قال المحلل الفرنسي الدكتور خطار أبو دياب، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس، في حوار مع «دويتشه فيله» إن الهجوم الكيماوي على الغوطة نقطة تحول تمهد الطريق لرد دولي ضد نظام الرئيس الفرنسي بشار الأسد، ولكنه رد سيكون جزئيا ولن يغير بالضرورة من موازين القوى على الأرض.
ورأى «أبو دياب» أن ما يحدث ما هو إلا عدّ عكسي، ولكنه ليس لتدخل عسكري، وليس لسيناريو شبيه بالبوسنة وكوسوفو من خارج مجلس الأمن، بل إننا أمام تحضيرات ربما للقيام بضربة عسكرية محدودة تشكل رسالة تحذير للنظام السوري كي لا يستمر في استخدام الأسلحة الكيميائية، وربما أيضا رسالة إلى رُعاة النظام السوري، أي روسيا وإيران تحديدا، حتى يقبل هذا النظام بالحل السياسي وفق شروط متوازنة.
وعن اجتماعات الأردن، قال «أبو دياب» إنها تُعقد منذ ربيع عام 2012، حيث أُجريت مناورات عسكرية مهمة تحت اسم «الأسد المتأهب»، الهدف منها السيطرة على الأسلحة الكيماوية في سوريا، وإذا زادت الأمور عن حدها قد يتم إرسال وحدات خاصة من أجل السيطرة على هذه المواقع ومنع انتقال هذه الأسلحة إلى تنظيم القاعدة أو تنظيمات متطرفة أخرى، أو إلى حزب الله وأنصاره.
واعتبر أن استعمال السلاح الكيماوي في الغوطة يشكل منعطفا في الصراع السوري، لأنه استعمال على نطاق كبير، ثم إن صدقية الرئيس أوباما أصبحت على المحك، وبالتالي لابد من جواب ما. ورغم ردود الفعل المحذرة لروسيا وإيران فإن الدولتين تعلمان أنه لم يعد بإمكان الولايات المتحدة السكوت. لكن السؤال يبقى مطروحا، هل يكتفي أوباما بإرسال أسلحة نوعية للمعارضة أو يقوم بضربة محدودة، هذا ما ستكشف عنه الأيام القليلة القادمة.
وعن إمكانية حدوث تدخل عسكري فعلي في سوريا، قال «أبو دياب»: «لا أعتقد أنه سيكون هناك تدخل عسكري بمعنى نزول قوات برية على الأرض، فقد تُستعمل الصواريخ لضرب مواقع معينة، أو إرسال طائرات في عملية محدودة لا تستغرق إلا ساعات. وهي عملية قد تشبه عمليات عسكرية قامت بها إسرائيل ضد مواقع في جبل قاسيون في شهر مايو الماضي، أو عملية أخرى في اللاذقية في يوليو ولم يستدع ذلك ردا لا من النظام السوري ولا من إيران ولا من حزب الله أو روسيا، بالرغم من قرب القاعدة العسكرية الروسية من المواقع التي استهدفت».