كشفت مصادر بالجماعة الإسلامية رفضت ذكر اسمها أن هناك انقساماً حاداً بين قيادات الجماعة حول إجراء مفاوضات والتهدئة مع قيادات الجيش ووزارة الداخلية، حيث إن بعضهم يرفض المصالحة ووقف المظاهرات مع ضرورة الاستمرار فى مطالب تحالف دعم الشرعية، ويقود هذا الفريق الدكتور عصام دربالة، رئيس شورى الجماعة الإسلامية، وهو ما أدى إلى اعتراض عدد من شباب الجماعة، وأعلنوا استقالتهم نتيجة رفضهم مواقف الجماعة الأخيرة، فى حين يرى فريق آخر يقوده الشيخ عبود الزمر وعدد من قيادات الجهاد ضرورة إنهاء التظاهرات والتهدئة والجلوس على مائدة المفاوضات ووقف العنف وعدم الاستمرار فى الخطاب التحريضى ضد الجيش والشرطة والسير خلف جماعة الإخوان فى مطالبها دون مراجعتها.
قال محمد أبوسمرة، أمين عام الحزب الإسلامى، الذراع السياسية للجهاد، إنهم طرحوا مبادرة أمس لوقف نزيف الدماء والعنف يجريها عدد من قيادات الجماعة والجهاد، يقودها الشيخ عبود الزمر، القيادى بالجماعة الإسلامية، والشيخ محمد حجازى، رئيس الحزب الإسلامى، الذراع السياسية للجهاد ومجدى سالم نائب الحزب الإسلامى وزعيم تنظيم طلائع الفتح.
وأضاف لـ«المصرى اليوم» أن المبادرة تهدف لوقف نزيف الدماء والتفاوض، موضحا أن الإخوان وافقوا عليها استعدادا للمصالحة الوطنية، موضحا أن المبادرة تستهدف وقف التحريض الإعلامى من الطرفين، والابتعاد عن الكلام فى السياسة ووقف المظاهرات من قبل تحالف دعم الشرعية خلال الـ10 الأيام المقبلة تمهيدا لإجراء مفاوضات بين الجيش والشرطة والإخوان.
وتابع «أن هذه المبادرة هى تمهيد لإجراء المفاوضات بين الجيش والإخوان، حيث نسعى إلى تمهيد الجو لكى تجرى المفاوضات بهدوء حتى يكلل لها النجاح وحتى يتم جلوس الإخوان للتفاوض والمصالحة، منعا لتطبيق العزل السياسى على جماعات التيار الإسلام السياسى». وأوضح: «نزفض أن يتم تطبيق العزل السياسى، موضحا أنهم منتظرون رد الجيش خلال 48 ساعة القادمة، وفى حال رفض الجيش المفاوضات أو التهدئة ستظل المظاهرات السلمية، مشيرا إلى أن التطرق إلى عودة مرسى أو المؤسسات الشرعية لم يتم التطرق إليه فى حال عرض المبادرة على جماعة الإخوان فى تحالف دعم الشرعية، لأن الجو ملبد بالغيوم، لذلك فالمبادرة هى لتمهيد الأجواء للمصالحة والتفاوض لتسهيل المفاوضات».
من جانبه قال الدكتور محمد حسان، المستشار الإعلامى للجماعة الإسلامية، إن الجماعة تسعى مع التحالف الوطنى لدعم الشرعية للخروج بمبادرة تحافظ على الشرعية الدستورية ومكتسبات ثورة 25 يناير ووقف القمع الأمنى والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، مشيرا إلى أنهم وضعوا اللمسات الأخيرة للانتهاء منها، وجار إقناع التحالف الوطنى بها لافتا إلى أن أهم بنودها الاحتكام إلى الانتخابات مع إطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
وأضاف «حسان» فى تصريحات لـ «المصرى اليوم»: ستناقش المبادرة الموقف من الانتخابات الرئاسية التى نرى أن تكون سابقة على البرلمانية على أن تكون الثانية بنظام القائمة وليس الفردى الذى سيعود بالحزب الوطنى إلى الواجهة مرة أخرى، متابعا: «سنركز على وقف العنف وحقن دماء المصريين، فالوضع الحالى لا يمكن استمراره بهذه الصورة».
وأشار «حسان» إلى أن الجماعة ستدعم أى مبادرة تحافظ على الشرعية، لكنهم لن يدعموا أى مبادرات تقوم على أساس خارطة الطريق، فالهدف هو إيجاد حل سياسى للأزمة وليس تعقيدها، مضيفا: «نريد التأكيد على عدم انغماس الجيش فى الشأن السياسى وأن يتم تحقيق مطالب جميع المصريين مؤيدين ومعارضين».