واصلت نيابة شمال الجيزة الكلية، برئاسة المستشار محمد أباظة، الأحد، تحقيقاتها في قضية اقتحام مركز شرطة كرداسة، التي راح ضحيتها 16 ضابطًا ومجندا وأمناء شرطة، من بينهم العميد محمد جبر، مأمور المركز، ونائبه العقيد عامر عبدالمقصود، والنقيب هشام شتا، معاون المباحث، والملازم أول محمد وهدان، معاون المباحث، أثناء الهجوم المسلح الذي استهدف القسم.
وتضمنت قرارات النيابة تتبع خطوط الهواتف المحمولة لهؤلاء الضباط وفحص المكالمات والرسائل الأخيرة التي تمت قبل الحادث، وتكثف أجهزة الأمن بالجيزة جهودها لضبط 8 متهمين انفردت «المصري اليوم» بنشر أسمائهم، السبت، شاركوا ونفذوا الحادث، كما قطع بعض الأفراد من قسم شرطة كرداسة الطريق أمام مديرية الأمن، والتقوا مدير المباحث مطالبين بالقصاص لزملائهم.
قالت التحقيقات إن أهالي ضحايا الشرطة اتهموا فى أقوالهم أمام النيابة جماعات «الجهاد»، وأعضاء بجماعة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء قتل ذويهم، مؤكدين تلقيهم رسائل تهديدات من قبل أرقام مجهولة الهوية، قبيل الحادث.
وقال مجندي الأمن المركزي، في أقوالهم، إنهم شاهدوا الجماعات المسلحة حاملين الرايات السوداء، وهم يصعدون إلى الطابقين الثاني، والثالث بغرض استهداف قيادات وضباط مركز الشرطة.
وأكدت نجلاء فتحي، زوجة العقيد عامر عبدالمقصود، في أقوالها أمام النيابة، أن زوجها تلقى عشرات الرسائل على هاتفة المحمول قبل الحادث، من قبل أشخاص لم تحدد هويتهم، يتوعدونه بالانتقام منه في القريب العاجل، وكان هذا قبل اقتحام المركز، مشيرة إلى أن زوجها كان على علم ودراية كاملة باستهدافه من قبل الجماعات المتطرفة الموجودة بكثافة في تلك القرى.
وأضافت زوجة «عامر»، أمام النيابة: «اتصلت بزوجي أثناء عملية الاقتحام، لإثنائه عن قراره بالبقاء للدفاع عن مركز الشرطة، لكنه رفض، مفضلاً تصديه لهؤلاء المجرمين».
وذكر مصادر قضائية أن زوجة نائب المأمور قالت إن الإرهابيين جاءوا إلى بيتنا بمنطقة الهرم، ورصدوا تحركاتنا عن كثب، قبل الحادث، وراقبوا أبنائي: «أحمد»، الطالب بكلية إدارة الأعمال بجامعة السادس من أكتوبر، و«علاء»، الطالب بالصف الثاني الإعدادي.
وقال 5 جنود أمن مركزي، أمام النيابة، إنهم كانوا ضمن القوة التي جاءت من مديرية أمن الجيزة لحماية مركز الشرطة، بعد عملية الاقتحام الأولى يوم 4 يوليو الماضي، مؤكدين أنهم فوجئوا بمئات الملثمين الذين كانوا يتحدثون بلهجات بدوية وأجنبية، يصعدون بالطابقين الثاني، والثالث، حيث كنا متواجدين، بعد عملية القصف بالأسلحة الثقيلة «آر. بى. جي»، بغرض استهداف المأمور ونائبه، وأكد لهم هؤلاء الأشخاص، الذين لم يحددوا هويتهم، أنهم طلبوا منهم التخلي عن أسلتحهم، مقابل الإفراج عنهم، وهو ما فعلوه، خشية قتلهم، لافتين إلى أن هؤلاء المسلحين أطلقوا النار على المأمور ونائبه ومعاوني المباحث في البداية أثناء اقتحامهم مكاتبهم، ما أدى لوفاتهم، قبل التمثيل بجثثهم، بمسجد الشاعر، وحملهم فوق سيارة نقل، كانت تجوب القرى المجاورة، وإلقائهم على قارعة الطريق السريع بمنطقة ناهيا، وأشاروا إلى إنهم نجوا من الموت بمساعدة بعض الأهالي الذين أحضروا لهم زيًا مدنيًا، لإخفاء هويتهم، وأنهم لا يعرفون أيا من هؤلاء الأهالي على الإطلاق.
وفي السياق ذاته، تكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبط متهمين حددتهم التحقيقات وانفردت «المصري اليوم» بنشر أسمائهم السبت، مؤكدة أن هناك خطة أمنية موضوعة بعناية، لضبط المتهمين الثمانية، حيث أثبتت تحقيقات النيابة العامة وتحريات أجهزة المباحث والأمن العام والأمن الوطني، تورطهم في الأحداث.
وكشفت المصادر أن الخطة الأمنية الموضوعة دخلت حيز التنفيذ، لضبط المتهمين الثمانية، دون غيرهم، وأن الخدمات الأمنية لم تثبت تحفز المواطنين، لمواجهة قوات الأمن حال مداهمة البؤر الإجرامية بالقرية.
كما قطع عدد من أفراد الشرطة الطريق أمام مديرية الأمن، مطالبين بالقصاص، ما دفع اللواء محمد الشرقاوي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، للاجتماع بهم، وطالبهم بضبط النفس، ووعدهم بتقديم المتهمين الذين أثبتت التحقيقات تورطهم إلى العدالة.