رغم انتهاء مواعيد العمل الرسمية التى جرى تقديمها بعد فرض حظر التجوال، ظلت البوابة الرئيسة لحديقة الأورمان المطلة على ميدان نهضة مصر مشرعة أمام القادمين، لا بفعل إدارة الحديقة ولا بسبب جمهور مفقود، بل لأن مدرلة لم تجد سبيلا لفض اعتصام التيارات الإسلامية التى نصبت خيامها داخل الحديقة، سوى اقتحام البوابة الأثرية التى يعود تاريخها إلى 1875 – العام الذى أنشئت فيه الحديقة، حسب شهود عيان.
على الأرض المواجهة لمبنى الإدارة جلس عدد من العمال التابعين لقطاع الصيانة بوزارة الزراعة «التابعة لها الحديقة» يجمعون الأجزاء المتناثرة للبوابة المحطمة، وبينما يحاولون إعادة الحياة للبوابة المفتتة ظل العمال يتغزلون فى جمال «الفن» الذى صيغت به البوابة.
لم تكن البوابة الحديدية الأثرية وحدها ما تعرض لأضرار واضحة جراء فض اعتصام جماعة الإخوان المسلمين والموالين لها داخل حديقة الأورمان التاريخية، ضمن اعتصام «النهضة» الذى قامت القوات المسلحة بالتعاون مع قوات الشرطة صباح الأربعاء 14 من أغسطس الجارى، فقد قدرت وزارة الزراعة، فى بيان لها، خسائر حديقة النباتات النادرة بمائة مليون من الجنيهات كتقدير مبدئى.
يقول المهندس عادل حافظ، مدير المشتريات بحديقة الأورمان: «كانت التلفيات خلال الاعتصام نفسه كبيرة لكنها اقتصرت على ما يمكن تعويضه، فبخلاف البوابات تم انتزاع السور الحديدى المحيط بحديقة الأطفال لاستخدامه متاريس، كما أن الأشجار التاريخية والنادرة لم تتضرر بالفعل، الأضرار الحقيقية عمليا حدثت مع فض الاعتصام؛ حيث تم تحطيم (المعشبة) التى تضم السجل العلمى والبيانات الخاصة بالنباتات والعينات النادرة التى نستزرعها. تم تحطيم مبنى المعشبة وتعرضت السجلات للتمزيق والفقد، ولا نزال فى مرحلة جرد ما تبقى من السجلات والتفكير فى كيفية استعادة المعلومات المفقودة».
بعد تمشية قصيرة على الأقدام يسهل على الزائر الوصول لقطاع النخيل حيث كان يقيم أنصار الرئيس السابق محمد مرسى خيامهم داخل الحديقة، على الأرض بقايا طلقات خرطوش متخلفة عن المعركة القصيرة التى دارت أثناء فض الاعتصام، تتناثر أغلفة الطلقات البلاستيكية بجوار مبان مقامة بالطوب الأحمر، يشرح المهندس عادل حافظ أنها دورات المياه التى أقامها أنصار جماعة الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية التى اعتصمت بالمكان لما يزيد على شهر كامل. يعلق حافظ: «حاولنا إقناعهم بالاكتفاء بالحمامات المقامة بالحديقة بالفعل لخدمة الزائرين، لكنهم أصروا على إقامة المزيد من دورات المياه.