بكى رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، خلال لقاء تليفزيوني، بإحدى القنوات المحلية التركية، نتيجة تأثره الشديد لدى إصغائه لرسالة الدكتور محمد البلتاجي، القيادي بحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، لابنته أسماء، التي لقيت مصرعها خلال فض قوات الأمن اعتصام ميدان رابعة العدوية.
وأشار «أردوغان»، خلال اللقاء إلى أن صورة أبنائه مرت أمامه خلال إصغائه للرسالة، وقال: «أنا مررت ببعض ما جاء في رسالة البلتاجي لابنته أسماء، بحكم عملي، وانشغالي الشديد، أعود إلى البيت متأخرا جدا، وغالبا ما تصل الساعة الواحدة أو الثانية بعد منتصف الليل، وفي الغالب يكون أبنائي نائمين، وفي إحدى المرات علقت ابنتي ورقة على باب غرفتي كتبت فيها (هل منحتنا ليلة من وقتك؟)، نحن لا نملك وقت فراغ نمنحه لأبنائنا».
وتابع: «الشهادة شيء مختلف، أسماء غادرت الدنيا دون أن تشبع منها، ولكن روحها ارتقت عاليا، أتمنى أن يمثل موقف أبيها درسا لكل المسلمين في العالم، أنا لا أتحدث معكم الآن بصفة رئيس الوزراء، ولكن بصفة المواطن، رجب طيب أردوغان».
وجاء رد فعل «أردوغان» بعدما رفع علامة النصر بأصابع يده الـ4 في إشارة إلى ميدان رابعة العدوية، الذي شهد سقوط مئات الضحايا أثناء فض قوات الأمن اعتصام أنصار مرسي، في الكلمة التي ألقاها «أردوغان» في مدينة «بورصة» غرب تركيا، ضمن مراسم بدء العمل بمجموعة مشاريع لإعادة الإعمار تأتي ضمن خطة الحكومة التركية لتطويرالمباني في عموم البلاد ضمن خطة التحول المدني.
من جانبه، أشار حزب الحرية والعدالة، في صفحته على «فيس بوك»، إلى بكاء «أردوغان»، معتبرًا أنه «يبكي الآن في برنامج تليفزيوني تركي على الهواء، بسبب مقتل آلاف المصريين على يد مجرمي الانقلاب العسكري في مصر»، حسب قوله.
ونشر «الحرية والعدالة» فيديو يظهر فيه «أرودغان» باكيًا وأمامه صورة لابنة «البلتاجي» أسماء، وفي المقابل توالت تعليقات مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي على الفيديو، فكتب «صالح سيف»: «ليت حكام المسلمين يملكون معشار ما يملك أردوغان من رجولة وشهامة».
وعلق «إيهاب نصار»: «بكى أردوغان من كلمة البلتاجي إلى ابنته الشهيدة، أما أصحاب القلوب الحجر تركوا موتها وكلمة أبيها وصدقوا إشاعه أنها تمثيلية، حتى لا يموتوا من حقارتهم»، بينما كتب «علاء الدين الغنام»: «حنين أوي.. ياعم خليك في حالك»، واعتبر «عبد الرحمن حسين» أنها «دموع التماسيح»، حسب تعبيره
كان «البلتاجي» كتب رثاء لابنته أسماء، الإثنين الماضي، قال خلاله إنه لم يحضر وداعها الأخير إلا لاستكمال مسيرة الثورة حتى تنتصر وتحقق أهدافها، «لا خوفا على أجل ولا من سجن ظالم وإنما حرصًا على الرسالة التي قدمت روحها من أجلها».
وأضاف: «البلتاجي»: «لا أقول وداعًا بل أقول غدًا نلتقي، عِشت مرفوعة الرأس متمردة على الطغيان ورافضة لكل القيود وعاشقة للحرية بلا حدود وباحثة في صمت عن آفاق جديدة لإعادة بناء وبعث هذه الأمة من جديد لتتبوأ مكانتها الحضارية».