج، كما أن أفضل اللاعبين غادروا البلاد».
وأكد «تسوبيل» أنه سيبقي في مصر، وستزوره زوجته ونجلاه المقيمان بألمانيا في مصر لفترات قصيرة.
واختتم «تسوبيل»: «إنهم يعلمون أنني حذر، والأمور هادئة إلى حد ما في الجونة، ولا أشعر بأي خوف هناك، لذلك على أن أقوم بمهمتي».