قالت مصادر في التحالف الوطني لدعم الشرعية إنه يرفض المصالحة مع الحكومة، أو القوات المسلحة، لإنهاء الأزمة السياسية الحالية، لافتة إلى أن عددا كبيرا من السياسيين حاولوا التدخل لإقناعه، وفشلوا لإصرار «التحالف» على عدم التراجع عن موقفه.
وأضافت أن «(التحالف) يصر على رحيل الجيش عن الحياة السياسية، والعودة للشرعية، وإعادة مجلس الشورى، والإفراج عن المعتقلين وقيادات جماعة الإخوان المسلمين».
وقال عمرو عبد الهادي، عضو «التحالف»، إن «الأعضاء يرفضون المصالحة، والجلوس مع القوات المسلحة على مائدة حوار واحدة بعد مقتل العديد من المتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي، واعتقال عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين»، لافتًا إلى أن «اعتقال قيادات الجماعة جعل فرصة الوصول لحلول سياسية صعبة للغاية».
وأضاف أن «(التحالف) مستمر في تحركاته الشعبية، وتنظيم المظاهرات في كل المحافظات»، مشيرًا إلى أن «النظام الحالي لم يتحمل الضغوط الشعبية داخل مصر أو الضغوط الخارجية».
وقال فتحي تميم، عضو اللجنة القانونية لحزب الحرية والعدالة، إنه «لا يوجد تواصل بين كوادر (الجماعة)، ولا أحد يعلم شيئًا عن وجود مفاوضات بين الجيش والقيادي الإخواني محمد علي بشر»، متوقعًا أن تتم المفاوضات السياسية بمبادرة شخصية بين مسؤولين في الحكومة والجيش مع «بشر»، لتخفيف حدة الاحتقان في الشارع المصري.
وأضاف «تميم» أنه «لا يوجد موقف موحد لـ(الجماعة) بالدخول في مفاوضات، بسبب انقطاع الاتصالات بين كوادرها بعد القبض على أعداد كبيرة من قياداتها».
من جانبه، أكد الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، أن «المصالحة الوطنية هي الطريق الوحيد للخروج من الأزمة، واستعادة الاستقرار في الحياة السياسية»، مؤكدًا أن «قيادات حزب النور بذلت مجهودًا مع قيادات (الإخوان) قبل وبعد (30 يونيو)، لعقد مصالحة مع القوى السياسية والدولة، وجميعها فشلت حتى الآن».
وحذر «برهامي» في تصريحات لـ«المصري اليوم» من استمرار اعتقال قيادات (الإخوان) وبعض رموز التيار السلفي»، مشيرًا إلى أنه «ليس كل إخواني أو سلفي متورطا في العنف، وحملة الاعتقالات غير المبررة ستخلق جيلاً جديدًا أكثر عنفًا، وسيشكل خطرًا على الأجيال القادمة».
وقال كمال الهلباوي، القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، إنه حضر 20 اجتماعًا من اجتماعات المصالحة مع قيادات «الإخوان»، وفي حضور محمد علي بشر، وزير التنمية المحلية السابق، وعضو التحالف الوطنى لدعم الشرعية، و«في كل مرة رفضوا المصالحة، وتمسكوا بما يعتبرونه الشرعية»، مشيرًا إلى أنهم «لم يريدوا المصالحة».
وأضاف، في تصريحات صحفية، أن «الشرعية لها قدمان، الأولى هي الصناديق، وقد فاز بها محمد مرسي، ومن هاجموه الآن، كعلاء الأسواني وحمدي قنديل، كانوا معه وأيدوه حتى لا تعود الدولة العميقة، أما القدم الأخرى فهي العدالة والعقد الاجتماعي والسياسي بين الحاكم والمحكوم، وهذا قد أفسده مرسي، وإذا انكسرت إحدى القدمين فلا شرعية له».