x

«خيرت الشاطر».. الرجل القوي في «مدينة نصر»

السبت 24-08-2013 19:39 | كتب: محمد طارق |

في أحد الشوارع المتفرعة من شارع عباس العقاد، ينتصب برج سكني، يطل على حديقة مملوكة لأحد المساجد الشهيرة بالمنطقة، التي كانت تشهد عددا من اجتماعات الجماعة في وقت سابق، بحسب أحد سكان المنطقة، يحتل عدد من الشركات طوابق كثيرة في البناية فيما عدا 3 طوابق أخيرة يملكها خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وواحد من أثرى رجال أعمال الجماعة، والعقل الاقتصادي لها.

أمام المنزل تقف عزة أحمد، زوجة المهندس خيرت الشاطر، سيدة منتقبة، بينما تقف على بعد خطوات منها عائشة خيرت الشاطر، وهي تكتب بعض الكلمات على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» عبر جهاز «آي باد»، متوجهين إلى مسيرة نظمها الإخوان عصر ذلك اليوم.

ترمقنا زوجته بنظرات غاضبة، ثم تقول: «الكلمة أمانة ستحاسبون عليها، زوجي الآن في السجن، ولا يصله الدواء، ولا نعلم ماذا يجرى له». تلتقط منها «عائشة» طرف الحديث الغاضب: «سنضحى بأرواحنا كلها، ولن نسكت فداء للدين والوطن، لأن قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار»، وتنصرف بعد أن تقدم لنا عددا من النصائح في غضب في حضور الأسرة المتوجهة للمسيرة.

على بعد خطوات من العمارة، يجلس أحد الصيادلة، فضل عدم ذكر اسمه، داخل صيدليته، يقول: «المهندس خيرت يسكن في الطابقين الأخيرين، لكن الأولاد يسكنون في الطابق الثامن، أما باقي العمارة فكلها تابعة لعدد من الشركات الأجنبية»، يضيف «هم على المستوى الشخصىي «ناس زى الفل»، وزوج ابنته صديق لي، لكن على المستوى السياسي غلط طبعا».

قبل «30 يونيو» كان الشارع هادئا طوال اليوم تقف الحراسة على باب العمارة، 3 أو 4 أشخاص مسلحون بالكامل، بحسب الصيدلي: «طقم الحراسة كان مسلحا بكل أنواع الأسلحة، يرافقهم عقيد من القوات المسلحة، لم أعرف إذا كان وجوده بصورة رسمية أم لا، لكني كنت أشك طوال الوقت أن وجوده بصورة رسمية رغم أن السلاح الذي كان يحوزه ميري»، يكمل: «بعد 30 يونيو بدأ السلاح يزيد لدى الحراس، واختفي العقيد ولم يظهر ثانية».

في 1 يوليو، وبعد يوم من أحداث 30 يونيو كانت سيارة شرطة تطوف شوارع المنطقة وتوجه رجال الشرطة إلى الصيدلي وسألوه، إذا كان أحد السياسيين يقطن بالمنطقة، فأجابهم بأن «الشاطر» يسكن في تلك العمارة، وأن هؤلاء الحراس تابعون له، وأخبروه بأنهم تلقوا معلومات بوجود سيارة أمام العمارة تمتلئ بالسلاح، عن طريق عدد من حراس العقارات المجاروة، ثم تركوه ومروا على العمارة، وأعينهم تراقب تحركات الحراس، حسب الصيدلي المجاور لعمارة الشاطر.

بعدها بيوم جاء عدد من سيارات الشرطة، ونزلت قوتان حاصرتا المنطقة، وبدأوا في تبادل إطلاق النار مع الحراس، وتمكنوا من القبض على حارسين لـ«الشاطر»، يعلق الصيدلى على الرواية: «ابن خيرت وقتها قال إن الشرطة اقتحمت البيت عليهم، لكن ما فيش عسكري دخل منور السلم، رغم إن الناس في الشارع كانوا بيشاورا للشرطة إن فيه ناس على السطح معاها سلاح».

في اليوم نفسه الذي حدثت فيه تلك الواقعة نظم المعتصمون في ميدان رابعة العدوية مسيرة صغيرة جاءت إلى المنزل، ممسكين عددا من العصي، ومرتدين خوذا على رؤوسهم، وتوقفوا أمام المنزل لساعتين، ثم رحلوا عائدين إلى مقر الاعتصام.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية